سلط الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، الضوء على
فشل حكومة الاحتلال
الإسرائيلي في تحقيق أهدافها المعلنة في قطاع
غزة من وراء
الحرب الوحشية التي تشنها ضد المدنيين العزل.
وقال هيرست في مقال نشره موقع "
ميدل إيست آي" الذي يرأس تحريره، إن "من الواضح أن العملية في غزة يعتريها خلل كبيرا جداً، فإما أن الجنود الإسرائيليين ليسوا صناديد كما كانوا يظنون أنفسهم، أو أن مقاومة حماس وغيرها من الفصائل المقاتلة أثبتت أنها أصلب مما كان يتوقع"، رغم حجم القوة الهائل المستخدم في الحرب.
ورأى هيرست أن "أمام إسرائيل خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما اتباع بن غفير وسموتريتش في سعيهما لتحويل حرب حول الأرض إلى حرب دينية، أو الحوار مع
الفلسطينيين في كيف يمكنهم الاشتراك في الأرض كبشر متساوين".
وتاليا نص مقال ديفيد هيرست:
ما يشاع على نطاق واسع من عزم وزارة الحرب الإسرائيلية احتلال رفح، حيث يلجأ 1.4 مليون فلسطيني أجبروا على إخلاء ديارهم في شمال ووسط قطاع غزة، إنما يخفي وراءه شكوكاً حول ما الذي سيحققه الإسرائيليون عندما يصلون إلى هنا.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس وحيداً في الإصرار على أنهم سوف ينجزون المهمة، ألا وهي "إخراج ما تبقى من كتائب حماس الإرهابية من رفح". فهذا زعيم المعارضة بيني غانتز يدفع هو الآخر في نفس الاتجاه، حيث يقول: "لأولئك الذين يقولون إن الثمن باهظ جداً، أقول بوضوح: إن أمام حماس خيار. بإمكانهم أن يستسلموا، ويفرجوا عن الرهائن، ومن ثم بإمكان سكان غزة أن يحتفلوا برمضان".
كل هذا التبجح هو للاستهلاك المحلي.
فقد استغرق اجتياح قطعة من الأرض طولها 41 كلم وعرضها 12 كلم من الجيش الإسرائيلي أربعة أشهر. قارن ذلك باستيلاء التحالف الذي قادته الولايات المتحدة على بغداد في 2003، الذي لم يستغرق سوى ما يزيد قليلاً على خمسة أسابيع. ولقد استخدمت إسرائيل من الذخائر في أربعة أشهر قدر ما استهلكته الولايات المتحدة طوال سبع سنين في العراق.
من الواضح أن العملية يعتريها خلل كبيرا جداً.
إما أن الجنود الإسرائيليين ليسوا صناديد كما كانوا يظنون أنفسهم، أو أن مقاومة حماس وغيرها من الفصائل المقاتلة أثبتت أنها أصلب مما كان يتوقع. إلا أن أمراً واحداً لا ريب فيه، وهو أن القوات الإسرائيلية لا تقاتل ويدها مغلولة إلى ظهرها.
لقد عبر باختصار عن المزاج العام في البلد عضو الكنيست عن حزب الليكود نسيم فاتوري، حين قال داخل الكنيست في الأسبوع الماضي: "كل من تلقى رصاصة، فلعله كان يستحقها". وذلك بالضبط هو الذي لم يزل الجيش يسعى إلى توصيله.
ظروف الخروج الجماعي
لقد صُمم القصف الجوي والقصف المدفعي والضربات الموجهة عبر المسيرات خصيصاً لترهيب المدنيين، ولخلق الظروف التي تفضي إلى خروج جماعي. بمعنى آخر، إن القتل الجماعي والتدمير الهائل للبنى التحتية ما هما إلا لغايات مقصودة للحرب، وليست مجرد أضرار ثانوية حدثت صدفة. من الواضح أن هذا ما خلصت إليه محكمة العدل الدولية، حينما فرضت أمراً صادراً عنها لإسرائيل بالانصياع إلى معاهدة الإبادة الجماعية.
ودون التهديد والوعيد تكمن الحقيقة الداكنة للحملة البرية.
ولا أدل على ذلك من أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تعتقد بأن حماس سوف تنجو وتبقى مجموعة مسلحة فادرة على شن العمليات ضدهم. وتقول إن حماس لا تزال تتمتع بتأييد كبير بين الفلسطينيين في غزة.
