تعتزم حكومة
الاحتلال بناء بؤر استيطانية جديدة في القدس المحتلة، تتضمن طرد البدو
الفلسطينيين من
عرب الجهالين الذين يعملون في مجال الرعي، ويعيشون في أكواخ صغيرة في المنطقة E1 بالضفة الغربية، ويتعرضون لقيود مفروضة صارمة للغاية على حياتهم.
ويقول عرب الجهالين إنهم يتعرضون لطرد متكرر من سلطات الاحتلال، حتى إنها لا تسمح لهم بإقامة حفل زفاف أو جنازة أو أي شيء، ولا يسمح لهم بدخول المنطقة بزعم أنها منطقة تدريبات عسكرية، وفي الوقت ذاته يُمنعون من البناء أيضًا فيها.
لكن الأخطر أن حياتهم قد تصبح أكثر صعوبة في القريب العاجل، لأنه وفقًا لخطة البناء الاستيطانية المجمدة التي قد تدخل حيز التنفيذ قريبًا، سيتم بناء 3500 وحدة في منطقتهم السكنية "E1".
تاني غولدشتاين مراسل موقع
زمن إسرائيل، قال في تقرير ترجمته "عربي21" أنه بحسب الخطة سيتم
ترحيل المئات من عرب الجهالين القاطنين داخل منطقة E1، وربما الآلاف منهم ممن يعيشون قرب المنطقة.
وقبل أسبوعين كان يفترض إجراء مناقشة في المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية في الضفة الغربية على مخطط البناء في E1، لكن المناقشة ألغيت، فيما وعد الوزير بوزارة الحرب بيتسلئيل سموتريتش بأن الخطة سيكون تنفيذها في الطريق، وقد طلبت سلطات الاحتلال منهم الانتقال إلى مناطق "أ و ب"، حيث رام الله والعيزرية.
وأوضح أن "عرب الجهالين يعيشون في المنطقة المحيطة بمعاليه أدوميم، وتعتبر E1 جزءًا منها، وفي الخان الأحمر خارج E1 على الجانب الآخر، وتشير الأدلة التاريخية إلى أنهم عاشوا حتى الخمسينيات في النقب، ثم تم ترحيلهم، لكنهم اليوم لا توفر لهم سلطات الاحتلال الخدمات الأساسية، باستثناء إمدادات المياه المحدودة، ولأنهم في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، فإنهم لا يتلقون خدمات من السلطة الفلسطينية، كما تنتج الكهرباء بكميات قليلة جدًا في المولدات ومجمعات الطاقة الشمسية؛ ويشترون المياه في صهاريج من الحفارات، أو يضخون من الآبار في الصحراء".
ونقل عن أهالي الجهالين قولهم: "نحن نلعب مع الاحتلال لعبة القط والفأر، نحن نبني وهو يدمر، ثم نبني في مكان آخر، أما المستوطنون فيأتون هنا، ويبنون مستوطنة غير قانونية، لكن لديهم مدرسة وعيادة وفرقة إطفاء وكنيس يهودي، وفي نفس الوقت يقومون بترحيلنا".
وأشار إلى أن "مساحة E1 تبلغ سبعة آلاف دونم بين معاليه أدوميم والقدس المحتلة، وبين بلدتي أبو ديس والعيزرية، وتقع معظم المنطقة على أراضي مملوكة لقرى العيسوية وعناتا، وفي السبعينيات تمت مصادرة معظم الأراضي، وأصبحت أراضي للدولة، ويؤكد الفلسطينيون أن بعض الأراضي لا تزال ملكهم، أما بالنسبة لليمين الإسرائيلي فإن البناء في هذه المنطقة هدفه استراتيجي يسعى لربط معاليه أدوميم بالقدس، وبالتالي عزل الفلسطينيين في شرق القدس إلى رام الله وبيت لحم، لمنع إقامة دولة فلسطينية".
وكشف أن "الخطة الاستيطانية تم الترويج لها في حكومتي إسحاق رابين ثم أريئيل شارون، وتم تجميدها عام 2005 إثر ضغوط أمريكية شديدة أيام الرئيس جورج بوش، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جدّد المبادرة، وتمت الموافقة عليها في 2013، ولكن تم تجميدها مجددا تحت ضغط دولي، وتهديدات أوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، بإعادة سفرائهما، وفرض عقوبات على إسرائيل في حال الموافقة عليها، فيما بدأ الجيش بترحيل عرب الجهالين، لكنه توقف بسبب الضغط الأوروبي".
ومع مرور الوقت يؤكد الكاتب أنه "في عامي 2017 و2020، بدأ نتنياهو بالترويج لضمّ معاليه أدوميم و E1، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترض، وألغى نتنياهو المبادرة، وعاد للترويج لخطة البناء دون ضم، ما دفع بالمنظمات الحقوقية والمحامين الذين يمثلون البدو الفلسطينيين وملاك الأراضي من القدس، إلى أن يطالبوا بتعزيز البناء الفلسطيني في المنطقة، وفي 2022 تم تأجيله مرة أخرى من حكومة بينيت-لابيد بسبب الانتخابات، ومع تشكيل الحكومة الحالية بدأ التقدم بالخطة".
وبالتزامن مع التقدم الإسرائيلي بهذه الخطة الاستيطانية، فإن من المتوقع أن تزداد اعتداءات المستوطنين ضد بدو عرب الجهالين، كما هو الحال في الضفة الغربية، وقد شوهد مستوطنون يسيئون معاملة الرعاة البدو في المنطقة، وآخرون يسرقون الماشية، ومرة ثالثة يخطفون راعيا مع قطيعه، ويرشقونه مع القطيع بالحجارة، ويطاردونهم إلى قريتهم.
وشوهد حراس أمن ومزارعون يدفعون البدو ويضربونهم، دون أن تردّ شرطة الاحتلال على شكاواهم، ما زاد من حالات "التنمّر"، بهدف السيطرة على الأرض الفلسطينية بأكملها، ودفع الأهالي إلى مناطق مجهولة، مقابل إيجاد مساحة يهودية بالكامل.