انتقد
الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، الخطاب المعادي للاجئين في بلاده، معتبرا أن المواقف
الإنسانية لتركيا والتي ورثتها عن الأجداد، لن يغيرها هوس أي محرض أو تاجر فتنة أو
فاشي، لكنه أكد الاستمرار في محاربة الهجرة غير الشرعية في بلاده.
وخلال
مشاركته، الأربعاء، في مراسم تخريج دفعة من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة، صرح أردوغان،
بأنه استمع إلى حديث رجل سوري يقول على إحدى القنوات: "لجأنا إليكم أنتم إخواننا
للنجاة من مجازر الأسد، فاقتلونا إن كنتم لا تريدونا".
وأضاف
أردوغان: "نحن أمة فتحت أحضانها لكل من ضاقت به الدنيا، فعلنا ذلك في
التسعينيات مع إخواننا العراقيين حين تعرضوا للظلم، وفعلنا ذلك مع إخواننا السوريين
عندما لجأوا إلينا للنجاة بأرواحهم، وفتحنا أبوابنا أيضاً للاجئين الأوكران عندما
نشبت الحرب في بلادهم، وإذا حدث مثل ذلك في دولة مجاورة فسنقوم بواجبنا".
وتابع:
"خطاب الكراهية تجاه المهاجرين لا يليق بالمسلم ولا بالمواطن التركي المسلم،
لأن التعامل مع اللاجئين على حساب اللون أو العرق أو الدين لا يليق بنا".
وأوضح
أن خطة الحكومة التركية واضحة جدا، والتي تتمثل بعدم المساومة على أمن
تركيا أو
وضع المواطنين في مشاكل، من خلال إنتاج حلول دائمة لمشكلة الهجرة غير النظامية
بسياسات واقعية.
وصرح الرئيس التركي أنه مع استمرار "الهجمات الإرهابية" في سوريا والعراق، سيستغرق عودة اللاجئين إلى ديارهم وقتًا أطول من المتوقع.
وبيّن: "حتى الآن نقوم ببناء نحو 500 ألف منزل هناك (المناطق المحررة من الإرهاب شمال سوريا)، ستزداد العودة الطوعية والكريمة مع استمرار استتباب الأمن والاستقرار".
ومضى بالقول: "رأينا هذا الأمر في شمال سوريا، فقد عاد نحو 600 ألف سوري للأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة بعد تطهيرها من الإرهاب".
واستطرد أردوغان: "بفضل مشروع بناء منازل الطوب الذي نسيّره بقيادة منظماتنا المدنية، وفرنا مساكن لـ90 ألف أسرة".
وقال: "نهدف لإعادة 240 ألف أسرة أي ما يعادل مليون سوري إلى بلادهم من خلال المشروع السكني الذي وضعنا حجر أساسه قبل نحو شهرين".
وشدد الرئيس التركي على "استمرار مشروع إنشاء المساكن الدائمة الذي يسيّر بتمويل من قطر".
وجاءت
تصريحات الرئيس التركي بعد يوم من تأكيد وزير الداخلية علي يرلي كايا، استمرار محاربة
الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن الحكومة التركية أصدرت تعليمات صارمة لملاحقة
المهاجرين غير الشرعيين، وبشكل خاص في مدينة إسطنبول.
أثارت
الحملة التي أطلقتها وزارة الداخلية التركية ضد المهاجرين غير النظاميين غضبا
واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعت شخصيات عربية الحكومة التركية إلى
إيقاف ترحيل السوريين الطرف الأكثر تضررا من الحملة.
وتصاعدت
عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا إلى مناطق الشمال السوري خلال الأسابيع
الماضية، في سياق تكثيف أنقرة حملتها ضد المهاجرين غير النظاميين، بمختلف المدن
التركية.
وسبق
أن أكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أن بلاده تكافح المهاجرين غير
النظاميين، مضيفا أنه أصدر تعليمات لملاحقتهم في عموم تركيا، وأن أعدادهم ستنخفض
بشكل ملحوظ خلال 4 أو 5 أشهر.