نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا، لرئيس تحريرها، ألوف بن، قال فيه إن "هدف الحرب التي يشنها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو هو احتلال قطاع
غزة وليس إعادة الأسرى الإسرائيليين".
وأضاف ألوف بن، خلال المقال نفسه، أنه "أثناء إعلانه الثلاثاء عن نسف المفاوضات مع حماس، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تحدّث نتنياهو عما وصفه بـ: أصولنا الدفاعية والاستراتيجية؛ وهي التي يريد الحفاظ عليها، في إشارة إلى مواصلة السيطرة على
محور فيلادلفيا وممر نتساريم، والتي سوف تخسرهما إسرائيل إذا وافقت على الاتفاق المطروح حاليا على الطاولة".
وتابع بن: "يركز الخطاب العام في إسرائيل على الأسرى ومصيرهم، لكن نتنياهو يعتبرهم مصدر إزعاج إعلامي، وأدوات في يد خصومه السياسيين، وصرفا عن الهدف الذي يريد تحقيقه وهو: احتلال طويل الأمد لقطاع غزة، أو كما أعلن مرارا وتكرارا منذ اندلاع الحرب، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع".
وفي السياق ذاته، أبرز الكاتب الإسرائيلي، أن "السيطرة على محور فيلادلفيا سوف تسمح لإسرائيل بتطويق الحدود البرية لقطاع غزة وعزله عن مصر. أما السيطرة على ممر نتساريم، الذي أقامه الجيش قرب مدينة غزة، فإنها تفصل عمليا شمال
قطاع غزة، حيث لم يتبق سوى عدد قليل من الفلسطينيين الذين دُمرت منازلهم وبنيتهم الأساسية، عن الجزء الجنوبي من القطاع الذي يعج باللاجئين".
"يجري حاليا في إسرائيل وضع ترتيب طويل الأجل لمرحلة ما بعد الحرب على غزة" أكد بن، مردفا: "سوف تسيطر إسرائيل على شمال قطاع غزة، وتطرد الفلسطينيين الذين لا يزالون هناك، والذين يبلغ عددهم نحو 300 ألف نسمة، من إجمالي سكان غزة المقدر عددهم بـ2.2 مليون".
واستطرد: "اللواء احتياط، جيؤرا إيلاند، وهو منظّر الحرب على غزة، يقترح تجويع الفلسطينيين في القطاع حتى الموت، أو نفيهم، كوسيلة لهزيمة حماس؛ اليمين الإسرائيلي يريد كذلك إقامة مستوطنة يهودية في غزة، تتمتع بإمكانات عقارية هائلة، وتضاريس ملائمة، وإطلالة على البحر، وقرب وسط إسرائيل".
واسترسل: "تجربة احتلال الضفة الغربية والقدس على مدى 57 عاما تشير إلى أن هذه عملية طويلة تتطلب قدرا كبيرا من الصبر والقدرة على المناورة الدبلوماسية" متابعا: "لن يتم بناء مدينة يهودية كبيرة في غزة غدا، لكن التقدم سيتم فدانا فدانا، وبيتا متنقلا يليه بيت متنقل، وبؤرة استيطانية تلو أخرى، تماما كما حدث في مدينة الخليل؛ جنوب الضفة الغربية".
إلى ذلك، اعتبر الكاتب الإسرائيلي، أن "الدعامة التي تدعم نظامه المتمثلة في وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، سوف تظل قائمة طالما ظل يسعى بالقول والفعل إلى احتلال دائم لقطاع غزة".
وفي سياق متصل، قال بن، إنه على الرغم من الوساطة التي تقودها مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة، منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو الآخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، إلا أن نتنياهو يواصل إضافة مزيد من الشروط للقبول بالاتفاق، والتي حذر وزير دفاع إسرائيل، يوآف غالانت، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط "السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة، عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم"، مشيرا إلى أن "حركة "حماس" تصر على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق".