نشر موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا تحدث فيه عن استمرار أزمة
الولايات المتحدة في التطور، التي بدأت بعد رفض
تكساس مطالب الحكومة الفيدرالية بالسماح لحرس الحدود بالوصول إلى التخوم، وساعدتها في ذلك بعض الولايات التي ذهبت إلى حد التوقيع على عريضة رسمية دعما لها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا النزاع بلغ ذروته بعد سماح المحكمة العليا الأمريكية لوزارة الأمن الداخلي بقطع أسوار الأسلاك الشائكة على طول الحدود مع المكسيك التي تمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين. وأمرت المحكمة العليا الأمريكية في وقت سابق بإزالة هذا السياج السلكي الذي يبلغ طوله 30 ميلا، والذي تم تركيبه دون موافقة المركز كجزء من حرب حكومة الولاية ضد تدفق المهاجرين.
وزعم حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في العديد من المناسبات أن إدارة
بايدن لا تقوم بتأمين حدودها بشكل صحيح، الأمر الذي يزيد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين. لهذا السبب، استولى الحرس الوطني في تكساس على جزء من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومنع عملاء حرس الحدود الفيدراليين من الوصول إليها. فور ذلك أعلن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، عن دعمه لمشروع قانون الولاية لتوسيع صلاحيات الحرس الوطني في فلوريدا وتقديم المساعدة للحرس الوطني في تكساس.
في المجمل، أعرب حكام 25 ولاية بالفعل عن تضامنهم مع تكساس بشأن هذه القضية، ولكل منهم أيضًا الحرس الوطني الخاص به. وأبدت بعض هذه الولايات، التي يسكنها في الغالب الأمريكيون الكلاسيكيون، استعدادًا لإرسال قواتها الأمنية لمساعدة تكساس.
وأورد الموقع أنه في الأيام الأخيرة من كانون الثاني/يناير، احتدمت المواجهة بين واشنطن وقيادة
ولاية تكساس. وخلال تدخله على الهواء مباشرة على قناة فوكس نيوز، قال سيناتور تكساس إن الولاية ينبغي أن تتوقف عن تمويل الحكومة الأمريكية التي هي في حالة حرب مع شعبها. وهدّد نائب حاكم ولاية تكساس، الجمهوري دان باتريك، علنًا جو بايدن بمواجهة من طرف القوات المسلحة للولاية.
من جهته، تجاهل غريغ أبوت الإنذار الرسمي للبيت الأبيض معلنا أن "تكساس لن تمتثل"، مفعلا المادة 1 من الدستور الأمريكي، التي تسمح بإعلان الأحكام العرفية في الولاية والتصرف دون الرجوع إلى الحكومة الفيدرالية. وعليه يمكن لأي ولاية في الوقت الراهن تجاوز بايدن من خلال طلب المساعدة من ولاية أخرى أو حتى دول أجنبية.
وأضاف الموقع أن تكساس أعلنت تشكيل طابور من آلاف سائقي الشاحنات للاحتجاج على سياسة الهجرة التي تتبعها إدارة الرئيس بايدن. ووفق العضو الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي، كيث سيلف فإن مسيرة "استعادة الحدود" بدأت في 29 كانون الثاني/ يناير وتستمر حتى الثالث من شباط/ فبراير.
فيما يتعلّق بمسألة المهاجرين، حظيت سلطات تكساس بدعم العديد من الأمريكيين المشهورين على غرار رجل الأعمال إيلون ماسك. ودعا المرشح الرئاسي دونالد
ترامب جميع الولايات المعنية إلى إرسال قواتها إلى تكساس لحماية الحدود الجنوبية للبلاد من المهاجرين غير الشرعيين.
في المقابل، يرى بعض المراقبين والمحللين أن الأزمة في تكساس قد تكون خطوة متعمدة أثارها المركز الفيدرالي والقوى التي تقف وراء "الديمقراطيين" في السلطة، الذين يعملون في الوقت الراهن على خلق ومفاقمة الاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة، محاولين بذلك تكرار استخدام نفس التكتيك الذي استُخدم في انتخابات 2020.
