قال النائب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، توماس ماسي، في لقاء مع الإعلامي تاكر كارلسون إن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، أو ما يعرف باللوبي الإسرائيلي، لديها ممثلين موكلين بكل عضو جمهوري في البرلمان، لضمان تصويت المشرعين على مشاريع القوانين التي تدعمها إسرائيل.
وفي اللقاء، شرح ماسي بعض تكتيكات "إيباك" للتأثير على المشرعين. وقال عضو
الكونغرس إنه منع "إيباك" من دخول مكتبه بعد أن مارست المجموعة ضغوطًا ضد إعادة انتخابه بسبب رفضه كتابة تقرير لصالح إسرائيل.
وأوضح النائب: "إيباك تعتني بك مثل جليسة الأطفال الخاصة، يتحدثون معك دائما".
وعبر الإعلامي كارلسون عن دهشته قائلا: "لماذا لم أسمع هذا من قبل؟".
ورد النائب بأن لا أحد يريد أن يخبر ناخبيه، بأن لديه صداقات مع شخص يمثل دولة أجنبية في بلده.
وتابع النائب بأن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا يؤمن رحلات للنواب الجمهوريين وعائلاتهم إلى إسرائيل.
في سياق متصل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن فضيحة إسرائيلية تمثلت في استخدام دولة
الاحتلال طرقا سرية وغير أخلاقية للتأثير على أعضاء الكونغرس الأمريكي، وجلب تأييدهم ودعمهم للحرب على قطاع
غزة.
وقالت مراسلة الصحيفة، شيرا فرانكل في تقرير لها، إن حملة ترويج شنتها "إسرائيل" بأوامر مباشرة من وزارة شؤون الإعلام والشتات الإسرائيلية (تربط يهود العالم بإسرائيل) للتأثير على أعضاء الكونغرس، والرأي العام الأمريكي، لتأييد ودعم الحرب على غزة والتي بدأت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مستخدمة بذلك مئات حسابات مواقع التواصل المزيفة.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين إسرائيليين، قولهم، إن الوزارة المذكورة خصصت حوالي مليوني دولار لهذه العملية واستأجرت شركة "Stoic"، لتنفيذ هذه الحملة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحملة التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لا تزال نشطة على منصات التواصل الاجتماعي، وفي ذروتها، استخدمت مئات الحسابات المزيفة التي تظاهرت بأنها أمريكية حقيقية على منصات "إكس"، و"فيسبوك"، و"أنستغرام"، مستهدفة بشكل أساسي المشرعين الأمريكيين، وخاصة السود والديمقراطيين، مثل النائب حكيم جيفريز، زعيم الأقلية في مجلس النواب من نيويورك، والسيناتور رافائيل وارنوك من جورجيا، مع منشورات تحثهم على مواصلة التمويل العسكري لـ"إسرائيل".
استخدام الذكاء الاصطناعي
وكشفت الصحيفة أن الحملة استخدمت أيضا وسائل الذكاء الاصطناعي "ChatGPT"، لإنشاء العديد من برامج الدردشة الآلية، كما أنشأت الحملة ثلاثة مواقع إخبارية مزيفة باللغة الإنجليزية نشرت فيها مقالات وأخبارا مؤيدة لـ"إسرائيل".
وهذه العملية هي أول حالة موثقة لتنظيم الحكومة الإسرائيلية لحملة هدفت إلى التأثير على الحكومة الأمريكية، في حين وصف أتشيا شاتز، المدير التنفيذي لموقع FakeReporter. دور "إسرائيل" في هذا الأمر بـ"المتهور وربما غير فعال" مشيرا إلى أنها عملية تدخل غير مسؤولة على الإطلاق في السياسة الأمريكية.
وفي بعض التفاصيل التي ذكرتها الصحيفة، لفتت إلى أن الحملة "التي لم يكن لها تأثير واسع"، بدأت باستقبال العشرات من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الإسرائيلية رسائل البريد الإلكتروني وعبر "واتساب" في تشرين الأول/ أكتوبر تدعوهم للانضمام العاجل إلى اجتماعات ليصبحوا "جنودًا رقميين" لـ"إسرائيل" خلال الحرب.
وفيما بعد عُقد الاجتماع الأول لهذه الشركات في "تل أبيب" بمشاركة جهات رسمية ووزارات إسرائيلية في منتصف أكتوبر الماضي، لجلب متطوعين تقنيين للمساعدة في إنجاح الحملة، مهمتهم القيام بدور الترويج للحرب على غزة، نيابة عن "الدولة".
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد عقد الاجتماع تقرر تخصيص مليوني دولار لإنجاح الحملة، ولاحقا جرى التعاقد مع Stoic لإدارة الحملة، وهي شركة إسرائيلية للترويج وقيادة الحملات الرقمية، ومقرها في "تل أبيب".
وعلى إثر ذلك جرى إنشاء المئات من الحسابات المزيفة على مواقع التواصل تخص طلابا أمريكيين ومواطنين وناخبين، حيث شاركت الحسابات المزيفة مقالات وأخبارا وإحصائيات ومواقف تدعم "إسرائيل" في الحرب.
وركزت هذه الحملة خصوصا على أكثر من عشرة أعضاء في الكونغرس، كثيرون منهم من السود والديمقراطيين، وذلك عبر نشر مواد مؤيدة لـ"إسرائيل" في إطار تعليقات على منشورات نشرها المشرعون.