أعلن حزب
الشعوب للمساواة والديمقراطية، الذي يستخدم كلمة "دم" لاختصار اسمه، أنه
سيخوض
الانتخابات المحلية في إسطنبول بمرشحيه، دون التحالف مع أي حزب آخر، الأمر
الذي قلب حسابات مرشح حزب
الشعب الجمهوري ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو
رأسا على عقب.
حزب الشعب الجمهوري
كان في تحالف انتخابي مع أحزاب الطاولة السداسية، بالإضافة إلى حزب الشعوب
الديمقراطي الذي غير اسمه أولا إلى حزب اليسار الأخضر، ثم إلى حزب الشعوب للمساواة
والديمقراطية. وبفضل هذا التحالف، حصل مرشحه في
الانتخابات الرئاسية الأخيرة على 51.78 في المائة من أصوات الناخبين في
إسطنبول، كما فاز مرشحه برئاسة بلدية المدينة العريقة في الانتخابات المحلية
السابقة قبل خمس سنوات.
من المؤكد أن انسحاب الحزب الجيد وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية من التحالف أربك حساباته، لأنه يعني خسارة ما بين 15 و20 في المائة من الأصوات، وخوض السباق الديمقراطي دون الحصول على دعم أي حزب آخر غير حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه ويسعى إلى تولي رئاسته
إمام أوغلو كان
يراهن على أصوات التحالف المعارض عموما، والحزب الجيد وحزب الشعوب للمساواة
والديمقراطية على وجه الخصوص، للفوز بفترة أخرى في 31 آذار/ مارس الذي سيتم فيه
إجراء الانتخابات المحلية. ومن المؤكد أن انسحاب الحزب الجيد وحزب الشعوب للمساواة
والديمقراطية من التحالف أربك حساباته، لأنه يعني خسارة ما بين 15 و20 في المائة
من الأصوات، وخوض السباق الديمقراطي دون الحصول على دعم أي حزب آخر غير حزب الشعب
الجمهوري الذي ينتمي إليه ويسعى إلى تولي رئاسته.
أحزاب التحالف
المعارض ستخوض الانتخابات المحلية في إسطنبول بمرشحيها، إن لم يحدث تراجع في
اللحظة الأخيرة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن رئيس بلدية إسطنبول الحالي لن
يحصل على أي صوت من مؤيدي تلك الأحزاب. ومن المؤكد أنه سيبذل قصارى جهده للحصول
على أصوات "الخائفين من فوز مرشح حزب
العدالة والتنمية مراد قوروم"،
نظرا إلى أن المنافسة ستكون في الأساس بين إمام أوغلو وقوروم، إلا أن النتائج التي
ستخرج من صناديق الاقتراع هي التي ستظهر مدى نجاحه في هذه المهمة.
حزب الشعوب
الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني، تحالف مع حزب الشعب الجمهوري في
الانتخابات المحلية السابقة، كما دعم مرشحه، كمال كليتشدار أوغلو، في الانتخابات
الرئاسية الأخيرة، على الرغم من أنه لم يكن جزءا من الطاولة السداسية. ومن المتوقع
أن يدعم امتداده (حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية) في هذه الانتخابات مرشح حزب
الشعب الجمهوري في بعض المدن، مثل مدينة مرسين التي يدعم فيها حزب العدالة
والتنمية مرشح حزب الحركة القومية. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "لماذا
لا يدعم حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية إمام أوغلو في إسطنبول؟".
المفاوضات بين
حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية استمرّت لمدة طويلة، إلا
أنها فشلت بسبب ما طلبه الأخير في مقابل دعمه لإمام أوغلو. ووفقا للتسريبات
الإعلامية، طلب حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية من رئيس بلدية إسطنبول أن يكون
تحالفهما بشكل علني، وأن يدعم حزب الشعب الجمهوري مرشحيه في بعض أقضية إسطنبول،
مثل أسنيورت، بالإضافة إلى التعهد بتعيين أشخاص موالين له في مناصب رفيعة في بلدية
إسطنبول.
ويشير فشل
المفاوضات إلى أن إمام أوغلو رفض هذه الشروط، وأنه كان يرغب في الحصول على دعم حزب
الشعوب للمساواة والديمقراطية في مقابل تعهدات سرية دون أن يعلن التحالف بينهما، خوفا
من أن يؤدي إعلانه إلى خسارة أصوات الأتراك القوميين والناخبين المنحدرين من مناطق
البحر الأسود.
شعبية حزب الشعوب
الديمقراطي تراجعت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة من 11.7 في المائة إلى 8.8
بالمائة بسبب تحالفه مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. وأثار هذا
التراجع تساؤلات في صفوف قادة الحزب ومؤيديه حول أسبابه، ورأى بعضهم أن التحالف مع
حزب الشعب الجمهوري في كافة الانتخابات ودعم مرشحيه دون الحصول على مكاسب تذكر
يفقد حزب الأكراد القوميين هويته، ويجعله "ذيلا" لحزب الشعب الجمهوري.
وهو ذات السبب الذي دفع الحزب الجيد برئاسة ميرال أكشينار إلى فك تحالفه مع حزب
الشعب الجمهوري.
فشل المفاوضات بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، خيَّب آمال قادة حزب الشعب الجمهوري ومؤيديه، إلا أن هناك تطورا مشابها حدث قبل أيام ليرسم بسمة في وجوههم، وهو فشل المفاوضات بين حزب العدالة والتنمية وحزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان، وإعلان الأخير أنه سيخوض الانتخابات المحلية بمرشحيه ولن يدعم مرشحي حزب العدالة والتنمية حتى في أنقرة وإسطنبول
وقالت أكشينار،
في ردها على الانتقادات التي اتهمت الحزب الجيد بأن عدم تحالفه مع حزب الشعب
الجمهوري يصب في مصلحة حزب العدالة والتنمية في أنقرة وإسطنبول وإزمير، إنهم لم
يؤسسوا الحزب الجيد من أجل دعم حزب الشعب الجمهوري. وبجواب مشابه، رد القيادي
في حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، سري صكيك، على المنتقدين لقرار الحزب، قائلا
إن خسارة إمام أوغلو المحتملة في الانتخابات المحلية ليست مشكلتهم.
فشل المفاوضات
بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، خيَّب آمال قادة حزب
الشعب الجمهوري ومؤيديه، إلا أن هناك تطورا مشابها حدث قبل أيام ليرسم بسمة في
وجوههم، وهو فشل المفاوضات بين حزب العدالة والتنمية وحزب الرفاه الجديد برئاسة
فاتح أربكان، وإعلان الأخير أنه سيخوض الانتخابات المحلية بمرشحيه ولن يدعم مرشحي
حزب العدالة والتنمية حتى في أنقرة وإسطنبول. ومن المؤكد أن هذا القرار يصب في
مصلحة حزب الشعب الجمهوري في المدن التي يتوقع أن تشهد منافسة شرسة، وهو ما أعربت
عنه قيادية في حزب الشعب الجمهوري حين أبدت فرحتها بقرار حزب الرفاه الجديد، قائلة
إنهم سيفوزون في مدينة بورصة بفضل هذا القرار.
twitter.com/ismail_yasa