تتواصل حالة التوتر بين دولة
الاحتلال ولبنان، على خلفية نصب
حزب الله خيمتين على
الحدود، أزال إحداها الأربعاء الماضي، وهناك من يرى في الأوساط الإسرائيلية أن مواجهة محدودة تعتبر فرصة لإعادة قواعد اللعبة، في الوقت الذي قدمت فيه الولايات المتحدة مقترحا لحل الأزمة.
وكشف تقرير عبري، أن مقترحا قدمته الإدارة الأمريكية، يشمل إقدام حزب الله على تفكيك الخيمة، مقابل توقف سلطات الاحتلال عن بناء سياج حدودي وعائق أمني بمحاذاة
قرية الغجر اللبنانية.
وذكرت القناة 12 العبرية، أن حزب الله قدد يوافق على تفكيك الخيمة إذا ما أوقف الجانب الإسرائيلي عمليات بناء الجدار في الغجر.
أمير بار شالوم الخبير العسكري في موقع "
زمن إسرائيل"، ذكر أن الأيام الأخيرة شهدت إفساح المجال لأكبر قدر ممكن من المناورة السياسية لحل أزمة خيام حزب الله بهدوء، لإعطاء وقت للعمل الدبلوماسي.
وتعمل الأمم المتحدة بنشاط كبير في هذا الشأن، وقد التقى قائد قوة اليونيفيل في لبنان بقائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، وطلب مزيدا من الوقت للتحدث مع الحكومة اللبنانية.
ورأى أن موافقة حزب الله على إخلاء إحدى الخيمتين علامة على الرغبة في حلّ الأزمة، وهي رسالة تحاول الأمم المتحدة إيصالها لتل أبيب التي تنتظر النتائج.
وذكر أن تل أبيب تتجنب حتى الآن المواجهة المفتوحة مع حزب الله، مشيرا إلى أن الوسيطة بين الطرفين سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا، أبلغت رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مؤخرا بأن "إسرائيل" غير معنية بمواجهة عسكرية بشأن
الخيام.
ونقل عن أوساط أمريكية أنه كلما كانت الرسائل الرسمية أكثر هدوء، وقلّل الحزب وجوده في المنطقة، كان من الأسهل حل الأزمة بهدوء، علما بأن مصطلح "الصراع العسكري" الذي تكرر جاء صراحة، دون أن يذكر ضد من: الدولة اللبنانية أم حزب الله.. ما يعني أن الحدّة الإسرائيلية في الرسالة لم تكن مصادفة، وتتعلق مباشرة بكلمات وزير الحرب.
وأصيبت تل أبيب بصدمة من حرب لبنان الثانية التي حُددت فيها للقتال ضد الحزب فقط، دون القدرة على اقتناص ثمن من الدولة اللبنانية، ما تسبّب في خلط الحرب، وإطالة أمدها.
وزعم الخبير العسكري، أن الرسالة الإسرائيلية تجاه الحزب جاءت قاسية ومركّزة للغاية، وفي الصراع القادم، فإن الدولة اللبنانية ستتحمل المسؤولية، وهي التي ستتأذى، إضافة للحزب، وفي المصطلحات الإسرائيلية يطلق عليها "عقيدة الضاحية" على اسم الحي الأمني في جنوب بيروت حيث قيادة الحزب المستهدف في 2006، ويضمّ عشرات الأبنية، دمره القصف الجوي في الأيام الأخيرة من حرب لبنان الثانية.
وأشار إلى أن "الحزب قد يختار سلّماً للنزول عن الشجرة الطويلة التي تسلّقها، وحقق إنجازا في الساحة اللبنانية الداخلية، وإذا لم يحدث ذلك فهناك من يرى في "إسرائيل" صراعا محدودا حول الخيام فرصة لإعادة تشكيل قواعد اللعبة، التي بدأت بهجوم مجدّو، مرورا بحقل كاريش، وإطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني.
ورأى أنه ليس عبثا أن حزب الله اختار العمل مجدداً بمنطقة الحدود، لأنه كلما دخل في مأزق ما، يذهب هناك، والمأزق الحالي هو العقبة التي تبنيها إسرائيل على طول الخط الأزرق، وقد تم استبدال حاجز خرساني مرتفع مدمج بأنظمة إنذار ومراقبة متقدمة بسياج الأسلاك الشائكة، تماما مثل جدار غزة الذي استهدف أنفاق حركة حماس.
في الساحة الداخلية، يمكن الحديث عن أزمة خيام حزب الله على الحدود اللبنانية الفلسطينية بأنها مناسبة لتعزيز صورته كمدافع عن مصالح الدولة اللبنانية، حيث يرى الحزب أن هذه المنطقة تعتبر مريحة له من الناحيتين: السياسية والعملياتية، فيما يسعى الاحتلال الآن لتكريس هذا المبدأ، وقد لا يستغرق الأمر شهورًا، لأنه بغض النظر عن نوع الحلّ المرتقب: دبلوماسيًا أو عسكريًا، فسنكون أمام نهاية قريبة لهذه الأزمة.