تمثلت هذه التقنية في إثارة "الديمقراطيون" أزمة قوية داخل الولايات المتحدة، متخذين من مقتل شخص من ذوي البشرة السوداء على يد الشرطة ذريعة. وفي الحقيقة، تختلف تفاصيل السيناريو قليلا هذه المرة، ولكن بشكل عام التكتيك متشابه، لا سيما في ظل انخفاض فرص "الديمقراطيين" ومرشحهم الرئيسي بايدن في الفوز، مقابل عمل ترامب بثقة على توحيد الناخبين اليمينيين والجمهوريين حوله.
ومثل حركة حياة السود مهمة، بات واضحًا أن أزمة المهاجرين الحالية مفتعلة وبتحريض من الإدارة "الديمقراطية"، التي فتحت دائرة الحدود الأمريكية. وفي شهر كانون الأول/ديسمبر وحده، عبر الحدود نحو ربع مليون مهاجر غير شرعي وهو عدد غير مسبوق على الإطلاق، ليستقر أغلبهم في تكساس.
أعلن حاكم تكساس في سنة 2021 عن نشر قوات الحرس الوطني والمركبات المدرعة على الحدود.
ويمكن للحكومة الفيدرالية إعلان ولاية تكساس وغيرها من الولايات متمردة وحظر إجراء الانتخابات المرتقبة لهذه السنة. وعلى هذا النحو، سيحقق بايدن في بقية الأراضي الأمريكية "انتصارا ساحقا" وسيظل معترفا به في واشنطن. وفي المقابل، ستضطر الولايات "المتمرّدة" إما إلى الخضوع أو التوحد لمقاومة واشنطن، ولن يصبح رئيسها، في حال إجراء انتخابات بديلة، الرئيس الشرعي للولايات المتحدة، بل زعيم المناطق المتمردة فقط.
وفي الوقت الراهن، يتم تنفيذ سيناريو مماثل للمواجهة وبرمجة الحرب الأهلية، بما في ذلك من خلال الترويج للسرد الإعلامي. ويمكن لواشنطن، بعد مساعي سلطات تكساس، أن تعلن بالفعل الحرب على "المتمردين".
ومع وجود احتمالات عديدة، سيفوز مؤيدو "الديمقراطيين" لأنهم يسيطرون على السلطة في المركز وعلى القوات المسلحة الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك البحرية ومعظم القوات الجوية. بالإضافة إلى ذلك، يقع جزء مهم من الجيش الأمريكي خارج البلاد وخاضع لسلطة الرئيس، الذي يعتبر منتخبًا قانونًا.
يرجح الخبراء احتمال حدوث السيناريو التالي وهو خلق الحزب الديمقراطي، كما هو الحال مع حركة السود مهمة، أزمة على أمل فوزه في الانتخابات الرئاسية في المرحلة الأولى والبقاء في السلطة، وفي المرحلة الثانية سيتم قمع تكساس وغيرها من "الولايات المتمردة". وباعتباره الفائز سوف يملي عليهم شروط الاستسلام، التي سيكون مفتاحها قبول المهاجرين في الانتخابات. في هذه الحالة، سيقوم الحزب الديمقراطي بتوسيع قاعدته الانتخابية بشكل كبير ويضمن فوزه في جميع الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
ورجّح الموقع أن تدخل البلاد عشية الانتخابات الرئاسية حقبة من الحرب الأهلية بين الجمهوريين والديمقراطيين، والتي ستكون نتيجتها عدم القدرة على إيجاد أرضية مشتركة. ومع ذلك، قد تكون هناك نتيجة لا يمكن التنبؤ بها ولا ترتبط فقط بالانقسام المتزايد للولايات المتحدة، ولكن باحتمال حرب بين تكساس والحكومة الفيدرالية المكسيكية.
وأشار الموقع إلى أن كلا من مكسيكو سيتي الرسمية والمجتمعات الإجرامية المكسيكية التي تسيطر على جزء كبير من البلاد، تحاولان زعزعة الوضع داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك الاعتماد على الجالية الناطقة بالإسبانية وزعزعة استقرار الوضع في أمريكا المنقسمة بالفعل.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)