أرسل المركز الدولي للعدالة من أجل
الفلسطينيين رسالة إلى رئيس
الوزراء البريطاني ريشي سوناك نيابة عن أفراد الجالية الفلسطينية في المملكة
المتحدة مع عائلاتهم وأحبائهم الذين يعيشون في غزة، يدعوه إلى "التدخل العاجل
والفوري" في غزة لتجنب مجاعة وشيكة.
وتدعو الرسالة، الموجهة إلى رئيس الوزراء بتاريخ 30 يناير 2024، سلاح
الجو الملكي إلى اتباع مبادرة البعثات الأردنية الفرنسية في نقل المساعدات جوا
مباشرة إلى غزة، من أجل منع المجاعة التي تلوح في الأفق بسبب مخاوف ندرة الغذاء.
وتشير أداة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي التابعة للأمم
المتحدة الآن إلى أن 1.75 مليون شخص في غزة يعيشون في أعلى مرحلتين من انعدام
الأمن الغذائي، المرحلة الرابعة (الطوارئ الإنسانية) أو المرحلة الخامسة
(المجاعة/الكارثة الإنسانية).
وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي قررت فيه العديد من الدول الغربية،
بما في ذلك المملكة المتحدة، خفض التمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
(الأونروا)، المزود الرئيسي للمساعدات لملايين الفلسطينيين في غزة والمنطقة.
وأكد المركز الدولي للعدالة والسلام أنه يشارك وجهة النظر التي عبرت
عنها 21 منظمة من منظمات المجتمع المدني في رسالة صدرت يوم الاثنين 29 يناير،
والتي أعربت فيها عن قلقها من أن تخفيض تمويل الأونروا يهدد حياة الفلسطينيين في
غزة والمنطقة، بسبب خطر المجاعة الوشيك.
والجمعة، قالت "الأونروا" إنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع
عدد (دون تحديد) من موظفيها في هجمات 7 أكتوبر.
والاتهامات الإسرائيلية للوكالة "ليست الأولى من نوعها"،
فمنذ بداية
الحرب على غزة، عمدت إسرائيل إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح
"حماس"، في ما اعتُبر "تبريرًا مسبقًا" لضرب مدارس ومرافق
المؤسسة التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.
ومنذ الجمعة، علقت 12 دولة تمويل الأونروا "مؤقتا"، إثر
مزاعم إسرائيلية بأن هناك موظفين بالوكالة الأممية "ضالعون" في هجوم
"حماس" على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
وهذه الدول هي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا
وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا واليابان والنمسا، فيما أعلنت إسبانيا
وإيرلندا والنرويج أنها "لن تقطع المساعدات"، لكنها رحبت بإجراء تحقيق
بتلك المزاعم.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة
عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس،
الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، والقطاع، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل
لمشكلتهم.
ويشن الجيش
الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى الثلاثاء
26 ألفا و751 شهيدا و65 ألفا و636 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات
الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب
الأمم المتحدة.