عقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، مساء السبت، مؤتمرا صحفيا للتعليق على عملية
اغتيال الأمين العام لحزب
الله
اللبناني حسن
نصر الله.
وقال نتنياهو إن "تصفية نصر الله هي الشرط
الأساسي لعودة مواطنينا إلى ديارهم وإعادة المخطوفين"، مضيفا أنه "ليس
حزب الله فقط بل محور إيران وأذرعها كلهم خاب أملهم"، على حد قوله.
وتابع قائلا: "مهمتنا لم تنجز بعد والأيام
القادمة ستحمل المزيد"، مشددا على أنه "ليس هناك مكان في إيران أو الشرق
الأوسط، لن تصل إليه ذراعنا الطويلة".
وأكد نتنياهو أن اغتيال نصر الله كان خطوة ضرورية
نحو تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط، وكان شرطا أساسيا لتحقيق إسرائيل لأهدافها
في
الحرب.
وأردف قائلا: "عندما يرى السنوار أن نصر الله
غير قادر على مساعدته، فإن ذلك سيسهل إعادة الأسرى"، واصفا هذه الأيام بأنها
"عظيمة ونحن في نقطة تحول تاريخية ومصممون على مواصلة ضرب أعدائنا، وأمامنا
كثير من التحديات خلال الأيام القادمة".
وكان نتنياهو قد رد أمس الجمعة، على سؤال عما إذا
كانت محاولة اغتيال حسن نصر الله نجحت أم لا بالقول: "انتظروا".
وتزامنا مع تواجد نتنياهو في نيويورك، مساء الجمعة،
نفذ الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة في الضاحية الجنوبية لبيروت، تبين لاحقا أنها
استهدفت حسن نصر الله.
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي تمكنه من
"القضاء" على نصر الله، في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، مساء
الجمعة، شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 35" على هدف بمنطقة حارة
حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله". ولاحقا أقر
"حزب الله" باغتيال نصر الله.
ويتزامن ذلك، مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها
جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ قرابة عام، والتي خلّفت أكثر من 136 ألف
شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأفشل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو جولات تفاوض عديدة، بشأن التوصل لاتفاق ينهي الحرب، ويتضمن صفقة لتبادل
الأسرى مع حركة حماس.
من جانبه، قال الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن
يشاي في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية وترجمته
"عربي21"، إنه "من الصعب تحديد مدى تأثير اغتيال نصر الله على وضع
المفاوضات للإفراج عن الأسرى"، موضحا أن "القضاء على نصر الله يزيد من
احتمال نشوب حرب إقليمية قد يستفيد منها زعيم حركة حماس يحيى السنوار".
وتابع بن يشاي: "في هذه الحالة لن يتسرع
السنوار في الموافقة على صفقة الأسرى"، معتقدا أن "تصفية نصر الله ستزيد
فعليا من فرص تجديد الجهود الفعالة للتعامل مع الأسرى، خاصة أنها تزعزع الأوراق
وتدفع جميع أطراف الحرب المتعددة الساحات إلى إعادة النظر في مواقفهم وإعادة تقييم
مصالحهم".
ورجح أن يؤدي هجوم بيروت إلى منعطف استراتيجي قد
ينهي الحرب، مضيفا أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد تعزيز المفاوضات من أجل إطلاق
سراح الأسرى، فإنها تحتاج إلى خلق تهديد حقيقي لإيران الآن حتى لا تفكر حتى في
إشعال حرب إقليمية من خلال هجوم مباشر على إسرائيل.