إننا
نعيش في كوكبٍ فسيحٍ مليءٍ بعوالمه المتعددة -المخلوقات على تنوعها- قد سخّره الله
تعالى منذ خلقه وإلى أن تقوم الساعة، فشق الأنهار والبحار وسخّر لنا ركوبها ورزقنا
منها ما نأكله لحما طرياً، وأجرى السحاب وأنزل الأمطار، وأنبْت الزروع والثمار، وجعل
في الأرض رواسي (جبال) كي لا تميد وتهتز بما عليها، وطوّع الحيوانات لمنفعة بني آدم
من طعام وركوب وزينة..
فانتظم
الكون المُسخّر كما انتظمت العوالم الخارجة عن سيطرة الإنسان: "لا الشمسُ يَنْبَغِي
لَهَا أنْ تُدْركَ القَمَر ولا الليلُ سَابِقُ النَّهار وكُلٌ فِي فَلكٍ يَسْبَحُون"..
الآية، حتى تدخلت أيدي الإنسان وأفسدت ما في الكون المُسخّر له، فاختلّت عجلته
وفسدت طبيعته وارتبكت حركته: "ظَهرَ الفَسادُ فِي البرِ والبَحْرِ بِما كَسبتْ
أيْدي النَّاس".. الآية.
وتراكمت
المصائب وتزاحمت
الكوارث على الكوكب وعلى سكانه في العالم بأسره، بداية من التلوث
الذي بلغ مداه بفعل الدول الغنية صاحبة الشركات العملاقة والتي تتحمل أكثر مما
سواها من المسئولية عن أسباب التلوث وعن أسباب ثقب الأوزون نتيجة للانبعاثات
الكربونية التي تُخلّفها الشركات المملوكة لها. وللأسف فهذه الدول لا تهتم بما
سببته من كواراث ومصائب، بل وتجدها تماطل في الوفاء بأي إلتزامات بيئية واجبة
عليها مخافة أن تنال من الأرباح التي اعتادت عليها..
تغيّر المناخ تغيراً مرعباً وحدثت بعضاً من التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وزادت حرارة الأرض -الاحتباس الحراري- وهي الأجواء المناخية الصعبة التي نعيشها الآن في شهر تموز/ يوليو
وقد
خلّفت الأشعة البنفسجية التي نفذت إلى الأرض نتيجة لثقب الأوزون بعضاً من الأضرار
التي لحقت بالإنسان في مناعته وأهم الحواس لديه (العين)، بل وتسببت في ارتفاع
الإصابة بسرطان الجلد، ولم يسلم الحيوان أو النبات من الأضرار نتيجة التعرض لتلك الأشعة
وأقلّها هو انخفاض القدرة الإنتاجية لهما معا..
وتوالت
النتائج السلبية على كوكبنا نتيجة للأفعال السيّئة من الشركات، فتغيّر المناخ تغيراً
مرعباً وحدثت بعضاً من التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وزادت
حرارة الأرض -الاحتباس الحراري- وهي الأجواء المناخية الصعبة التي نعيشها الآن في
شهر تموز/ يوليو!
ولم
تقف جرائم الدول الغنية بل والفقيرة عند ذلك! بل لقد عمدت إلى اقتلاع الأشجار طمعا
في الأخشاب وفي كسب مساحات من الأرض، ولم تتورع عن تصحير الغابات والتعدي على الأرض
واصطياد الحيوانات بعيداً عن المنفعة الضرورية، ربما للترفيه المحض! فاختل ميزان
التوازن في الكون، وظهرت الأوبئة والأمراض -كورونا نموذجا- ولم يقف الأمر عند ذلك
الحد بل أشعلت الحروب فيما بينها فأكلت الأخضر واليابس. والحروبُ الحديثة مؤلمةٌ
ومدمرة ويومياتها شاهدة على ذلك؛ حرقٌ ودمارٌ وتضييع للثروات التي بدأت مبكراً
مرحلة من النضوب!