تقول الصحفية الإسرائيلية إيلانا دايان، التي تعمل لدى القناة 12، إن هذه الخلاصات قدمت للقيادات السياسية قبل أسبوع من قبل كبار الضباط في الجيش وفي الشين بيت، ومن قبل أعضاء في مجلس الأمن القومي. وقالت إنه "لهذا الاعتبار، على الأقل، لن يكون هناك نصر حاسم".
كثيرون خارج إسرائيل وصلوا إلى هذه القناعة قبل أربعة شهور.
وثمة أسئلة أخرى لا تقل إلحاحاً بالنسبة للقيادة العليا في إسرائيل، ومنها: هل لديهم القوات الكافية لشن عملية كبيرة في رفح وإعادة احتلال ممر فيلادلفيا، دون أن يحتاجوا إلى دعوة مزيد من قوات الاحتياط؟ لابد أن قدراً معيناً من الإجهاد بسبب الحرب قد بدأ يلقي بظلاله.
ثم هناك مجموعة من المسائل تتعلق بالوضع مع الجارة مصر. حتى هذه اللحظة لم يلبث الرئيس عبد الفتاح السيسي يلعب الكرة مع إسرائيل بشأن الحدود مع رفح، حيث سمح السيسي لإسرائيل بإملاء شروطها بخصوص انسياب المساعدات إلى داخل غزة وها هو يتأهب لتدفق محتمل للاجئين. تقول مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إن السلطات المصرية منهمكة في إعداد منطقة عازلة طولها 10 كلم لاستقبال النازحين الفلسطينيين.
إلا أن إعادة احتلال ممر فيلادلفيا، والذي هو عبارة عن منطقة عازلة تمتد لمسافة 14 كلم على امتداد الحدود، سوف يكون بمثابة انتهاك لمعاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في عام 1979، وإن لم يكن ذلك سبباً كافياً لدفع مصر لتمزيق المعاهدة.
أكثر ما تخشى منه الاستخبارات العسكرية المصرية هو تسلل المسلحين إلى داخل سيناء، والتي تشهد تمرداً أقدامه راسخة فيها.
موجات من المقاومة
والعامل الثالث الذي يؤثر على الغزو البري الوشيك لرفح هو واشنطن.
مثل أوكرانيا، أدركت إسرائيل أن قوتها النارية تتجاوز بقدر كبير ما يتوفر لديها من ذخيرة. ولذلك فهي بحاجة دائمة إلى أن تزودها الولايات المتحدة باحتياجاتها من الذخيرة. يملك الرئيس جو بايدن وقف أو تقييد تدفق الأسلحة، وخاصة أنه، فيما يبدو، رسم خطاً أحمر، فيما يتعلق بإخلاء اللاجئين من رفح.
لا يوجد ما يشير إلى أن بايدن يمارس ما يكفي من الضغط حتى الآن. بل على العكس من ذلك. ولكن ذلك لا يعني أنه لن يهدد بالقيام بذلك، وخاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ولذلك من المحتمل تماماً أن تكون التهديدات الصارخة بشن هجوم بري دموي على رفح، على الأقل حتى الآن، ما هي سوى جزء من المفاوضات التي تمضي تارة وتتعطل أخرى مع حماس حول وقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين.
ولكن دعونا نركن كل ما سبق ذكره آنفاً جانباً.
دعونا نفترض أن إسرائيل، في وقت ما، لسوف تفرض سيطرتها على كل قطاع غزة، فما الذي تكون قد حققته حينذاك سوى الفتك بما يزيد عن 30 ألف نسمة؟
أول خطأ يرتكبه نتنياهو هو الظن بأنه فيما لو قضى على ما يفترض أنه آخر أربع كتائب لحماس داخل رفح، فإن الأمر يكون قد حسم.
ليست حماس جيشاً يتكون من عدد محدد من المقاتلين. إنها ثورة، بل فكرة، يمكن أن تنتقل من عائلة إلى أخرى، ومن جيل إلى آخر، أو بالفعل من حركة إلى أخرى. كانت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات علمانية. ثم جاءت حماس الإسلامية.
لا يهم كثيراً من هو الفريق الذي يحمل المشعل، وإنما المهم هو أن المشعل يستمر في الاشتعال. ليست لدى حماس أي أوهام بأن بإمكانها أن تفوز عسكرياً على قوة نظامية أضخم منها بكثير.
ولكن مثلها، لم يحقق المكاسب في أرض المعركة لا الجزائريون، ولا المؤتمر الوطني الأفريقي، ولا الجيش الجمهوري الأيرلندي. جميعهم قاتلوا للوصول إلى طاولة المفاوضات. أي أنه، حتى لو أجبرت إسرائيل حماس على الخروج من غزة، ولا أظنها تقدر على ذلك، فهل تكون بذلك قد حققت نصراً؟
أعلنت إسرائيل عن انتصارها مرات عديدة في هذا الصراع المستمر منذ 75 عاماً. أعلنت عن انتصارها في 1948، حين طردت 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم.
