كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، معلومات مثيرة عن المستوطنة
المختطفة منذ شهور في
العراق، من قبل مجموعة محسوبة على الحشد الشعبي الموالي لإيران.
رونين بريغمان خبير الشئون الأمنية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" كشف أن الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف تسوركوف خضعت مؤخرًا لعملية جراحية طارئة في ظهرها ببغداد، والتقييم الإسرائيلي أن قضيتها لن تحلّ قريبًا، وإطلاق سراحها غير متوقع.
وزعم أن
الاحتلال لن يجري مفاوضات مباشرة، ولن يدفع مقابل إطلاق سراحها، كما في حالات خطف إسرائيليين سابقة، محمّلة الحكومة العراقية مسؤولية سلامتها، رغم أنه منذ العلم باختطافها، وبعد أيام قليلة من وقوعه، تجري مفاوضات هادئة في محاولة للإفراج عنها عبر عدة قنوات، بما في ذلك مع روسيا والولايات المتحدة وقوى أخرى، وقد تم استلام خطاب من تسوركوف، وورد فيه أنها بحالة جيدة.
ونقل في
تقرير ترجمته "عربي21" عن مسؤول سياسي كبير أن "وصول تسوركوف للعراق "مأزق خطير"، زاعما أنها ليست عميلة إسرائيلية، بل هاجرت لإسرائيل في الرابعة من عمرها من سان بطرسبرغ، وعاشت مع والديها في كيبوتس استيطاني، انتقلوا لاحقًا لمستوطنة غوش عتصيون، وشاركت في مظاهرات ضد اتفاقيات أوسلو، وعندما اغتيل إسحاق رابين رقصت مع رفاقها فرحاً، وهي تتحدث العبرية والعربية والروسية والإنجليزية، وخلال خدمتها العسكرية قابلت نشطاء حقوقيين عرب عبر شبكات التواصل، وخضعت لتغيير كبير في مواقفها".
وأوضح أن "تسوروكوف درست العلاقات الدولية والاتصالات بالجامعة العبرية، ثم دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، والعلوم السياسية بجامعة شيكاغو، وفي السنوات الأخيرة انخرطت ببرنامج دكتوراه في العلوم السياسية بجامعة برينستون، وباحثة بمنتدى التفكير الإقليمي بإسرائيل، ومعهد نيولاينز بواشنطن، ورغم أنها تعيش في تل أبيب لكن صفحتها على الإنترنت تزعم أنها تعيش في اسطنبول".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي للصحيفة أشار أن "تسوركوف بين أعوام 2006-2008 عملت مساعدة للوزير ناتان شارانسكي ذو الأصول الروسية، الذي زعم أنه عرفها منذ سنوات عديدة، وواضح أنها ليست جاسوسة لأمريكا أو روسيا أو إسرائيل، لأنها قامت بعمل بحث أكاديمي، وسبق لها أن سافرت لدول معادية مثل مخيمات في سوريا، واحتجزت مع نساء داعش اللائي قابلتهن، وكانت في العراق عشر مرات، ودخلت دائمًا بجواز سفر أجنبي، ورغم أنها ناشطة على وسائل التواصل، لكنها لم تنشر أي منشورات منذ 21 مارس".
موقع كريديل الأمريكي كشف أن "تسوركوف دخلت المنطقة الكردية في العراق، واختطفت من منزل في حي الكرادة ببغداد في 26 مارس، وقد عرف الخاطفون من حيث المبدأ أنها إسرائيلية، وكنا على اتصال وثيق مع عائلتها منذ بداية الأحداث، مع ظهور مخاوف أن تكون وصلت لإيران، دون توفر ما يشير لذلك، لأن بعض المنظمات العراقية لها ارتباط وثيق بإيران، كتائب
حزب الله هي الأبرز بينها، وإذا تبين أن خطفها وثيق الصلة بإيران، فسيكون ذلك تدهوراً خطيراً في حرب الظل الطويلة بين إسرائيل وإيران ووكلائها في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "حزب الله العراقي وثيق الصلة بالحرس الثوري الإيراني، وفي 2019 أطلق صواريخ على قاعدة في العراق مما أسفر عن مقتل موظف أمريكي في شركة مقاولات دفاعية، والقناة الوحيدة التي يبدو أن فرصتها ضئيلة هي من خلال الحكومة العراقية، رغم أنه منذ اغتيال قاسم سليماني تراجع تأثير إيران على الحزب، ويحاول خليفته إسماعيل قآني الاقتراب منهم، لكنه يفشل، لذا فإن القناة الروسية الإيرانية ليست فعالة".
