أشاد السفير الأمريكي لدى
أنقرة جيف فليك بعلاقات بلاده مع
تركيا، معتبرا أن الأخيرة "لا تزال راسخة في الغرب" على الرغم من الانقسامات في المواقف إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع
غزة للشهر التاسع على التوالي.
وقال فليك في حديثه مع رويترز، الأربعاء، إن تأييد تركيا لتوسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو"ـ والاتفاق على بيع طائرات إف-16 الأمريكية لها، يشير إلى ميل أنقرة نحو الغرب هذا العام ويمهد الطريق أمام زخم دائم في التجارة والاستثمار.
وأضاف السفير الذي من المقرر أن يترك منصبه هذا الخريف، أن "الشراكة الاستراتيجية أقوى من أي وقت مضى ونحن في وضع جيد"، موضحا أنه بالرغم من العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية التي تربط تركيا بروسيا، إلا أن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على التزامها تجاه حلف شمال الأطلسي والغرب، وفقا لرويترز.
وأشار إلى أن تركيا "كانت مثالية للغاية في دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، مستشهدا بإيقافها للسفن الحربية الروسية التي تعبر البحر الأسود وإمدادها كييف بطائرات مسيرة.
وذكر فليك، وهو سيناتور جمهوري سابق رشحه الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وتولى منصبه في أوائل عام 2022، أن رؤية الحزبين الديمقراطي والجمهوري إزاء تركيا في الكونغرس تحولت إلى إيجابية هذا العام، وسيستمر ذلك بغض النظر عن الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، موضحا "أنهم (الأتراك) راسخون بقوة في الغرب".
انقسام بشأن غزة
تتمثل التوترات الرئيسية في علاقة الولايات المتحدة وتركيا في السنوات القليلة الماضية في التحالف الأمريكي مع الأكراد في سوريا الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين" وتواصل عملياتها العسكرية ضدهم على الجانب الآخر من حدودها مع سوريا والعراق، بالإضافة إلى شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس-400، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية واستبعادها من برنامج الطائرات إف-35.
ويتعلق أحدث انقسام بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن معارضته بشدة بسبب الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين، ودعم الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" في هذه الحرب.
إلى ذلك، قال السفير الأمريكي إنه بينما أُلغيت زيارة أردوغان التي كانت مقررة للاجتماع مع بايدن في البيت الأبيض الشهر الماضي بسبب مشاكل في تنظيم الجدول الزمني، فقد حدث ذلك أيضا في وقت يلقي فيه الوضع في غزة "بخلفية سياسية صعبة".
وأضاف أنه "من الواضح أنه ستكون هناك اختلافات مع الوضع في غزة، وهذا موقف صعب"، مستدركا بالقول إن "علاقات أنقرة الوثيقة مع القادة السياسيين لحماس وفرت قناة قيمة خلال الصراع وفي محادثات وقف إطلاق النار، وأن
واشنطن تطلب منها أحيانا توصيل رسائل لهم".
وأوضح أن اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في واشنطن الشهر المقبل يمثل فرصة لعقد اجتماع بين بايدن وأردوغان نظرا "لوجود بعض الرغبة لدى الجانبين".
علاقات تركيا مع روسيا
قال فليك لرويترز، إن بيع طائرات إف-16 ومعدات تحديث لتركيا، بعد الموافقة على طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، يظهر ثقة متزايدة بين الجانبين، وساعد في "إطلاق العنان" للتعاون في الصناعة واستثمارات مباشرة أخرى.
وتأتي تعليقات فليك، بعد أن قالت أنقرة الأسبوع الماضي إنها قد تفكر في الانضمام إلى دول مجموعة "بريكس".
وتجدر الإشارة إلى أن "بريكس" هي عبارة عن تكتل أسس عام 2006، ويضم الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا وهي الدول المؤسسة، التي انضم إلى تكتلها مطلع العام الجاري كل من مصر وأثيوبيا وإيران والإمارات.
واجتمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا هذا الأسبوع وحضر اجتماع مجموعة بريكس. ونقلت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق عن فيدان قوله إن العلاقات التركية الروسية "تسير بشكل جيد للغاية".
والثلاثاء، قال بوتين إن أردوغان سيحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تموز /يوليو القادم، وإنه يأمل أن يلتقي به هناك.
وذكر السفير الأمريكي أنه بينما يأمل ألا تنضم تركيا إلى "بريكس" فإن مثل هذه الخطوة لن تغير تحالفها مع الغرب.
وأضاف: "أعتقد أنهم يدركون أن الاقتصاد الروسي يتحول إلى اقتصاد حرب. لا يوجد مستقبل هناك، لا سيما في ظل العقوبات التي يفرضها الغرب"، مشيرا إلى أن واشنطن تعمل مع أنقرة لتخفيف اعتمادها على روسيا في الحصول على الطاقة، حسب رويترز.
يشار إلى أنه في حال تمكنت أنقرة من الانضمام إلى "بريكس"، فستكون أول دولة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينضم إلى هذا التكتل، الذي ينظر إليه على أنه بديل لمجموعة السبع التي تقودها دول غربية.