نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا، أعدّه روبرت ميندك، وإنديا ماكتغرت، قالا فيه إن مدير شين بيت الإسرائيلي، أرسل شخصيا إلى مالمو في السويد، حيث ستجري مسابقة "يوروفيجين"، السبت، التي تشارك فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط احتجاجات واسعة على قبولها في المسابقة في ظل العدوان المستمر على قطاع
غزة.
وقام مدير شين بيت رونين بار، بالسفر إلى السويد ووضع خطة أمن لحماية وفد الاحتلال الإسرائيلي المشارك، بمن فيه المغنية البالغة من العمر 20 عاما إيدن غولان. وأمر الوفد الإسرائيلي في مالمو بالبقاء في الفندق.
وقال مصدر للصحيفة إن "غولان والفريق المرافق لها تحت حراسة الأمن السويدي وشين بيت".
وكانت غولان قد غنّت أغنيتها التي قبلت في المسابقة "إعصار"، الخميس، وسط تظاهرات واسعة من المؤيدين لفلسطين والمطالبين بمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من المشاركة في الحفل الغنائي الأوروبي.
وقال مصدر: "هي والوفد بأكمله تحت حماية جيدة في الفندق، ولن تغادره". وسافر بار قبل المناسبة للتأكّد من أن كل شيء في مكانه، وكانوا يعرفون أن الحفل سيكون مركز اهتمام.
وتابع المصدر: "أمر لا يصدق مغادرة رئيس شين بيت وسط الحرب وشعوره بأنه يجب الذهاب إلى مالمو بسبب مخاوف الأمن". فيما رفض المنظمون فرض رقابة على الحضور على الأداء الحي، خاصة أن غولان تعرضت للسخرية في أثناء التدريبات.
وأكد اتحاد الإذاعات الأوروبية، الهيئة المنظمة للمسابقة: "مثل بقية البرامج التلفزيونية الكبيرة فإن الإذاعة السويدية تعمل على صوت البث لتسوية مستويات المشاهدة، وهذا من أجل تحقيق توازن في مزج الصوت بأكبر قدر ممكن للمشاهدين ولا تقوم الإذاعة السويدية بفرض رقابة على المشاهدين في القاعة. و"يطبق هذا المبدأ على كل العروض المتنافسة والافتتاحية والفاصل".
وانضمت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثانبيرغ، إلى تظاهرة مؤيدة لفلسطين نظّمت قريبا من مكان المسابقة. وكانت الناشطة البالغة من العمر 21 عاما من بين 10-12,000 محتج شاركوا بمسيرة في مالمو، مطالبين بمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من المشاركة.
وهتف المشاركون "قاطعوا إسرائيل" و"ما هو مطلبنا؟ أخرجوا دولة الاحتلال الإسرائيلي من يوروفجين"، إلى جانب هتاف من "النهر إلى البحر،
فلسطين حرة". ورفعت يافطة في وسط المسيرة بشعار يوروفيجين وكتب عليها "إبادة جماعية".
وكان هناك حضور واسع للشرطة السويدية خارج قاعة مالمو، حيث تظاهر المؤيدون لفلسطين وحملوا الأعلام. وقام ضباط من الشرطة السويدية والنرويجية والدنماركية بحراسة قرية يوروفيجين وسط تهديدات بالتظاهر وعرقلة المناسبة.
وسوف تتنافس غولان ضد فرقة غيت النرويجية ونيمو السويسرية والمشاركة الدنماركية نيمو الذين طالبوا بوقف إطلاق النار وعودة آمنة للأسرى لدى حماس. ورفض الفنانون مطالب الجماعات الفلسطينية بمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من المسابقة الموسيقية لأنهم "يؤمنون بقوة الموسيقى على التوحيد".
وقالت غولان التي تغني وترقص منذ صغرها في تصريحات لأي تي في نيوز إنها لم تطلب "عاما أفضل من تمثيل بلدي". وتم إعادة صياغة أغنيتها "إعصار" من كلمات أغنية "مطر أكتوبر" التي كانت تشير لعملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ورغم ما تقول الصحيفة، إن الترحيب من الجمهور موجود في أثناء التصفيات إلا أن الجو أصبح متوترا في مؤتمر صحافي عقد بعد مرحلة التصفيات النهائية، حيث وجه لها صحافي سؤالا: "ألا تعتقدين أن وجودك هناك سيجلب الخطر على بقية المشاركين والرأي العام؟".
وأخبرها المنظمون أنها ليست مجبرة على الإجابة على السؤال، لكن جوست كلاين، ممثل هولندا اعترض قائلا "لماذا لا؟". وألمح عدد من المشاركين إلى الحرب في غزة وقالوا إن "كل بلد يستحق الحرية". وخيّمت الحرب في غزة التي دخلت شهرها الثامن على المناسبة.
وفي يوم الثلاثاء، عبر اتحاد الإذاعات الأوروبية عن "أسفه" لظهور ممثل السويد إريك سعادة وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية في معصمه، لإظهار دعمه لفلسطين. وفي منشور على منصة التواصل الاجتماعي "انستغرام" قال سعادة: "هذه هي الطريقة لإظهار جزء من أصلي" وأنها هدية أعطاها إياه والده الفلسطيني الأصل عندما كان صغيرا.
وقال: "أردت أن أكون شاملا وأن أرتدي شيئا أصيلا بالنسبة لي لكن اتحاد الإذاعات الأوروبية يرى في أصلي مثيرا للجدل، ولا يقدم شيئا عني بل ويجب أن يقول كل شيء عنهم".
وتم التأكيد للمشاركين أن المناسبة فنية وليست سياسية، ولن يسمح فيها والحالة هذه بالتعبير عن المواقف السياسية. وكشف ممثل أيرلندا "بامبي ثاغ" بعد مشاركته يوم الثلاثاء منعه وفرقته من كتابة "وقف إطلاق النار" أو "الحرية لفلسطين" على أجسادهم.
وقال بعد مشاركته: "كان من المهم بالنسبة لي أن أقدم رسالة لأنني مع العدالة والسلام" و"للأسف كان عليّ تغيير هذه الرسائل اليوم بأمر من اتحاد الإذاعات الأوروبية".
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الجهة المنظمة أنها تملك حق نزع أي علم أو شعار مؤيد لفلسطين، ويسمح فقط لحملة البطاقات إحضار علم بلادهم وعلم المثليين.