أصدر قاض
تونسي أوامر ضبط واعتقال دولية بحق 12 شخصا، بينهم مسؤولون سابقون تقلدوا مناصب هامة في الدولة، أبرزهم رئيس الحكومة الأسبق،
يوسف الشاهد، ومديرة الديوان الرئاسي، نادية
عكاشة.
وقالت الناطقة الرسمية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، حنان قداس، إن القاضي المتعهّد بالبحث في قضيتي "تكوين وفاق إرهابي" و"التآمر على أمن الدولة" أصدر بطاقات جلب دولية في حقّ 12 شخصا بينهم رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد، ومديرة الديوان الرئاسي سابقا، ونادية عكاشة، ومعاذ الخريجي، نجل الشيخ راشد الغنوشي، رئيس البرلمان المنحل، وزعيم حركة النهضة.
كما صدرت بطاقات بحق الوزير السابق والقيادي بحركة النهضة لطفي زيتون، وماهر زيد؛ وهو صحفي ونائب سابق عن ائتلاف الكرامة، وعبد القادر فرحات، وعادل الدعداع، وشهرزاد عكاشة، وعلي الحليوي، ورفيق يحي، وكمال القيزاني، ومصطفى خذر.
وملف "التآمر" شمل التحقيق فيه عشرات الأسماء وتمت فيه إيقافات وبطاقات اعتقال منذ شهر شباط/ فبراير الماضي، في الوقت الذي تؤكد فيه هيئة الدفاع عن المعتقلين أنه ملف سياسي.
وتم فتح عدة تحقيقات في ملف "التآمر"، و يقول المحامون إنها وصلت قرابة 5 ملفات وشمل التحقيق فيها شخصيات مقربة من الرئيس قيس سعيد.
وتعرف تونس منذ أشهر حملات اعتقال واسعة في ملفات مختلفة أبرزها التآمر، شملت شخصيات سياسية بارزة ومن الصف الأول من أحزاب مختلفة وحتى محامين.
تطابق البصمة الصوتية للونيسي
في سياق متصل، قال مراد العبيدي محامي الدفاع عن رئيس حركة النهضة بالنيابة، منذر الونيسي، إن الأخير امتنع عن الإجابة عن أسئلة التحقيق احتجاجا منه على إحالة ملفه على قطب مكافحة الإرهاب.
وأفاد المحامي العبيدي في تصريح خاص لـ"عربي 2"، إن الونيسي "أنكر في بداية التحقيق أمام فرقة العوينة التسريبات، مؤكدا أنها مفبركة ولا صحة لها، ليتم إثر ذلك ختم التحقيق ولكن في خطوة غريبة قامت النيابة بالاحتفاظ به 48 ساعة حتى ظهور نتيجة الاختبار الصوتي".
وتابع المحامي: " الذكاء الاصطناعي قادر على استعمال نفس صوت الونيسي في وعاء كلامي موجّه، ومن أجل ذلك اشترطت إضافة طلب في الاختبار المجرى على التسريبات يتمثل في الوقوف على مدى إمكانية الافتعال والتركيب لمقاطع التسريبات، ولكن هذه الاختبارت تقتضي وسائل فنية غير متوفرة لدى الجهات المتعهدة بالملف، وهو ما يظلم الدكتور (الونيسي) في سعيه لإثبات براءته مما يدعى أنه صوته وكلامه".
وكشف المحامي أن منذر الونيسي واحتجاجا منه على نقل ملفه لقطب الإرهاب نفذ إضرابا عن الطعام منذ الجمعة المنقضي وإلى حدود اليوم الثلاثاء، وبإقناع من فريق الدفاع قرر فكه.
وأضاف: "الونيسي تعرض لأزمة حادة على مستوى الكلى ولكنه لم يتلق العلاج السريع، وطلب أيضا الاجتماع بفريق دفاعه ولكن لم يتمكن".
وتم إيقاف الونيسي منذ أسبوع على خلفية تسريب صوتي يظهر تواصله مع الصحفية شهرزاد عكاشة.
ونفى الونيسي بشدة التسريب الذي تضمن حديثا له عن لقاءات جمعته برجال أعمال من جهة سوسة الساحلية لدعمه لأجل عودة حزبه للحياة السياسية وقرب إسقاط الرئيس قيس سعيد.
وتضمن التسريب أيضا انتقادات شديدة من الونيسي لقيادات بحركة النهضة، مقربة من زعيمها راشد الغنوشي.