كشفت صحيفة "
فايننشال تايمز" أن
روسيا نشرت في حربها ضد أوكرانيا
مسيرات ينتجها مصنع للمسيرات تدعمه
إيران.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21"؛ إن الشراكة السرية الروسية مع إيران شملت على تعاون لإنشاء
مصنع جديد بمنطقة تتارستان، حيث حولت موسكو مصنعا للمسيرات الزراعية من أجل دعم الجهود الحربية في أوكرانيا.
وأنتجت شركة ألباتروس التي تقع في مركز رئيسي للتعاون الروسي- الإيراني مسيرات استطلاع للرئيس فلاديمير بوتين، وشملت 50 منها للعمليات القتالية في شرقي أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن المصنع يقع في مركز الشراكة التكنولوجية مع طهران، التي حاولت موسكو الاعتماد على خبراتها في إنتاج مسيرات محلية الصنع، وتعزيز قدراتها من أجل دعم غزوها والتحايل على العقوبات الأجنبية.
وتضيف الصحيفة أن النشاطات في المنشآت الروسية قد زادت في الأشهر الأخيرة، حيث أعلن المجمع التجاري الذي يوجد فيه المصنع عن حملة تجنيد للمهندسين في مجال المسيرات، وعاملين يتحدثون بالفارسية لترجمة "الوثائق الفنية"، حسب الإعلانات المنشورة على منصات التواصل الإجتماعي.
واختصت "ألباتروس" في الماضي بالتكنولوجيا الزراعية، حيث أقامت مصنعها في داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة "ألابوغا" بتتارستان، وهو موقع تزعم الولايات المتحدة أنه مركز لجهود الدعم الإيراني لروسيا، وتطوير قدراتها في مجال تكنولوجيا المسيرات.
ولفتت الصحيفة إلى بيان سابق للإعلام الروسي الرسمي، كشف أن الشركة زودت الجيش الروسي بـ 50 مسيرة من نوع "أم5"، وهي مسيرات تشبه تلك المصنعة في مصنع ألابوغا.
وكانت "إيروورز" وهي مجموعة لرصد النزاع، رصدت عدة إعلانات لوظائف في مجال المسيرات، وتطلب من المتقدمين معرفة" عمليات الهندسة العكسية". المتعلقة بصناعة المسيرات.
وفي حزيران/ يونيو، نشر البيت الأبيض صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية، حددت بنايتين في ألابوغا باعتبارهما جزءا من محاولات إيران مساعدة موسكو على زيادة قدراتها في مجال الطائرات المسيرة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: "نحن أيضا قلقون من أن روسيا تعمل مع إيران لإنتاج المسيرات من داخل روسيا".
وحددت "فايننشال تايمز" و"إيروورز" ألباتروس بأنها الجهة التي تقوم بإنتاج المسيرات، وفي واحدة من هاتين البنايتين.
وتتطابق تصريحات ألباتروس بشأن مساحة الأرضية في هاتين المنشأتين مع الأبعاد الرسمية في واحدة منهما، كما أن العنوان الذي وضعته الشركة على موقعها يتطابق على ما يبدو مع الموقع الذي حددته الولايات المتحدة.
وقال صمويل بيندت، الخبير في مركز التحليل البحري: "لو أرادت روسيا القيام بعمل سري مع إيران، فهذا موقع مفيد، فهو قرب نهر يصب في الفولغا، ولهذا تستطيع نقل قطع الغيار عبر السفن وسرا من إيران.
وزودت إيران روسيا بمئات من المسيرات الانتحارية "شاهد"، التي تم إطلاقها على شكل أسراب باتجاه الأحياء والبنى التحتية الأوكرانية. وفق الصحيفة.
وبحسب الاستخبارات الأمريكية، فقد صنعت روسيا مئات المسيرات الإيرانية. وزعم البيت الأبيض أن "ألابوغا" هو منطقة صناعية في توسع مستمر، حيث سيصبح مصنعا إيرانيا- روسيا للمسيرات، في حالة عمل كاملة ببداية العام المقبل.
وتظهر الصور ولقطات الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي الروسية، أن الباتروس أنتجت بعض الطائرات بدون طيار في كانون الثاني/يناير.
وتصف الشركة نفسها بأنها مصنعة للمسيرات التجارية ولأغراض زراعية والتصوير. إلا أن إيليا فرونكوف، المؤسس المشارك للشركة، اعترف في مقابلات بأنها تقوم بإمداد المسيرات للجيش.
واعترف فرنكوف بشراء لدائن كربونية من شركة ألياف في مجمع ألابوغا، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها لاحقا نظرا لبرامجها مع الجيش.
وقال فورونكوف؛ إن 70% من مكونات ألباتروس هي روسية الصنع، وأن البقية مثل المحركات مصدرها الصين.
ونقلت الصحيفة عن خبير بمركز التحليل البحري قوله؛ إن برنامج إيران للمسيرات يتطور بشكل ثابت منذ التسعينيات، ولدى الإيرانيين تكنولوجيا ناضجة ومجربة.
وتتراوح المسيرات الإيرانية بين تلك المكلفة التي تستطيع التحليق بعيدا، والصغيرة التي لا تستطيع التحليق أبعد من 100 كيلومتر، وهي صناعة متقدمة بشكل ما.
ووفقا للصحيفة، أمدت إيران الطائرات المسيرة إلى الجماعات الوكيلة عنها والدول الشريكة لها منذ بداية العقد الأول للقرن الحالي، إما عبر نقل الطائرات أو إرسال المكونات لتجميعها.
وفي عام 2022، أنشأت إيران مصنعا للمسيرات في دوشانبه، عاصمة طاجيكستان. وأنتج المصنع مسيرة خفيفة من نوع أبابيل-2 التي لم تر في أوكرانيا.