تضاربت الأنباء بشأن اعتزام الولايات المتحدة
الأمريكية إرسال 1500 جندي إلى قواعدها العسكرية في
سوريا والعراق، في الوقت الذي
أكدت فيه مصادر مطلعة من واشنطن لـ"
عربي21" أن إدارة الرئيس جو بايدن
ليست بوارد زيادة عدد جنودها في المنطقة.
وتحدثت شبكة "
سي بي إس نيوز"
الأمريكية، عن انضمام 1500 جندي أمريكي إلى أحد ألوية المشاة التابعة للحرس
الوطني التابع لجيش نيوجيرزي، إلى "عملية العزم الصلب" لمحاربة تنظيم
الدولة في سوريا والعراق.
ولم تعلق واشنطن رسمياً على ما ذكرته الشبكة،
لكن وكالة الأنباء
العراقية نفت الاثنين، دخول قوات أجنبية إضافية إلى العراق، في
إطار قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
تبديل القوات
من جهته، أكد الباحث في "المجلس
الأطلنطي" قتيبة إدلبي نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية
لـ"
عربي21"، أن واشنطن لا تعتزم إرسال دفعة جنود إضافية إلى سوريا
والعراق، مشيراً إلى أن "مهمة الدفعة الجديدة التي تحدثت عنها شبكة "سي
بي إس نيوز" هي تبديل القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا والعراق".
وما يدعم ذلك من وجهة نظره، أن الرأي العام
الأمريكي يعارض بشدة أي مشاركة أمريكية مباشرة في تطورات المنطقة، وتحديدا الحرب
في غزة، وكذلك إرسال قوات إضافية إلى سوريا والعراق.
وبحسب إدلبي، فإن من الصعب على إدارة بايدن
إرسال قوات إضافية إلى سوريا والعراق في الوقت الحالي والإعلان عن ذلك، وخاصة أن
هذه الخطوة قد ترسل إشارات خاطئة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في
تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، معتبراً أن "إرسال الجنود لا يخدم إدارة الرئيس
بايدن في الحسابات الانتخابية".
حماية القواعد الأمريكية
في المقابل، لم تستبعد مصادر أن تُقدم الولايات
المتحدة على إرسال دفعات جنود إضافية إلى سوريا والعراق، على خلفية تصاعد وتيرة
الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق من قبل مليشيات مرتبطة
غالباً بإيران، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي هذا الإطار، وصف الباحث في معهد الشرق
الأوسط في واشنطن، الدكتور سمير تقي، الأنباء عن اعتزام واشنطن زيادة عدد قواتها
في سوريا والعراق بـ"التطور المهم"، وقال لـ"
عربي21":
"الخطوة تعكس استعداداً جدياً من الولايات المتحدة لضبط الأمور مباشرة في
المنطقة، بمعنى أنها توازن بدقة ضبطها للوضع في العراق وسوريا لردع طهران وفرض
دورها في شرق الفرات".
أما الإعلامي والسياسي أيمن عبد النور المقيم في
الولايات المتحدة، فقد أكد لـ"عربي21" أن مهمة الدفعة الجديدة هي
"حماية القوات الأمريكية من التهديدات في سوريا والعراق".
وقال: "إن جزءاً من الدفعة لتبديل القوات
المنتشرة في سوريا والعراق، والجزء الآخر يأتي إضافيا للقواعد الأمريكية في سوريا
والعراق".
ويُقدر عدد القوات الأمريكية في سوريا بنحو 900
جندي ينتشرون في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرق البلاد منذ عام 2014، الذي جرى فيه الإعلان عن تأسيس "التحالف الدولي"
لمحاربة تنظيم الدولة، أما في العراق فأبقت الولايات المتحدة 2500 جندي.
ويقول المستشار السابق في وزارة الخارجية
الأمريكية حازم غبرا، إنّ "القوات الأمريكية في سوريا والعراق تتعرض لضغوط
عسكرية وهجمات من قبل مليشيات تابعة لإيران، ولا ننسى أن القوات الروسية تتواجد
على مقربة من القواعد الأمريكية في سوريا".
ويضيف لـ"
عربي21" أن المنطقة تشهد
المزيد من التسخين مع
إيران، وهذا يعني أن هناك حاجة أمريكية لزيادة عدد قواتها
وجاهزيتها، تحسباً لتطورات غير محسوبة.
ويرى الغبرا أن "الوضع في المنطقة عموماً
يتجه نحو التصعيد إن لم نشهد خطوات لخفض التوتر، وخاصة في ظل ما يجري من تطورات
بين أذرع إيران ومنها جماعة أنصار الله الحوثيين والولايات المتحدة، وقال:
"التفكير الأمريكي يركز على الاستعداد للتعامل مع أي خطر قادم، بدلاً من أن
يأتي الخطر دون أن تكون القوات الأمريكية في سوريا والعراق جاهزة".