ظنت إسرائيل أنها تغلبت على ثلاث قوى عربية في عام 1967. وأعلن آرييل شارون عن انتصاره بعد 15 سنة من ذلك عندما أجبر ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية على الخروج من بيروت. فقط بعد ذلك بخمس سنين انطلقت الانتفاضة الأولى.
عندما انهارت محادثات السلام، انطلقت الانتفاضة الثانية. ظنت إسرائيل تارة أخرى أنها قادرة على سحق القضية الوطنية الفلسطينية من خلال حصارها لياسر عرفات داخل المقاطعة في رام الله. ثم ما لبثت أن دست له السم. فهل كان ذلك نصراً؟
واليوم تظن إسرائيل أن بإمكانها سحق حماس في غزة من خلال قتل أربعة رجال، يحتل من بينهم يحيى السنوار ومحمد الضيف مكانة خاصة.
كم هي طويلة قائمة الزعماء الفلسطينيين الذين قتلوا في هذا الصراع حتى الآن. قتل البريطانيون في عام 1935 الشيخ عز الدين القسام، الداعية المسلم وزعيم النضال الوطني العربي.
قتل كمال عدوان، أحد كبار الزعماء في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، في غارة إسرائيلية داخل لبنان في عام 1973. واغتيل خليل الوزير، كبير مساعدي عرفات، في منزله داخل تونس على أيدي مغاوير إسرائيليين. وأما الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس، فقتل عندما أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية صاروخاً عليه بينما كان خارجاً من صلاة الفجر في مدينة غزة، وهو في كرسيه المتحرك.
وكذلك عبد العزيز الرنتيسي، أحد مؤسسي حركة حماس، الذي قتل بصواريخ أطلقتها عليه مروحية أباتشي إسرائيلية. وأما فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام، فقد أردي بخمس رصاصات أطلقها عليه عنصران من الموساد في مالطا. كما قتل أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولكن ما الذي حققتها كل هذه الاغتيالات سوى الدفع بموجة أخرى، وأقوى، من المقاومة، والتمهيد لمجيء جيل آخر من المقاتلين الذين زادهم الاحتلال شدة وصلابة.
ذكرى المذابح
يتغذى التاريخ على الذكرى الجمعية. فقد تناقل الناس بالرواية ذكرى مذابح حرب 1948 مثل الطنطورة، أو ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا في عام 1982. لم تكن الإنترنيت موجودة حينذاك، ولا حتى مقاطع الفيديو كانت متوفرة، إلا ما ندر. كانت الكلمات تبلغ من القوة ما يكفي لإلهام الأجيال التالية وتحفيزها للمضي في طريق المقاومة.
جمعت إسرائيل كماً هائلاً من مقاطع الفيديو لعمليات القتل التي نفذتها حركة حماس وغيرها من المقاتلين القادمين من غزة داخل المستوطنات يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
إذا كانت هذه المقاطع مفزعة لمن يشاهدونها، تصور ما هو الأثر الذي سوف تتركه على الأجيال القادمة من الفلسطينيين المقاطع التي بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مدى أربعة شهور من المذابح التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل غزة.
لا ريب في أن النكبة التي ألحقتها إسرائيل بقطاع غزة على مدى الشهور الأربعة الأخيرة تحظى بتوثيق أفضل بكثير مما حظيت به نكبة عام 1948. ولسوف تبقى هذه الصور في الإنترنيت إلى الأبد. لماذا تعتقد إسرائيل بأن هذه النكبة سوف تتبخر من الوعي الشعبي بمجرد أن تنتهي حاجتها إلى القتال؟
يبلغ تعداد سكان الأردن نحو 11.15 مليون نسمة، أكثر من نصفهم من الفلسطينيين الذين هم أبناء وأحفاد اللاجئين الذين طردوا من الضفة الغربية ومن القدس الشرقية ومن قطاع غزة.
حتى لو أسقطت من حسابك أهل شرقي الأردن من أبناء العشائر – رغم أنهم لم يكونوا أقل حماسة من الفلسطينيين في تعاطفهم مع غزة – فهذا يعني أنه يوجد في الأردن حالياً من الفلسطينيين من تعدادهم ثلاثة أضعاف تعداد سكان غزة. وهؤلاء ساخطون، وأوضاعهم المادية أفضل نسبياً، ولديهم سبل الوصول إلى سوق سلاح مزدهر. أضف إلى ذلك حقيقة أن للأردن حدوداً مسامية مع كل من سوريا والعراق، حيث تتطلع الجماعات المدعومة من قبل إيران إلى لعب دور أكبر.
