سياسة تركية

أكبر أحزاب المعارضة التركية يعلق على "اعتداءات قيصري".. معلومات جديدة عن المتورطين

طالب الحزب المعارض باستمرار مسار تطبيع العلاقات مع النظام السوري وإعادة اللاجئين- إكس / CHP
اعتبر حزب "الشعب الجمهوري" التركي المعارض، الثلاثاء، أن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته إزاء الشرق الأوسط والأزمة السورية "انهارت وأفلست"، وذلك في أول تعليق له حول الاعتداءات على ممتلكات تعود لسوريين وسط البلاد، في حين كشفت مصادر محلية عن تفاصيل جديدة بشأن الأشخاص المتورطين بمهاجمة اللاجئين.

وقال "الشعب الجمهوري"، وهو أكبر أحزاب المعارضة، إن "سياسة تركيا إزاء الشرق الأوسط سوريا وملف اللاجئين انهارت وأفلست"، محملا "أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية المسؤولية عن هذا الوضع المزري".


وأضاف في بيان نشره عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "الحكومة لم تفشل في حل الأزمة السورية التي تسببت فيها فحسب، بل جعلت تركيا أسيرة هذه الأزمة"، معتبرا أن سياسات الرئيس التركي "تسببت في تدمير سوريا وتحويل تركيا إلى مستودع للاجئين في العالم".

ومساء الأحد، هاجم عشرات المواطنين الأتراك منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، وذلك على خلفية انتشار أنباء عن اتهام شاب يحمل الجنسية السورية بالتحرش بطفلة في حي "دانش ميت غازي".

وأعلن وزير الخارجية التركي عن اعتقال 67 شخصا على خلفية الاعتداءات في ولاية قيصري، مؤكدا أنه "من غير المقبول أن يقوم شعبنا بالإضرار بالبيئة من دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان".

وشدد بيان الحزب المعارض، على أن الرئيس التركي "تجاهل المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية الناجمة عن تزايد أعداد اللاجئين في تركيا"، مطالبا أنقرة "بالالتزام قولا وعملا بمبدأ عدم التدخل في شؤون الجيران الداخلية".


وطالب بـ"إعادة تحديد سياسة أنقرة تجاه سوريا والتنبه إلى أن استمرار الوضع الراهن قد وصل إلى طريق مسدود"، مشددا على ضرورة استمرار مسار تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

وقبل أيام، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزيل، إنه سيلتقي بنفسه خلال الأشهر القادمة مع بشار الأسد وسيقدم محفزات لعودة اللاجئين، معتبرا أن ذلك "أفضل من أن يبلغ عدد السوريين في تركيا 25 مليونا في المستقبل".

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد المشهد السياسي التركي عودة قضية اللاجئين السوريين إلى الواجهة بعدما أعلن قادة من المعارضة عزمهم على إنهاء ما وصفوه بالأزمة، وذلك بالتزامن مع حديث أردوغان عن عدم وجود سبب لدى أنقرة يمنعها من إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

وفي السياق ذاته، طالب حزب "الشعب الجمهوري"، الحكومة التركية بـ"نشر خريطة طريق واقعية وقابلة للتطبيق من أجل حل الأزمة، بما في ذلك إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم".

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي حمل المعارضة المسؤولية عن الاعتداءات التي تعرض لها لاجئون سوريين في ولاية قيصري، مساء الأحد الماضي، والتي تصاعدت حدتها وامتدت في وقت لاحق إلى شمال سوريا، حيث انطلقت احتجاجات تنديدا بالانتهاكات بحق اللاجئين السوريين داخل تركيا.


وقال أردوغان في كلمة، الاثنين، أمام الإدارات المحلية لحزب "العدالة والتنمية"، إنه "من غير الممكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع"، مشيرا إلى أن "أحد أسباب الأحداث المؤسفة التي ارتكبتها مجموعة صغيرة في ولاية قيصري هو خطاب المعارضة السام".

وأضاف أنه "من غير المقبول تحميل البعض (المعارضة) اللاجئين فاتورة عدم كفاءتهم"، وشدد على أن "حرق بيوت الناس وإضرام النار في الشوارع أمر مرفوض، بغض النظر عن هوية من يقومون بذلك".

تفاصيل جديدة حول المعتدين
كشفت صحيفة "يني شفق" التركية، أن مجموعة من الأشخاص الذين اعتدوا على ممتلكات السوريين في ولاية قيصري "تم جمعهم من مناطق مختلفة ونقلهم بواسطة شاحنة" إلى الحي الذي شهد الاعتداءات.


وذكرت الصحيفة التركية، أن 41 شخصا من المعتقلين تبيّن أن "لديهم سوابق في ارتكاب جرائم مثل السرقة والمخدرات والابتزاز والنهب والتحرش".

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يظهر شاحنة محملة بعدد من الأشخاص وهي تدخل أحد الأحياء، قبل أن يترجل من كانوا على متنها ليبدأوا بالركض نحو أحد الأزقة بصخب.