يربي محمود حنيني، الفلسطيني الثمانيني، أبناءه على أمل
العودة إلى الوطن، الذي انفصل عنه قبل 75 عاماً، فيما لا يزال محتفظا في ذهنه بذكرياته في
عكا بفلسطين؛ حيث عاش فيها حتى عمر 5 سنوات، فهو أحد ضحايا النكبة.
وكان شاهدا عليها وعلى أحداثها التي تم الإعلان من خلالها عن تأسيس ما يسمى بـ"إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية التاريخية، في آيار/ مايو من عام 1948، وطرد الفلسطينيين من وطنهم.
حنيني الذي خرج مع عائلته خلال التهجير، اضطر إلى التوجه نحو العاصمة اللبنانية بيروت، ومنها إلى حلب في
سوريا. وخلال عام 2011، مع انطلاقة الثورة السورية، بدأ حنيني بهجرة جديدة هرباً من قصف نظام الأسد ولجأ إلى منطقة المخيمات القريبة من قرية أطمة المتواجدة شمال إدلب.
وتحدث حنيني لمراسل وكالة "الأناضول" عن أيام التهجير والألم الذي عاشوه بعد ذلك وآمالهم التي لا تنتهي في العودة. مضيفا بأن "المحتلين الإسرائيليين هاجموا قريته "تل شيحا" في محافظة عكا بالأسلحة الثقيلة".
وتابع: "انهار منزل عمي على رؤوس من بداخله، وقتل 7 أشخاص منهم، ووقتها كان الصهاينة قريبين جدًا من القرية، وخوفًا من ارتكابهم مذبحة، هربنا دون أن نخرج عائلة عمي من تحت الأنقاض. كان ذلك المشهد من أصعب اللحظات في حياتي. لا أستطيع أن أنساه أبدًا".
وتحدث حنيني، عن أن "الذين ارتكبوا مئات المجازر خلال عام 1948 والذين يرتكبون المجازر في غزة عام 2023 هو استمرار لنهج اليهود المستعمرين".
وأضاف: "مشكلتنا الأكبر كانت عدم قدرتنا على قول الحقيقة للعالم، بينما قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعاية خاصة بها بمبالغ كبيرة لتبرير نفسها، ولم يفعل العرب شيئاً".
وأشار حنيني إلى أن "اليهود دمروا قريته، وأقاموا مكانها مستوطنة جديدة، واستوطن المحتلون فيها"، مؤكدا أنه "يحاول أن يغرس في الأطفال والأحفاد رغبة المطالبة بأرضهم الشرعية".
وختم قائلا: "المسجد الأقصى هو القبلة الأولى لجميع المسلمين، لم نيأس أبدا، فكما أن هناك ثورة في غزة، فثمة مقاومة في
الضفة الغربية، أملنا في النصر أقوى، نحن أصحاب الحق، ورغم أننا لم نر استعادة هذا الحق، إلا أننا نربي أبناءنا على المطالبة به".