كاتب إسرائيلي قال إن عملية
جنين نسخة مكررة عن عمليات
غزة والحديث عن انتصار
مجرد وهم
رغم أن نسبة 21 بالمئة فقط من الإسرائيليين رأوا أن
العدوان على مخيم
جنين كان فاشلا، مقابل نسبة كبيرة رأت أنه جيد، إلا أن أصواتا داخل دولة
الاحتلال
تحذر من أنهم أمام استنساخ لنموذج غزة في قلب الضفة الغربية.
عفيف
أبو مخ الكاتب في موقع "
واللا" ذكر أن "دولة الاحتلال انتهت قبل
أيام من تنفيذ عدوان قصير في مخيم جنين بمهاجمة الجيش لأهداف عسكرية من الجو والقوات
البرية، ورغم أن 47% من الإسرائيليين زعموا أنها عملية "جيدة" مقارنة بـ21٪
اعتقدوا خلاف ذلك، ورغم أن العملية أسفرت عن سدّ الفجوة بين حزبي الليكود والمعسكر
القومي لصالح الأول، فإن من المستحيل تجاهل حقيقة أن هذه العملية انتهت بكبسة زر،
وأننا في الطريق لنسخة مكررة من العمليات العسكرية التي رأيناها في الماضي في غزة".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "نتائج
العدوان في جنين تطرح السؤال على كل إسرائيلي: هل نحن في الطريق لاستنساخ نموذج
غزة إلى الضفة الغربية، والبدء في الانتقال من عملية إلى عملية كما يحدث في الجبهة
الجنوبية؟.. وهذا هو الحل الذي تسعى إليه دولة الاحتلال، مع العلم أن الإسرائيليين
مطالبون بألا يستعجلوا ويصابوا بالعمى، لأن العملية ببساطة أظهرت عدم تناسق بين
الجانبين، فنحن أمام دولة بجيش قوي أمام شباب فلسطينيين، كل ما يعرفون هو أنهم
يواجهون احتلالا إسرائيليا، مع سلطة فلسطينية ضعيفة، لا وجود لها على الأرض".
وأشار
إلى أن "ما يجب أن يقال هو أنه حتى في 2023، ليس لدى إسرائيل أي حلّ تقدمه للوضع
في الضفة الغربية، مثلما لا علاقة لها بقضية غزة، والقضية الفلسطينية التي كان
ينظر إليها في الماضي بأنها قابلة للحلّ، تزداد تعقيدًا، وتكاد تكون غير قابلة
للحل مع مرور السنين، وهذا هو السبب الذي يجعل جزءًا كبيرًا من الشباب الفلسطيني،
وفقًا لعدد غير قليل من الاستطلاعات، يدعمون حلّ الدولة الواحدة، ويتخلون عن حلّ
الدولتين، ناهيك عن أن بعض الدول العربية توجهت للتطبيع مع إسرائيل، دون انتظار قيام
الدولة الفلسطينية".
وأوضح
أنه "في نفس الوقت، كل من يسارع للاحتفال بعملية "بيت وحديقة"،
ويصفها بأنها الحل النهائي للوضع المعقد في الأراضي المحتلة، لا يفهم أنها ليست أكثر
من حبة مضاد حيوي لمرض عضال، وكل التصريحات التي نسمعها ليلا ونهارا من مختلف
السياسيين الإسرائيليين حول "إدارة الصراع"، أو "سحق السلطة
الفلسطينية"، خالية من المضمون، بل تسعى لإدامة الصراع، وتوسيع دائرة الخسائر
في كلا الجانبين، والنتيجة هي الفشل في تحمّل المسؤولية عن هذا السلوك النموذجي
لعدد كبير من السياسيين الإسرائيليين".
وحذّر من أن "الإسرائيليين مطالبون بعدم التساوق بشكل مضاعف بشأن الاحتفالات التي
نراها في الأيام الأخيرة من السياسيين اليمينيين المتطرفين من نتائج العدوان على
جنين، وكأن الحل الذي ينتظرونه منذ سنوات تمّ العثور عليه أخيرًا. يجب أن نتذكر في
نهاية المطاف أن أقوى جيش في الشرق الأوسط دخل مخيما صغيرا للاجئين في الضفة
الغربية، وليست عملية مذهلة لقصف مفاعل نووي لدولة معادية، ما يستدعي التوقف والتفكير
للحظة: هل هذه السياسة التي نريدها في الضفة الغربية؟".
وأكد
أن "عودة سيناريوهات العمليات العسكرية المتكررة في غزة، وانتقاله إلى الضفة
الغربية، لن يمنح دولة الاحتلال أي سيطرة على الأوضاع على الأرض، والنتيجة
النهائية لسياستها بإضعاف السلطة الفلسطينية تمثلت في التعزيز المتوقع لحماس، أولاً
في غزة، والآن في الضفة الغربية، ومن لم يرغبوا بالتحدث مع أبي مازن، اضطروا لمحاورة
حماس، وتسليمها حقائب من المال، وسرعان ما سيكرّر استراتيجية الجولة العسكرية تلو
الجولة مع مدن الضفة الغربية".
وختم
بالقول إن "المزاعم الاسرائيلية الأساسية بتسمية ما يحصل عقب كل عدوان
انتصارًا، تنمّ حقيقة عن عمى فعلي، لأن كل شيء سيعود لطبيعته خلال فترة قصيرة من
الوقت، ما يستدعي البدء بالتفكير في الترويج لخلق أفق سياسي قد يمنح الشباب
الفلسطيني نوعًا من الأمل، دون أن نلاحظ أن مفردات مثل "المفاوضات
السياسية" أو "السلام مع الفلسطينيين" أصبحت مرادفة لشيء فظيع
وجذام لا ينبغي الاقتراب منه، ناهيك عن ما قد يحدث لمن يجرؤ من الإسرائيليين على الاعتراف
بأن هناك احتلالًا".