تحل
اليوم الذكرى الثالثة عشر لثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير، إذ مرّ عقد وثلاثة أعوام حيث شهدت
مصر جُملة من التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وفي
مثل هذا اليوم من كل عام، يستذكر المصريون، فصولا من الثورة وأيامها، ما بين آسف على ما
وصلت إليه الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر، وما بين آمل في أن
تحقق ثورة المصريين أهدافها، التي خرجوا من أجلها إلى الشوارع، وأزاحوا نظام الرئيس
الأسبق، محمد حسني مبارك.
وشهدت
مواقع التواصل الاجتماعي اليوم حضورا كبيرا لأحداث الثورة.
وشهدت
الذكرى الثالثة عشر للثورة المصرية، تفاعلا من طرف عدد من الهيئات والشخصيات المصرية، حيث أشاد
الأزهر الشريف بالثورة، في بيان له، قائلا: "يؤكد الأزهر أن ثورة 25 يناير،
كتبت فصلا جديدا في تاريخ النضال المصري والسعي نحو النهوض بالوطن".
ثورة
تكالبت عليها قوى القمع والظلم
وعلّق
نائب الرئيس المصري السابق، محمد البرادعي، بمناسبة ذكرى الخامس والعشرين من يناير
قائلا: "ثورة نقية سلمية شارك فيها الشعب بكل طوائفه، شبابا وكهولا، نساء ورجالا
من أجل مستقبل أفضل يضمن لهم ولمن يخلفهم الحق في الحياة الحرة الكريمة بعد أن
انسدت في وجوههم كل أساليب التغيير الأخرى".
وأضاف
البرادعي عبر تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا): "ثورة تكالبت عليها قوى القمع
والظلم والظلام وانشقت صفوفها بحسن نية وبسوء نية، ثورة لم تتمكن من تحقيق أهدافها
وإن كانت أهدافها ما زالت في قلب كل من شارك فيها وتعلم منها".
وتابع: "ثورة نقية سلمية شارك فيها الشعب بكل طوائفه، شبابا وكهولا، نساء ورجالا من أجل مستقبل أفضل يضمن لهم ولمن يخلفهم الحق في الحياة الحرة الكريمة بعد أن انسدت في وجوههم كل أساليب التغيير الأخرى"، مردفا: "ثورة تكالبت عليها قوى القمع والظلم والظلام وانشقت صفوفها بحسن نية وبسوء نية".
لم تنتصر بعد
من
جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة، بأن "ثورة الخامس والعشرين من
يناير لم تنتصر بعد"، مشيرا إلى أن "مصر اليوم أكثر استبدادا مما كانت عليه".
وأضاف
نافعة في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "اليوم الذكرى 13 لثورة 25 يناير، أهم
ثورة ضد الاستبداد في تاريخ مصر الحديث، لم تنتصر الثورة بعد، فمصر اليوم أكثر
استبدادا مما كانت عليه قبلها، لكنها لم تمت وستظل حية في ضمير الشعب إلى أن يتخلص
نهائياً من الظلم والفساد والاستغلال".
واختتم
أستاذ العلوم السياسية التغريدة نفسها، مستفسرا: "لكن هل استوعب الجميع الدرس
واستفادوا من أخطائهم؟".
فيما
أشار نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، إلى أن "خروج ملايين المصريين في 25 يناير 2011 وحتى سقوط مبارك هو أنبل فعل إنساني قام به الشعب المصري منذ عقود طويلة، وهو
فعل لم يحقق أهدافه حتى الآن، ولأن الأحلام لا تموت".
وأضاف: "تكالب قوى عديدة على إجهاض ما جرى حتى لا يتحول هذا الفعل الشعبي الهادر إلى
ثورة تقتلع النظام القديم من جذوره وتحقق الأهداف التي من أجلها ثار المصريون يجعل
التحديات ما زالت قائمة أمام أي نظام يتجاهل هذه الحقائق".
فيما
قال الناشط السياسي وأحد المشاركين في
ثورة يناير شادي الغزالي حرب عبر موقع
"إكس": "كل سنة وإحنا ماسكين في حلمنا ومكملين على طريق ثورتنا".
من جهته، علق
أحد النشطاء قائلا: "علموا
أولادكم أنها خير أيام طلعت عليها شمس هذا البلد وأن هؤلاء هم أطهر من أنجبت".
وعن الاتهامات التي وجهت لحركة حماس من قبل النظام المصري،
باقتحام السجون المصرية أثناء الثورة، كتب أستاذ العلوم السياسية المصري، مأمون فندي في ذكرى الثورة عبر منصة "إكس": "كل ما أتذكر عن يناير هو
هؤلاء الذين جاءوا من بعيد واقتحموا السجون واليوم نراهم غير قادرين على اقتحام
سور المعبر، فمن الذين كان ومازال يكذب؟".
وانطلقت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، عبر احتجاجات شعبية استمرت 18 يوما حتى أجبرت الرئيس آنذاك، محمد حسني مبارك، على التنحي بعد ثلاثين عاما في الرئاسة (1981- 2011).
في تلك الأيام عاشت مصر مع كرة غضب شعبي تزداد اشتعالا، ونظام حاكم ناور مرارا لإخمادها من دون جدوى، ونداءات دولية بلغت مرحلة مطالبة النظام بالرحيل فورا. فيما شاركت قوى ليبرالية ويسارية وإسلامية في تلك الأحداث، من دون أن تظهر بينها خلافات خلال الثورة، التي جاءت ضمن ما تُعرف بالموجة الأولى لثورات "الربيع العربي".