يارون بلوم، المنسق السابق لشؤون الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ذكر أن "الموضوع حساس، ومن الطبيعي أن نسمح للسلطات المعنية في إسرائيل بالعمل من أجل إطلاق سراحها، ومن الواضح للجميع أن الإسرائيليين يشكلون خطرًا على أنفسهم وحياتهم عندما يدخلون دولًا معادية، حتى باستخدام جوازات سفر أجنبية، ويخلقون مشاكل غير ضرورية للدولة خلال انتهاكهم القانون الجنائي، ومن الواضح أن الدولة ستفعل كل شيء لإطلاق سراحها".
جهود لإطلاق سراحها
تبذل حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر أذرعها المختلفة، جهودا كبيرة متواصلة من أجل إطلاق سراح المستوطنة، إذ أكد بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن المستوطنة إليزابيث تسوركوف، المحتجزة في العراق منذ أربعة أشهر، ما زالت على قيد الحياة، زاعما أن "المستوطنة المختطفة أكاديمية زارت العراق، مستخدمة جواز سفرها الروسي".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية "كان"، أن "تسوركوف مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي ومعروفة كباحثة في الشؤون السورية ومعلقة على شؤون الحرب الأهلية التي اندلعت هناك في عام 2011، وهي تحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، وكانت تزور العراق وفعلت ذلك في مرات سابقة بوصفها مواطنة روسية، وذلك للقيام بأبحاثها"، وفق قولها.
وكشفت "كان"، أن "إسرائيل طلبت من عدة دول من بينها روسيا والولايات المتحدة المساعدة على إخلاء سبيل الإسرائيلية تسوركوف المحتجزة منذ أربعة أشهر لدى حزب الله في العراق دون أن يعرف عنها أي شيء".
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير مطلع، أن "إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لإعادة المختطفة إليزابيث تسوركوف، وهي إسرائيلية روسية، محتجزة كرهينة منذ أربعة أشهر في العراق، لافتا إلى أن "الجماعة التي اختطفت تسوركوف كانت تعرف مسبقا أنها إسرائيلية"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وقال المسؤول، إن "إسرائيل تتابع هذه القضية منذ بعض الوقت، وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادتها إلى منزلها، وسنتخذ الإجراءات المناسبة".
وأضاف: "العراق يعتبر رسميا دولة معادية، والقانون الإسرائيلي يمنع الإسرائيليين من السفر إلى العراق، حتى لو كانوا يحملون جنسية أخرى"، منوها إلى أن "هذه ليست زيارتها الأولى للعراق ولا إلى دول أخرى تنطوي على مخاطر".
وأكد أن "إسرائيل تستكشف عدة طرق وتفكر في خيارات مختلفة لتأمين إطلاق سراح تسوركوف"، وقال: "نتطلع إلى وضع طرق لمنع حدوث مثل هذه الحوادث مرة أخرى في المستقبل، وسنتخذ إجراءات بشأن هذا في المستقبل على مستوى الحكومة".
وأوضح مكتب رئيس الوزراء أن "إليزابيث تسوركوف أكاديمية دخلت العراق في آذار/ مارس المنصرم بجواز سفرها الروسي وبمبادرة منها، من أجل أطروحة الدكتوراه والبحث الأكاديمي لجامعة برينستون في الولايات المتحدة".
وفي تصريح أدلى به المجلس الإقليمي الاستيطاني في الضفة الغربية "غوش عتصيون"، أكد أن المختطفة الإسرائيلية المحتجزة في العراق، تقيم منذ فترة طويلة في مستوطنة "كفر إلداد" قرب بيت لحم في التجمع المعروف إسرائيليا بـ"غوش عتصيون" منذ فترة طويلة.
وأوضح المتحدث باسم المجلس الإقليمي الاستيطاني، أنهم على اتصال مع والدة إليزابيث، وهي أيضًا من سكان "كفر إلداد"، مشددا على ضرورة تجنب نشر أي تفاصيل غير ذات صلة بسبب حساسية الموقف.
وعبر رئيس بلدية "غوش عتصيون" ورئيس مجلس "يشع" الاستيطاني، شلومو نئمان، عن أمله في أن يتم "الإفراج السريع عن إليزابيث".