شدد مقال نشر في موقع "
ذي إنترسبت"، على أن العدوان الإسرائيلي على
لبنان جدد الدعوات لوقف
الولايات المتحدة نقل الأسلحة إلى دولة
الاحتلال الإسرائيلي مع فتحها جبهة جديدة في المنطقة، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى حرب شاملة.
واستهل الصحفي جونا فالديز مقاله الذي ترجمته "عربي21"، بالإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع في حملة قصف ضخمة في لبنان. في الأسبوع الماضي، بدأت بالتفجير عن بعد لآلاف الأجهزة الإلكترونية الشخصية. وفي يوم الجمعة، سوت ضربة إسرائيلية مبنى في ضواحي بيروت بالأرض. وفي يوم الأحد وحتى يوم الاثنين، امتد القصف إلى أكبر هجوم على لبنان منذ غزو إسرائيل عام 2006.
وقال إن "حصيلة القتلى هي الأعلى منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006، وبالتأكيد الأسوأ منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، عندما بدأت إسرائيل وحزب الله، وهي جماعة شيعية لبنانية مدعومة من إيران، في تبادل الضربات".
وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية، واصلت هجماتها على مدار يوم الاثنين، حيث ضربت ضاحية بيروت بثلاثة صواريخ، ما أدى إلى إصابة ستة آخرين على الأقل. وبينما قالت إسرائيل إنها استهدفت إمدادات الأسلحة لحزب الله، قال وزير الصحة اللبناني أيضا إن الضربات أصابت المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف".
وأشار إلى أنه "مع هذه الحملة الجديدة من القصف، فقد فتحت إسرائيل جبهة جديدة في حروبها على غزة والضفة الغربية - وجدد منتقدو السياسة الأمريكية دعواتهم للولايات المتحدة بوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل مع استمرار الصراع في النمو".
وقالت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، مع تعليق على تغريدة من السفارة الأمريكية في بيروت، تحث المواطنين الأمريكيين على مغادرة البلاد: "من الأسهل التوقف عن إرسال أسلحة للحكومة الإسرائيلية التي تستخدمها لشن حروب الإبادة الجماعية بدلا من إجلاء كل أمريكي في لبنان".
وأفاد عباس علوية، أحد مؤسسي حركة "غير ملتزمين"، التي كانت تدفع الحزب الديمقراطي وحملة كامالا هاريس للالتزام بحظر الأسلحة على إسرائيل، صباح يوم الاثنين، بأن قرية عائلته في لبنان تعرضت لقصف بالقنابل الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل "أم وبناتها ... في منزلهن"، بالإضافة إلى مدنيين آخرين في قرية أبناء عمومته.
وكتب علوية: "(الرئيس جو بايدن)، كلما أرسلت أسلحة أكثر، قتل المزيد من المدنيين".
وفي أيار/ مايو، وقبل غزو إسرائيل لمدينة رفح جنوب غزة حيث كان الآلاف من الفلسطينيين يحتمون من القتال، أوقفت إدارة بايدن نقل القنابل التي تزن 2000 رطل و500 رطل إلى إسرائيل. ومع ذلك، فإنها في تموز/ يوليو، وسط ضغوط من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، استأنفت الولايات المتحدة شحنات القنابل التي تزن 500 رطل، بحسب التقرير.
وعندما سُئلت هاريس خلال حديث مع الجمعية الوطنية للصحفيين السود في فيلادلفيا عن التحول في السياسة بشأن حرب إسرائيل في غزة، وهو السؤال الذي تجنبته طوال الحملة الانتخابية، قالت هاريس إنها تدعم توقف بايدن عن إرسال القنابل التي تزن 2000 رطل.
وأضافت: "لذا، فإن هناك بعض النفوذ الذي كان لدينا واستخدمناه".
ورغم أن مصدر القنابل والصواريخ المستخدمة في القصف الأخير في لبنان لم يتم تحديده بعد، إلا أن ستيفن سملر، المؤسس المشارك لمعهد إصلاح السياسة الأمنية، الذي يتتبع عمليات نقل الأسلحة العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل، يعتقد أنه من المحتمل أن تكون الذخائر المصنوعة في أمريكا متورطة في الهجمات.
وقال سملر لـ"موقع إنترسبت": "مع استعادة المزيد من الأدلة الجنائية في لبنان، لا ينبغي لنا أن نتفاجأ برؤية بصمات الولايات المتحدة في كل مكان. وبالنظر إلى اعتماد إسرائيل على الذخائر الأمريكية، فإن عبء الإثبات قد انقلب فعليا، حيث سيكون من المثير للصدمة تقريبا رؤية سلاح غير مزود من الولايات المتحدة يستخدم في جنوب لبنان".
وقام سملر بتجميع قائمة بحالات استخدام الذخائر الأمريكية في انتهاكات محتملة للقانون الإنساني في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك ضربة في آذار/ مارس حيث قصفت إسرائيل قرية الهبارية في جنوب لبنان، وأصابت مبنى سكنيا يضم فيلق الطوارئ والإغاثة التابع لجمعية الإغاثة اللبنانية.
وأسفرت الضربة الإسرائيلية، بحسب المقال، عن مقتل متطوعين في حالات الطوارئ والإغاثة. في حين أن القنبلة التي يبلغ وزنها 500 رطل والتي استخدمت في الهجوم تم تصنيعها في إسرائيل، فإن مجموعة توجيه الذخيرة الهجومية المباشرة المشتركة - وهي قطعة من التكنولوجيا التي يتم تثبيتها لتوجيه القنابل نحو أهدافها - كانت من صنع أمريكي، وفقا لعمل سملر والبحث الذي أجرته "هيومن رايتس ووتش".
وفي السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، أطلقت "إسرائيل" قذائف مدفعية عيار 155 ملم مملوءة بالفوسفور الأبيض على قرية الدهيرة، وهي قرية أخرى في جنوب لبنان. وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة مدنيين وإلحاق أضرار بممتلكات مدنية. ووفقا لمنظمة العفو الدولية وصحيفة واشنطن بوست فإن الأرقام التسلسلية للإنتاج على قذائف المدفعية أظهرت أنها صُنعت في الولايات المتحدة.
وأشار المقال إلى أن "الجيش الإسرائيلي قال إن الضربات الأخيرة، التي وقعت في الغالب في جنوب لبنان، تهدف إلى تأمين منطقة الحدود حتى يتمكن عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين الذين فروا من شمال إسرائيل على مدار العام الماضي من العودة بأمان إلى منازلهم".
كما اتهمت "إسرائيل" حزب الله باستخدام "دروع بشرية"، زاعمة أنه قام بتخزين الذخائر داخل منازل المدنيين، وهي ذريعة شائعة لشن ضربات مكلفة على المنازل والمستشفيات في غزة.
ومع بدء الضربات، أصدر وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي بيانا يدعو فيه الجيش الإسرائيلي إلى غزو أجزاء من جنوب لبنان والاستيلاء عليها بشكل دائم لأن حزب الله يستخدمها لإطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، وفقا للمقال.
وكتب شيكلي في سلسلة من المنشورات على منصة "إكس"، أن "لبنان، على الرغم من أن لديه علما وعلى الرغم من أن لديه مؤسسات سياسية، إلا أنه لا يستوفي تعريف الدولة"، ملقيا باللوم على لبنان للسماح لحزب الله "بالسيطرة على منطقته الجنوبية".
وأضاف أنه "بالإضافة إلى جناحه المسلح، فإن حزب الله يعمل أيضا كحزب سياسي رسمي في لبنان وكان جزءا من الحكومة الوطنية لأكثر من ثلاثة عقود. وتضمنت التغريدات خريطة لمنطقة عازلة مقترحة، من شأنها أن تحرك الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى ما وراء "الخط الأزرق" - الذي تم رسمه في صفقة بعد حرب 2006 - أميالا داخل الأراضي اللبنانية الحالية.
