تحدث الأكاديمي السعودي البارز
خالد الدخيل عن شخصية الأمين العام لحزب الله حسن
نصر الله، والذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الدخيل إن نصر الله "خصم عقدي صلب وشرس لا يمكن التوصل معه إلى حل وسط، بل لا يؤمن بالحل الوسط مع الدولة العبرية".
وتابع أن نصر الله "هادئ في خطابه، صلب في موقفه، وخطيب مفوه يملك كاريزما يستطيع من خلالها تحريك الجماهير".
وقال إن نصر الله كان قائدا كبيرا لحزب الله، مضيفا أن "من جاء بنصر الله سيأتي بنصر الله آخر، وربما بأعظم من نصر الله".
وأردف: "وفاة الأمين العام لا تعني بكل حجمها نهاية الصراع. هو صراع طويل وأطرافه كثيرة،
لبنانية وفلسطينية وعربية وغير عربية".
وبعد الهجوم عليه من قبل مغردين في "إكس"، قال الدخيل: "بدلا من انتهاز توصيفي لقيادة حسن نصر الله لاستنكار ذلك ومحاولة جعله قضيتك الكبيرة، لماذا لا تنتبه للواقع العربي في هذا الصراع العربي الإسرائيلي الذي يقترب من عامه الثمانين، وأنت فيه في حالة مزرية من هزيمة لأخرى".
وأضاف: "أكثر من خمس عشرة دولة عربية، وحركات تحرر كثيرة، كلها تفشل أمام دولة واحدة. الدعم الغربي لها واضح للجميع ولكل العالم. لكنه ليس مبررا كافيا للفشل".
وحول عداء نصر الله لبلده
السعودية، قال الدخيل: "للحق لم أقبل حسن نصر الله وكل ما قام به أو قاله عن السعودية وكل الدول العربية. لكن يجب أن تكون شجاعا وتعترف بصفات الخصم حتى في أحلك الظروف، وإلا ستكون مكابرا مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل".
وأضاف: "حسن نصر الله نجح في قيادته لحزب الله أمام إسرائيل ولذلك سارعت الدولة العبرية عندما سنحت لها الفرصة إلى المسارعة في تصفيته".
وهاجم الدخيل دول التطبيع مع الاحتلال، قائلا: "سبع دول عربية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة الشعب الفلسطيني، طبعت مجانيا مع إسرائيل بدون مقابل. بل إن منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل من دون اعتراف مقابل بالدولة الفلسطينية. بل لم تشترط المنظمة وقف الاستيطان في اتفاق أوسلو".
وأضاف: "من يصدق أنها فعلت ذلك والأرض قضيها الأولى والأخيرة. أمام مثل هذه الأوضاع هل يستغرب أن تخرج حركات التحرير، وميليشيات المقاومة؟ الدول العربية منذ أيام عبد الناصر وهزيمة حزيران والانكسارات تتوالى على المنطقة. وإسرائيل هي الكاسب من ذلك. خروج حركات وميليشيات المقاومة في هذه الحالة كان تطورا طبيعيا".