استحوذ اسم الرئيس
الإيراني الجديد مسعود
بزشكيان المنتمي للتيار الإصلاحي على اهتمام السوريين، نظراً لنفوذ إيران الثقيل في
سوريا.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، من أول المهنئين لبزشكيان، وذلك بعيد إعلان وزارة الداخلية الإيرانية فوز بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وفي برقية التهنئة، قال الأسد للإيرانيين: "أبارك لكم ثقة الشعب الإيراني العزيز، وأبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا نجاح العملية الانتخابية، متمنيا لكم السداد والتوفيق في كل ما يحفظ أمن إيران واستقرارها ومنعتها"، مضيفا أن "بلادكم المنيعة كما كانت على الدوام، هي إحدى أهم الدول التي نحرص على أن تكون العلاقة معها في أوجها لأن هذه العلاقة تستند إلى جذور رسخت عبر عقود من الاحترام المتبادل والفهم المشترك والمبادئ الثابتة، التي لطالما تمسكت بها سوريا وإيران".
وتابع بحسب مصادر النظام السوري الرسمية: "سنعمل معكم لتعزيز العلاقة الاستراتيجية السورية الإيرانية وفتح آفاق واعدة جديدة للتعاون الثنائي، وستبقى المقاومة هي النهج المشترك الذي نسير عليه صونا لعزة بلادنا ودفاعا عن مصالح شعوبها".
وتجمع إيران والنظام السوري علاقات تتعدى "التحالف الاستراتيجي"، وفق تعبير طهران، ما يفتح باب التساؤل عن كيفية تأثير انتخاب بزشكيان على المشهد السياسي في سوريا.
مواقف غير معلنة
لا يُعرف للرئيس الجديد أي موقف معلن يخص الشأن السوري، لكن تأييده لسياسات الحرس الثوري الإيراني داخل البلاد وخارجها، يُعطي انطباعا بأن نفوذ إيران في سوريا لن يتأثر بقدوم بزشكيان.
وانطلاقا من ذلك، يرى الباحث الأكاديمي المختص بالشأن الإيراني غداف راجح، أن بزشكيان بدون شك سيسير على درب من سبقوه، إن اعتبرنا أن الرئيس يملك من أمره شيئا على الصعيد الخارجي، ومن المعروف أن إيران لا تمتلك في هيكلها التنفيذي منصبا لرئيس الوزراء منذ أن ألغاه المرشد علي خامنئي.
ويضيف أنه "من خلال تصريحات ووعود بزشكيان الانتخابية نلحظ أنه أولى الجانب الداخلي كل اهتماماته، وإن كان له تصريحات خارجية، فتصب في المفاوضات النووية".
دعم الوجود الإيراني
وبحسب راجح، فإنه إن أعلن بزشكيان عن موقف في سوريا، فسيكون هذا الموقف متطابقا بشكل كامل مع موقف خامنئي، لما قدمه له الأخير من دعم، وبالنظر إلى الفكر الذي يحمله بزشكيان، وخلفيته في الانتماء إلى الحرس الثوري وعمله معه، فمن المؤكد أنه سيدعم الوجود الإيراني في سوريا، وإن استطاع سيزيد منه.
واستدرك بالقول: "لكن من المعروف أن الملف السوري بشكل كامل هو بيد الحرس الثوري، ومن غير المسموح للرئيس التدخل فيه، ولا بد أن نستذكر تقديم جواد ظريف استقالته في بداية العام 2019، وذلك إثر زيارة بشار الأسد لإيران، من دون إعلامه، وهذا يؤكد أنه من غير المسموح للرئيس أو وزير خارجيته التدخل في الملف السوري".
على النسق ذاته، يؤكد الكاتب المختص بالشأن الإيراني عمار جلو، تحكم "الحرس الثوري" بالسياسة الإيرانية في الملف السوري، مضيفا لـ"عربي21" أن "السياسة الخارجية الإيرانية، أو الدبلوماسية الإيرانية تخدم سياسة وخطط الحرس الثوري".
وتابع الكاتب بأنه في ظل تحكم المرشد بالاستراتيجيات الإيرانية، فإنه لا يتوقع أن يخرج بزشكيان عن شكل إدارة طهران للملف السوري، منهيا بقوله: "كل المؤشرات تؤكد أنه لا تغيير في نفوذ طهران في سوريا وغيرها، باستثناء توجه إيران نحو تجنب الصدام مع الغرب وفتح قنوات اتصال في ظل وجود رئيس إصلاحي".
ميدانياً، تواردت الأنباء عن قيام مليشيات مدعومة من إيران بنشر قوات خاصة في مناطق نفوذها بريف دير الزور الشرقي، بهدف تعزيز قبضتها وإسناد المهام الأمنية لها.
وذكرت شبكة "دير الزور 24" المحلية، الأحد، أن المليشيات تولي محافظة دير الزور، أهمية خاصة منطقة استراتيجية لتعزيز نفوذها في المنطقة، كونها تتمتع بموقع استراتيجي يربط بين العراق وسوريا ولبنان، ما يجعلها نقطة محورية لتأمين الطريق البري الذي تسعى إيران لإقامته لربط طهران ببيروت عبر بغداد ودمشق، وهو ما سيتيح لها دعم حلفائها بشكل أكبر وأكثر فاعلية.