حُكم على الناشطة النسوية
السعودية مناهل
العتيبي، الموقوفة منذ أكثر من عامين، بالسجن 11 سنة؛ لإدانتها بتهم مرتبطة "بالإرهاب"،
على ما أفادت، الثلاثاء، منظمتان حقوقيتان.
وذكرت منظمة العفو الدولية ومنظمة القسط
لحقوق الإنسان، ومقرهما في لندن، في بيان مشترك، أنّ المحكمة الجزائية المتخصصة، المختصة
بمكافحة الإرهاب، أنزلت حكمها على العتيبي (29 عاما) المعروفة بآرائها الليبرالية، ومعارضتها
للقوانين المتعلقة بالمرأة، في التاسع كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأوضحت المنظمتان أنّ "القرار كشف
عنه لاحقا بأسابيع فقط، ضمن رد الحكومة السعودية الرسمي على طلب معلومات عن قضيتها، في
بيان رسمي من مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة".
وقالتا إنّ العتيبي حُكم عليها "بسبب
اختيارها لملابسها، ودعمها لحقوق المرأة".
وليس هذا الحكم الأول من نوعه في السعودية،
إذ صدرت أحكام سجن طويلة خلال السنوات القليلة الماضية على عدد من الناشطات، من بينهن
طالبة الدكتوراه سلمى الشهاب المحكومة بالسجن 27 عاما.
وأوقفت السلطات مناهل، التي تمارس الملاكمة، وتحب السفر، ويتابعها على منصة "إكس" أكثر من 55 ألف شخص، في تشرين الثاني/
نوفمبر 2022، بعدما اتهمتها بقيادة "حملة دعائية لتحريض الفتيات السعوديات على
استهجان المبادئ الدينية، والتمرد على العادات والتقاليد بالمجتمع"، وفقاً لوثائق
المحكمة التي اطلعت عليها وكالة "فرانس برس".
وجاء في خطاب السعودية الرسمي للأمم المتحدة، أنّ العتيبي "أدينت بارتكاب جرائم إرهابية لا علاقة لها بممارسة حرية الرأي
والتعبير، أو منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. لا يمكن تبرير أفعالها تحت أي
ظرف من الظروف"، مشيرا إلى "وجود أدلة كافية لإدانتها بارتكاب عدد من الجرائم
الإرهابية"، من دون أنّ تقدم تفاصيل.
وقالت بيسان فقيه، مسؤولة حملات معنية بالسعودية
في منظمة العفو الدولية، إنّ "إدانة مناهل والحكم عليها بالسجن لمدة 11 عاماً هو
ظلم مروع وقاس"، وتابعت: "منذ لحظة اعتقالها، أخضعتها السلطات السعودية لسلسلة
لا تنتهي من الانتهاكات".
وانقطع تواصل مناهل مع أسرتها لخمسة أشهر
بين تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ونيسان/ أبريل الحالي، على ما أفادت شقيقتها فوز لوكالة
"فرانس برس".
وقالت شقيقتها فوز (32 عاماً)، الملاحقة
بالتهم نفسها، والتي غادرت السعودية قبل توقيفها، لوكالة "فرانس برس"، إنّ
"الأسرة لم تستلم صك الحكم. عرفنا بالخبر فقط من رد السعودية على الأمم المتحدة".
وأضافت: "أحاسيسي ماتت. أشعر بصدمة
كبيرة"، وتابعت بأنّ "مناهل لم تفعل أي شيء تستحق أن تسجن عليه حتى 11 ساعة"،
مشيرة إلى تعرض شقيقتها للضرب قبل أسابيع على يد نزيلة، وتعرض ساقها للكسر.
وطالبت رئيسة قسم الرصد والمناصرة في منظمة
القسط، لينا الهذلول، في البيان، السلطات السعودية بـ"إطلاق سراح
مناهل العتيبي فوراً، ودون قيد أو شرط".
ومنذ وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد
بن سلمان إلى السلطة في 2017، رُفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة، وكذلك القوانين
التي تتطلب الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وارتداء العباءة السوداء، وبات بوسع
النساء راهنا الخروج دون غطاء للرأس.
لكن بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان
يشككون في مدى عمق الإصلاحات فعلياً، مشددين على أن النساء وقعن في شرك حملة اعتقالات
أوسع استهدفت منتقدي الحكومة.