منذ بدء
العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة قبل خمسة أيام، بات واضحا أن رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو أراد من بعض أهدافها استعادة صورته بأنه "سيد الأمن"، والتصدي لخصومه المشككين به، واستهداف مؤيديه، مما دفعه للتمسك بوزير حربه يوآف غالانت، وإقصاء إيتمار بن غفير عن الصورة، ولذلك لم يكن اعتباطيا أن يوزّع ديوانه في الأيام الماضية قرابة عشرين صورة وهو في أوضاع أمنية مختلفة.
تال شاليف المراسلة الحزبية لموقع
ويللا الإخباري ذكرت أنه "منذ اللحظة التي بدأ فيها العدوان على غزة، طرأت تغيرات على سلوك نتنياهو الأمني، بدءًا باجتماعه في مقر جهاز الأمن العام-الشاباك حيث تمت الموافقة على خطة العملية، مرورا بمشاوراته الأمنية المتكررة في مكتبه بمقر وزارة الحرب، وصولا لتصريحات وقت الذروة مع وزير الحرب ورئيسي الأركان والشاباك، والتحديثات الدورية من سكرتيره العسكري، وانتهاءً بزيارته التقليدية للجنود في منظومة مقلاع داوود".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد أكثر من أربعة أشهر من الاحتجاجات على الانقلاب القانوني، قدم العدوان على غزة لنتنياهو لحظات نادرة من الانفصال عن مشاكل حكومته السادسة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، تم إغراقها بصور "سيد الأمن"، وتجاهل الضجيج الحزبي من حوله، بل إنه ترك بن غفير يلعب مع نفسه لمدة أسبوع كامل بمقاطعة الجلسة العامة والحكومة، وفي هذه الأثناء فصله تماما عن المناقشات التي سبقت العدوان، حتى علم بالاغتيالات كباقي الإسرائيليين من الأخبار".
وأشارت إلى أن "العدوان على غزة ربما خدم نتنياهو في محاولة لاستعادة مكانته وصورته كشخص مسؤول، ولا يخضع للإملاءات الطفولية من وزرائه المتطرفين، حيث تعمد عدم إظهارهم في أي من صوره الأمنية، ولم يظهر سوى عدد قليل من النجوم المقربين منه مثل: وزيري الحرب يوآف غالانت والشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورغم مرور شهر ونصف على إقالة غالانت، لكن نتنياهو تمسك به؛ وبعد تعرض نتنياهو لضربة قاسية بسبب إقالته، فقد زادت
شعبية غالانت".
وأوضحت أن "الصور الموجودة في الألبوم الأمني يفترض أن تعيد لنتنياهو لقبه المفضل سيد الأمن، بعد شهور من الغرق في الوحل في فساد الحكومة اليمينية، ويأمل بالتغلب على خصومه الذين يشككون في نواياه، ويخلطون السياسة بالأمن، ويستهدفون مؤيديه، بدليل أن ضربة الاغتيال الافتتاحية الحادة، وتصريحاته المصورة أدت لنتائجها؛ بدليل أن خصومه سحبوا مطالبهم من جدول الأعمال، وأعادوه لمركز الصدارة، وأوقفوا نزيفه بصناديق الاقتراع".
الخلاصة الإسرائيلية أن مدى حصاد نتنياهو السياسي من العدوان الذي انتهى لتوّه في غزة، لا يزال يعتمد على ما قد تشهده الأيام القادمة على جانبي الحدود، بين غزة ودولة الاحتلال، لا سيما مع اقتراب موعد مسيرة الأعلام، حيث تزداد مخاطر المواجهات بين الجانبين، مما قد يؤدي لقلب ما يعتبره إنجازا، وطالما استمر إطلاق الصواريخ من غزة، سواء في الجولة الحالية، أو في فترات متتالية بعد وقف إطلاق النار، فإن حملة نتنياهو الأمنية قد تتآكل.