سياسة دولية

اتهامات متبادلة بين الصين والفلبين بعد اصطدام سفينتين في منطقة متنازع عليها

توصلت الصين والفلبين إلى "اتفاق مؤقت" في يوليو بعد مناوشات متكررة بالقرب من جزيرة سكند توماس شول- جيتي
اصطدمت سفن ترفع علم الصين والفلبين قرب شعاب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وتبادل البلدان الاتهام بالمسؤولية عن الواقعة.

وقال خفر السواحل الصيني في بيانات له الاثنين إن سفينة فلبينية تجاهلت تحذيراته المتكررة "اصطدمت عمدا" بسفينة صينية بطريقة "غير مهنية وخطيرة"، بينما أكدت الهيئة الفلبينية المكلفة بمتابعة القضية أن سفنا صينية كانت تجري "مناورات غير قانونية وعدوانية" قرب سابينا شول.

ونقل التلفزيون الصيني "سي سي تي في" الرسمي عن المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين قوله إنه "رغم التحذيرات المتكررة من الجانب الصيني، فقد اصطدمت السفينة الفلبينية 4410 عمدا بالسفينة الصينية 21551".

تطالب بكين بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، متجاهلة حكما أصدرته محكمة دولية عام 2016 يفيد بأن مطالبها لي لها أساس قانوني.

وتصاعدت التوترات بين بكين ومانيلا في الأشهر الأخيرة بسبب سلسلة مواجهات في بحر الصين الجنوبي.

وقال المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين إن "سفن خفر السواحل الفلبينيين دخلت بشكل غير قانوني إلى المياه القريبة من شعاب شيانبين في جزر نانشا دون إذن من الحكومة الصينية"، مستخدما الاسمين الصينيين لسابينا شول وجزر سبراتلي.

وأضاف أن "خفر السواحل الصينيين اتخذوا إجراءات الاعتراض ضد السفن الفلبينية وفقا للقانون".

من جهتها، قالت الهيئة الفلبينية المكلفة بمتابعة القضية إن سفينتين تابعتين لخفر السواحل تضررتا بعد اصطدامهما بسفن صينية كانت تجري "مناورات غير قانونية وعدوانية" قرب سابينا شول.

وأضافت في بيان أن هذه المناورات "أسفرت عن اصطدام تسبب في أضرار هيكلية لسفينتي خفر السواحل الفلبينيين".

"مناورة خطرة"
وفقا لصور بثتها قناة "سي سي تي في"، اصطدمت سفينة، عرّفتها بكين على أنها فلبينية، بسفينة صينية، قبل أن تواصل طريقها، وأظهرت صور أخرى للقناة الحكومية الصينية، السفينة الصينية وهي تصطدم بمؤخرة السفينة الفلبينية.

بحسب "سي سي تي في"، وقع الحادث بعد أن أقدمت السفينة الفلبينية على "تغيير مفاجئ في الاتجاه". وتحدثت الصين عن مناورة "غير مهنية وخطرة".

وقال المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين "نحض الجانب الفلبيني بقوة على الوقف الفوري لانتهاكاته واستفزازاته".

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماو نينغ أنّ تحرّكات السفن الفلبينية "تمثّل انتهاكا خطيرا لسيادة الصين"، مضيفا أنّ بكين "ستواصل اتخاذ إجراءات حازمة وقوية وفقا للقانون لحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية".

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الحادث وقع الساعة الـ3:24 (19:24 بتوقيت غرينتش). 
وقالت إن سفينة خفر السواحل الفلبينيين دخلت بعد ذلك المياه حول منطقة شعاب "سكند توماس" عند نحو الساعة الـ6,00 صباحا.

"أدلّة مادية"
قال المدير العام لمجلس الأمن القومي الفيليبيني جوناثان مالايا: "لم تكن (السفينة الفلبينية) هي التي صدمت (السفينة الأخرى)، بل إن العكس هو ما حصل.. الأدلة المادية تظهر ذلك".

وقال إنّ السفينة الفلبينية "صُدمت مرّتين" من قبل السفينة التابعة لحرس السواحل الصينيين وتعرّضت "لأضرار هيكلية طفيفة".

وأضاف أنّ الطاقم الفلبيني لم يصَب بأذى وواصل مهمته لإعادة إمداد جزر سبراتلي.

منذ وصول الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس إلى السلطة عام 2022، تبدي مانيلا حزما في مطالبتها بالسيادة على بعض الشعاب المرجانية المتنازع عليها، في مواجهة بكين التي لا تنوي التنازل عن مطالبها.

غير أن هذه المواجهة بين الصين والفلبين تغذي مخاوف من نزاع محتمل قد يؤدي إلى تدخل واشنطن بسبب معاهدة الدفاع المشترك مع مانيلا.

وتتهم الصين بانتظام الولايات المتحدة بدعم الدول التي تتنافس معها على مطالب إقليمية من أجل احتواء قوتها المتنامية.

وتوصلت الصين والفلبين إلى "اتفاق مؤقت" في تموز/ يوليو بعد مناوشات متكررة بالقرب من جزيرة سكند توماس شول. وتعرضت الصين لانتقادات حادة من جانب الدول الغربية بسبب عدوانيتها في عرقلة الجهود الفلبينية لإعادة إمداد القوات على متن سفينة بحرية راسية هناك.

تزعم بكين ملكيتها لمعظم بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك الجزر، رافضة حكما أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في عام 2016 يفيد بأن مطالبات بكين التوسعية لا أساس لها بموجب القانون الدولي.