والسؤال
الهام الذي يحتاج إلى إجابة شافية:
أين
الدور الاستباقي للدولة المركزية في مواجهة الكوارث التي تحلّ بالكون؟!
أين
الدور الاستباقي في مواجهة المجاعات والتصحر وتحقيق الإكتفاء الذاتي للمحاصيل
الإستراتيجية -القمح نموذجاً-؟؟ وهل سخّرت الدولة مواردها ووضعت خُططها للخروج من
بين سندان الحاجة ومطرقة الأسعار؟!
أين الدور الاستباقي للدولة المركزية في مواجهة الكوارث التي تحلّ بالكون؟!
أين الدور الاستباقي في مواجهة المجاعات والتصحر وتحقيق الإكتفاء الذاتي للمحاصيل الإستراتيجية -القمح نموذجاً-؟؟ وهل سخّرت الدولة مواردها ووضعت خُططها للخروج من بين سندان الحاجة ومطرقة الأسعار؟!
وأين
الدور في مواجهة نقص المياه النظيفة الصالحة للشرب والريّ، وهل سُخّرت الموارد من
أجل أهم عناصر الحياة على الإطلاق -المياه-؟! وهل وضعت الدولة مواردها في خدمة البحث
العلمي ومردوده المنتظر؟ أم أنها وكما تفعل بعض دولنا العربية ذهبت بموارد الأوطان
وثروات الشعوب في تشييد البنايات الشاهقة والقصور الفخمة وإقامة المهرجانات السينمائية
والحفلات الراقصة وشراء لاعبي الكرة بالأرقام الفلكية التي يطير خبرها إلينا في
واقعٍ يندى له جبين الكرامة للعالم الحر؟!
وأين
الدور الاستباقي في حصار الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة من تفعيل المؤسسات
البحثية ودعم العلماء وإقامة المستشفيات المُجهّزة والفِرق الطبية المُدرّبة بأحدث
الإمكانيات؟!.. أم أن الواقعَ أخرج أمراً آخر؟! وأظهر عجزاً مؤلماً في مرافق
البنية التحتية للصحة في بلادنا؟!
وأين ذلك
الدور للدولة التي جمعت كل السلطات في يدها (تنفيذية وقضائية ونيابية) وخلفها
أجهزة الإعلام والصحافة تأتمر بأمرها! أين دورها الاستباقي في التوعية لأي كارثة
بيئية تحديداً بخلاف الكوارث والمصائب الأخرى؛ اجتماعية كانت أو اقتصادية؟!
أين
الدور الاستباقي للدولة المركزية في منع نزيف الدماء بسبب الحوادث على الطرق، كما
فعلت جميع الدول التي سخّرت مواردها لحماية المكون البشري -المخلوق الذي كرمه
الله- وللحيولة دون وقوع أي مصيبة تضر به ولو في المستقبل مع الزيادة الطبيعية للسكان
وكثرة المركبات اللازمة لهم؟!
أين
دور الدولة في التعامل مع الكوارث الكونية التي لا يد لها في وقوعها، مثل الزلازل
والبراكين والفيضانات والأعاصير؟؟ صحيح أنه لا توجد في العالم كله قوة كائنة من
كانت تستطيع أن تمنع مثل تلك الكوارث الخارجة عن قدرات البشر، لكنّ المسئولية على
الدولة المركزية بما تملكه من موارد طبيعية وبشرية وأجهزة استشعار عالية التقنية
أن تجهّز ما يجب عليها من الخطط وتسخّر كل الموارد للتعامل مع أي من هذه الطوارئ، للتخفيف
من آثارها وللحد من كمّ الخسائر التي تقع وأهمها على الإطلاق الخسائر في الأرواح البشرية
لذلك المخلوق الذي كرمه الله عز وجل من فوق سبع سماوات.