نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا
للصحفي نيكولاتوفس كريس، أشار فيه إلى خطط الرئيس جو
بايدن وأمره القوات الأمريكية بناء
ميناء مؤقت لتوصيل المساعدات إلى
غزة عن طريق البحر.
يرحب كريس بالفكرة لكنه يعتقد أنها غير
كافية على الإطلاق.
ويضيف: "مثل عمليات إسقاط المواد الغذائية
جوا التي أعلن عنها بايدن سابقا، يبدو لي أنها أشبه بالتقاط الصور الفوتوغرافية أكثر
من كونها جهدا شاملا لمعالجة الأزمة الإنسانية التي ساعدت الولايات المتحدة في خلقها".
وقد أيد بايدن بقوة ما اعترف بأنه حرب
"مبالغ فيها" تشنها "إسرائيل" في غزة، حيث تزود "إسرائيل"
بالأسلحة وتحميها دبلوماسيا في الأمم المتحدة. لذا، فنحن نؤيد الحرب، ولكننا أيضا نقوم
الآن ببذل جهود إغاثة لتخفيف عواقبها.
يمكن أن يكون المنفذ مفيد بالفعل، لكن صحيفة
"نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين قولهم إن إعداده قد يستغرق أكثر من شهر
أو شهرين. وقد توفي 20 شخصا في غزة بالفعل بسبب سوء التغذية والجفاف، مع وصول
الجوع
إلى "مستويات كارثية"، وفقا للأمم المتحدة.
عندما يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد،
يمكن أن تتسارع الوفيات بسرعة، وقد يأتي الميناء بعد فوات الأوان بالنسبة للعديد منهم.
وبالمثل، فإن عمليات الإنزال الجوي أفضل من لا شيء، لكنها صغيرة. وشملت عملية الإنزال
الجوي الأولى 38,000 وجبة، أو وجبة واحدة لأقل من 2% من سكان غزة.
وتتمثل ميزة التسليم البحري في أن السفن
يمكنها تقديم مساعدات أكثر بكثير من عمليات الإنزال الجوي. لكن عمال الإغاثة يقولون
إن المشكلة الحقيقية هي أن "إسرائيل" تطبق عملية تفتيش تعيق توصيل المساعدات
إلى غزة بالشاحنات ثم تستهدف ضباط الشرطة المدنية (لأنهم ينتمون إلى حماس)، لذا فهم غير راغبين في حماية شحنات المساعدات.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن "إسرائيل"
هاجمت في بعض الأحيان قوافل المساعدات التابعة لها ومنعتها، حتى لو كانت قد حصلت مسبقا
على موافقة السلطات الإسرائيلية لإيصال المساعدات.
إن الإنزال الجوي والميناء البحري لا يحلان
مشاكل التوزيع هذه. وليس من الواضح تماما كيف سيتم نقل المساعدات الواردة إلى الميناء
عبر غزة إلى الأماكن التي يكون فيها الجوع على أشده، أو من سيحمي القوافل، أو كيف ستتم
إدارة التوزيع النهائي. ومن الواضح أن "إسرائيل" ستواصل فحص المساعدات القادمة
عن طريق البحر، الأمر الذي لا يبعث على الثقة.
صحيح أن حماس قامت بتخزين المواد الغذائية
التي يمكنها تقاسمها وأن حماس يمكن أن تنهي الحرب بالاستسلام. لكن الولايات المتحدة
ليس لها تأثير على حماس. ولديها نفوذ على "إسرائيل"، باعتبارها مورد الأسلحة
والحامي الدبلوماسي لها.
هل سيكون بايدن على استعداد لاستخدام نفوذه
للضغط على "إسرائيل" لتسريع المساعدات الغذائية إلى غزة؟ وهذا يعني التوقف
عن استخدام حق النقض ضد قرارات الأمم المتحدة، وإبطاء المساعدات العسكرية، والتحدث
مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي. وهذا هو أفضل أمل لتجنب المجاعة.