كشفت صحيفة عبرية عن تفاصيل جديدة بشأن الأسلحة المتقدمة، التي استخدمها جيش
الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه البري والجوي على
جنين ومخيمها، إلا أن ذلك لم يمنع التعليقات في الصحافة العبرية عن فشل العملية في جنين.
وأكدت "
يديعوت أحرنوت" في تقرير لها أعده يوآف زيتون، أن جيش الاحتلال استخدم في العدوان على مخيم جنين، "طائرات بلا طيار انتحارية من نوع "ماعوز"، وهذا هو الاستخدام العملي الأول لها".
وقالت: استخدمت وحدتا "دوفدفان" و"ماجلان" التابعتان للجيش،
طائرات مسيرة انتحارية من صنع "رافائيل"، وتحتوي على كمية صغيرة من المتفجرات، من أجل ضرب أهداف للمقاومة في محيط المخيم.
وذكر جيش الاحتلال، أنه "ليس من المستحيل أن يتم مهاجمة المقاومين في المرات القادمة في معالقهم؛ من أجل تصفيتهم بهذا النوع من الطائرات الانتحارية".
ونوهت الصحيفة إلى أنه "في السنوات الأخيرة، كان هناك تأخير في تسليم أحدث الطائرات بدون طيار إلى الجيش الإسرائيلي، وقد تم تجهيز وحدات النخبة بها في العام الماضي، وفي كثير من الحالات تم استخدامها تقريبا، لكن الضوء الأخضر لم يكن كذلك، حتى هذا الأسبوع".
ولفتت إلى أن الطائرات بدون طيار المذكورة، تدور بهدوء حول الأزقة أو داخل المباني، ويمكن أيضا تشغيلها بشكل مستقل، وهي تنفجر على الهدف بدقة كبيرة وقاتلة دون تعريض جنود الاحتلال للخطر.
وزعم أن ضابط كبير في محادثة مع "يديعوت أحرونوت"، أن "العملية كانت ضد بنى تحتية كبيرة للمقاومة في جنية، وتم تحديدها وتدميرها" على حد قوله.
وشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا وبريا على مدينة جنين ومخيمها الاثنين الماضي، استمر 48 ساعة، نفذت خلالها طائراته غارات جوية مكثفة على أهداف فلسطينية، وسط مشاركة المئات من جنود الاحتلال بالعملية الأعنف منذ 21 عاما.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 12 شهيدا، بينهم خمسة أطفال، وأكثر من 140 إصابة، بينها نحو 30 إصابة حرجة.
فشل محرج
على جانب آخر، رصدت "عربي21" سلسلة من الشهادات الإسرائيلية التي تكشف الإحباط واليأس من القدرة على القضاء على المقاومة في جنسن.
وزعم يوحاي عوفر الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة مكور ريشون أن "جنين ما زالت عاصمة الهجمات المسلحة، لأن العمليات الأخيرة ذكّرت أجهزة الأمن كم أن هذه المدينة والمخيم قابلة للانفجار وخطرة، وجعلها تتحول إلى أحد الأهداف الأكثر سخونة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية".
وأوضح أن "جنين من أخطر البؤر المعادية للجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهي مصنع الإنتاج على الدوام للخلايا العسكرية منذ الانتفاضة الثانية، من خلال الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، التي تحولت مع مرور الوقت لأحداث عادية لدى الإسرائيليين، ما أوقع في صفوفهم خسائر بشرية كبيرة".
أما يوآف زيتون الخبير العسكري لصحيفة
يديعوت أحرونوت، فأشار إلى دعوات جديدة أطلقها قادة اليمين الذين زعموا أن الدولة بحاجة لعملية مكثفة، ليس فقط في جنين، بل في كل الضفة، لأن الوضع يزداد سوءًا، وهناك المزيد والمزيد من الهجمات، مدّعيا أن معجزة فقط تمنع وقوع قتلى إسرائيليين كل يوم، حتى تحولوا على طرق الضفة الغربية "مثل البط في ميدان الرماية".
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع
ويللا، اعترف أنه "رغم ما تبذله قوات الاحتلال من عمليات ملاحقة مكثفة على مدار الساعة للخلايا المسلحة في الضفة، لكنها لم تنجح حتى الآن في كبح جماح هجماتها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "عددا من الساسة الإسرائيليين انتقدوا أداء الجيش في جنين، ودعوه لعملية سور واقي 2 لإعادة الهدوء، لكن التخوف يكمن من الجرأة الفلسطينية لتنفيذ هجمات معقدة، رغم التقدير الإسرائيلي أن عمليات الجيش ليست رادعة، لأن المسلحين يعيدون تشكيل الواقع في جنين انطلاقا من مخيم يضم حاليا مئات المسلحين، يقسمون أنفسهم إلى فرق ذات أدوار مختلفة، وبين حين وآخر يقيمون مسيرات واستعراضا للقوة في ساحة المخيم، أو نادي الأسرى، أو الصالة الرياضية، ومن التوثيق الميداني يتضح أن لديهم أجهزة اتصال بعيدة المدى، والكثير من الذخيرة لأنواع مختلفة من البنادق، ومسدسات، ومعدات الرؤية الليلية".
وكشف عن "وجود تخوف حقيقي دائم لدى جيش الاحتلال من تنفيذ عملية واسعة النطاق في قلب مخيم اللاجئين".
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، قال في مقال على موقع
زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" إن "المستوى السياسي الإسرائيلي قرر غالباً تفضيل أسلوب العمليات الدقيقة الموضعية في جنين، ضمن ما يسميها الجيش سياسة "جز العشب"، وهي سياسة ثبت فشلها على المدى البعيد، رغم أنها توقف الهجمات، وتحبطها، مؤقتاً، ليس أكثر".