وذلك ما يجعل الأردن ساحة مثالية لتجنيد الموجة التالية من المقاتلين الفلسطينيين.
والسؤال الآن هو: من ذا الذي في رأسه عقل ويسعى لتهدئة حدوده الجنوبية وتأمينها ضد هجمات المعادين مقابل تنشيط الحدود الشرقية التي تمتد على مسافة أطول بكثير؟ من ذا الذي يستبدل 60 كيلومتراً بما يقرب من 482 كيلومتراً؟
الإحساس الأعمى بأنك الضحية
إسرائيل وأنصارها لا يرون سوى تاريخها هي، ولا يسمعون إلا صوتهم. ليس بإمكان هؤلاء رؤية ماذا يعني أن تكون في الطرف الآخر الذي يسام العذاب من قبل هذه الدولة التي لا تتوقف عن التمدد.
لا يمكنهم أن يروا أن الفلسطينيين في رفح، والذين أجبروا على النزوح مرات عديدة منذ أن أخرجوا من مناطقهم الشمالية، هم أنفسهم من ذرية اللاجئين الذين أخرجوا من البلدات والمدن التي تشكل اليوم جزءاً من إسرائيل – بئر السبع ويافا والنقب.
لا يمكنهم أن يروا الرمزية القوية لما يفعلونه. إنهم إذ يسعون لسحق غزة إنما يسحقون الأمة الفلسطينية بأسرها. فيما لو نجحت إسرائيل في سحق غزة، فإنه لن يكون هناك فلسطيني واحد في إسرائيل أو في القدس الشرقية المحتلة أو في الضفة الغربية إلا ويرى أن الدور من بعد سيأتي عليه.
لقد أعمى إسرائيل الإحساس بأنها الضحية وأعماها القدر التاريخي، فلا تبصر ما تسببه للآخرين من معاناة. إنها لا ترى بعينيها سوى ضحية واحدة في التاريخ – إنهم اليهود وحدهم دون سواهم.
لا يوجد مكان لأحد آخر في هذه النظرة إلى العالم. الفلسطينيون ليسوا غير مرئيين فحسب، بل هم غير موجودين أصلاً. لكن القضية الوطنية الفلسطينية موجودة بكل تأكيد.
في العام الماضي، أعلن نتنياهو تقريباً نهاية الصراع، فقد كانت المملكة العربية السعودية توشك على التوقيع على اتفاقيات أبراهام. لكن لم تمض سوى بضعة أسابيع، وإذا بإسرائيل تتورط في أطول حرب تخوضها منذ عام 1947. واليوم، تسببت هذه الحرب في الدفع بالقضية الفلسطينية نحو صدارة الأجندة الحقوقية في العالم.
ولكنه، وكما المقامر الذي يعكف على رمي أحجار النرد أملاً في تحقيق أرقام أعلى، راح جيش نتنياهو يتنقل من مستشفى إلى آخر، لكنه يمنى بالفشل في العثور على عرين حماس، ولم ينجز طوال ذلك سوى تدمير النظام الصحي في غزة. لقد تنقل من الشمال إلى الجنوب وهو يعلن أن النصر وشيك.
وهذا بيني موريس، الذي كان سابقاً ينتسب إلى اليسار الإسرائيلي وإلى مجموعة المؤرخين الجدد ثم تحول إلى صقوري متشدد، يصرح لصحيفة فرانكفورتر ألجمنير بأنه يكره نتنياهو بشدة، قائلاً: "إنه نصاب. ولكنه محق في أن هذه الحرب ينبغي أن تستمر إلى أن يتم سحق حماس، ولو فقط لأننا لو لم ننجز المهمة، فلسوف يعتبرنا الناس في أرجاء المنطقة فاشلين".
لدي أخبار أزفها إلى بيني موريس، المؤرخ، وهي أن إسرائيل لن تتمكن إطلاقاً من إنجاز المهمة.
إن أمام إسرائيل خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما اتباع بن غفير وسموتريتش في سعيهما لتحويل حرب حول الأرض إلى حرب دينية، أو الجلوس مع قيادة يختارها الفلسطينيون بحرية من أجل الحوار حول كيف يمكنهم الاشتراك في الأرض كبشر متساوين.
أنا أعلم ما الذي كنت سأختاره أنا شخصياً.