مع تزايد الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في
سوريا باتجاه الأهداف وشحنات الأسلحة
الإيرانية المتجهة إلى لبنان من خلال الأراضي السورية، زعمت أوساط الاحتلال أن إيران باتت تستخدم محورا جديدا لتهريب هذه الأسلحة عبر
أرمينيا، وهذا المحور هو الذي قد يشير لسبب زيادة عدد الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا في الآونة الأخيرة.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع "
ويللا"، زعم أن "إيران وأرمينيا تتعاونان مع بعضهما البعض، في قضايا تتعلق بسوريا وقضايا أخرى تهم إيران، ومن بين ذلك أن أرمينيا نقلت في عام 2007، صواريخ إلى إيران، تبين لاحقا أنها تستخدم من قبل ميليشياتها في العراق، وقامت بمهاجمة القوات الأمريكية في البلاد، استكمالا لدعم أرمينيا في صراعها مع أذربيجان في إقليم ناغورنو كاراباخ، من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نشاط فيلق القدس في جنوب القوقاز ضد أذربيجان ليس جديدا، ويتجلى على عدة مستويات: نقل الأسلحة، والتدريب، ونقل المعلومات، وغيرها، وقد باتت طريقا لتهريب الأسلحة إلى سوريا، ومن هناك تذهب أيضا إلى لبنان".
وقال إن "أحد المسؤولين عن طرق التهريب هو مهدي صباحاني، السفير الإيراني السابق في سوريا، وهو الآن سفيرها في أرمينيا، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري، كان مسؤولا من بين أمور أخرى، عن تنسيق الإجراءات والسياسات مع النظام السوري وحزب الله".
ونقل عن تقرير لمعهد "ألما" البحثي المتخصص في الدراسات العسكرية للجبهة الشمالية أعده تال باري وألكس غرينبرغ، أن "شحنات الأسلحة الإيرانية تنطلق من مطار العاصمة الأرمينية يريفان، ويبدو أنه بمثابة محطة عبور على طريق التهريب، مع العلم أنه طوال تاريخ أرمينيا، تعاونت مع إيران، وعلى أقل تقدير، غضت الطرف عن سياستها في سوريا، حتى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركة الطيران الأرمنية (llc Flight Travel)، التي أنشئت خصيصا كغطاء للنشاط الإيراني".
وزعم البحث أن "طائرات الشركة الأرمنية لا تنقل عناصر إيرانية للقتال في سوريا فحسب، بل أيضا الأسلحة، وتعمل العديد من رحلات الطيران المكثفة على طول هذا الطريق من خلال شركات إيرانية وسورية، سبق أن فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات صارمة، مشيرا إلى أنهما يسعيان لإخفاء الآثار الناجمة عن نشاطهما الطيراني".
وفي وقت سابق، زعم نوعام أمير المراسل العسكري لصحيفة "
مكور ريشون" أن "ممرات التهريب بين إيران ولبنان تعمل بشكل مستمر، رغم الضربات الأخيرة، لا سيما بمنطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، التي تشهد محاولات إيرانية لاستمرار نقل الأسلحة والذخائر المتطورة من خلال الممر البري من إيران عبر العراق وسوريا وصولا إلى لبنان، ولعل تغيير المسارات باستمرار، يظهر من وجهة النظر الإسرائيلية عزم الإيرانيين على ترسيخ وجودهم في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى تسليح لبنان بالسلاح الذي يكسر المعادلة أمام إسرائيل".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "رغم مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي لاستراتيجية المعركة بين الحروب التي تنفذ نشاطات عملياتية غامضة في الغالب بهدف إحباط نقل كميات من السلاح الإيراني في طريقها إلى لبنان، فإن المعلومات المتزايدة تؤكد أن إيران لا تكف يدها عن هذه المحاولات، بل تتصاعد وتنخفض، تبعا للظروف الميدانية، وقدرتها على البحث عن شقوق في ممرات التهريب، التي بدأت بشكل أساسي من خلال المعابر البرية، وبعد تعرضها لضربات شديدة انتقلت إلى الممرات البحرية".
وذكر التقرير أن "المعطيات الإسرائيلية تؤكد أن هذه الممرات تعمل بشكل مستمر، أحيانا بكثافة عالية أو منخفضة، ولعل مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله مثال رئيسي على ذلك، حيث لم يترك الإيرانيون ممرا إلا واستخدموه بشكل مستمر، مع توفر غطاء مدني ودرع بشري، مع التركيز على حقيقة أنه من الصعب على إسرائيل الحصول على معلومات استخبارية كافية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يأتي فيها الاحتلال على ذكر أرمينيا في إطار عدوانه الإقليمي الجاري في المنطقة، فقد سبق له أن أعرب عن اهتمامه بتطوير العلاقات معها، مع أنه من الناحية الاستراتيجية، فإن أذربيجان أكثر هيمنة من أرمينيا من حيث التجارة في إسرائيل، مع التركيز على واردات الطاقة وصادرات الصناعات الدفاعية، وقبل كل شيء في الجانب الإيراني، ذي الأهمية الحاسمة.
وبغض النظر عن مدى صحة وتضليل هذه المزاعم الإسرائيلية، فإن ذلك يشير إلى أن تكثيف الاستهداف لشحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى لبنان عبر سوريا والعراق، واليوم أرمينيا، لن يصرف إيران عن المضي قدما بتحقيق رغبتها في نقل المزيد من أسلحتها إلى سوريا ولبنان، ما يدل على أن دولة الاحتلال لن تطفئ أضواءها الحُمر في أروقة مخابراتها، ويشير إلى استمرار هذه الحرب لسنوات عديدة.