أعادت تعليقات شيكيلي، بحسب المقال، إحياء المخاوف بشأن الاحتمال الطويل الأمد لضم إسرائيل واحتلال جزء من جنوب لبنان.
وفي الأشهر الأخيرة، قالت منظمة استيطانية إسرائيلية اسمها أوري تسافون - يستحضر الاسم آية توراتية ويترجم إلى "استيقظ يا شمال" - إن استيطان لبنان ضروري "لمنح الأمن الحقيقي والمستقر لشمال إسرائيل" وتوسيع إسرائيل أقرب إلى حدودها التوراتية، وفقا لموقع جويش كرانتس.
وقالت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان التي تساعد في الحفاظ على الخط الأزرق يوم الاثنين، وسط الضربات الإسرائيلية المتجددة، إنها "قلقة للغاية بشأن سلامة المدنيين".
وأضافت بعثة الأمم المتحدة: "من الضروري إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم".
تأسس حزب الله في الثمانينيات، إلى حد كبير ردا على غزو إسرائيل للبنان في عام 1982، بدعم صريح من جمهورية إيران الإسلامية التي كانت قد قامت حديثا. خلال ذلك الصراع، قُتل أكثر من 17000 شخص، بما في ذلك أكثر من 1000 مدني - معظمهم فلسطينيون ولبنانيون - ذبحوا على يد مليشيا مسيحية لبنانية مدعومة من إسرائيل في حي صبرا في بيروت ومخيم شاتيلا للاجئين.
وقال سملر في حديثه للموقع، إن الأزمة الحالية تنبع من حرب إسرائيل المستمرة في غزة، والتي تقترب من عامها الأول. وتعهد حزب الله، إلى جانب مجموعة من الجماعات المتحالفة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، بمهاجمة إسرائيل طالما استمرت في حربها في غزة.
استمرت محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب لعدة أشهر، ما دفع المنتقدين، بمن فيهم سملر، إلى اتهام الولايات المتحدة وإسرائيل بإقامة "مسرح سياسي"، بينما يعزز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو قبضته على السلطة في البلاد.
دعا عدد متزايد من القادة الديمقراطيين والأمريكيين إدارة بايدن إلى استخدام مساعداتها العسكرية كوسيلة ضغط لفرض اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال سملر: "بشكل عام، لن يكون أي شيء تفعله إسرائيل الآن ممكنا بدون الولايات المتحدة". وافق الكونغرس على 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل هذا العام وحده.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري للصحفيين يوم الاثنين، أن الجيش "لا يبحث عن حروب" ولكنه "يتطلع إلى إسقاط التهديدات" و"سيفعل كل ما هو ضروري لتحقيق هذه المهمة".
وزعم هاغاري يوم الاثنين، أن حزب الله أطلق أكثر من 9000 صاروخ ومُسيّرة على إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك 700 في الأسبوع الماضي.
وقال سملر إن تحليله وجد أن إسرائيل أطلقت كمية أكبر - 11000 ذخيرة، باستثناء القنابل التي ألقيت في الغارات الجوية - على لبنان من 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى حزيران/ يونيو. دفعت ضربات نهاية هذا الأسبوع آلافا آخرين في جنوب لبنان إلى الفرار شمالا.
وفي الوقت نفسه، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي يوم الاثنين بين بايدن ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية الأمريكية مع الدولة الغنية بالنفط، قال الرئيس إن حكومته "تعمل على تهدئة" الصراع في لبنان.
وقال سملر: "تخبرنا إدارة بايدن أنها تعمل على وقف إطلاق النار في غزة، لكنها تواصل إرسال الأسلحة. وهي نفس الصفقة بالنسبة للشرق الأوسط الأوسع، يقولون لنا 'لا نريد أن يمتد الأمر إلى صراع أوسع نطاقا' لكن في الوقت نفسه يواصلون إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، ما يسمح لهم بتوسيع الصراع".