أكد كاتب إسرائيلي الأحد، أن أداء حكومة
الاحتلال الإسرائيلي اليمينية التي يقودها المتهم بالفساد بنيامين
نتنياهو، بعد مرور أكثر من 100 يوم على حكمها، تسبب بضرر جسيم لقوة الردع الإسرائيلي ولمنظومة الاقتصاد أيضا في "إسرائيل".
وذكر الكاتب الإسرائيلي في مقاله بصحيفة "معاريف" أفرايم غانور، أنه "لا حاجة لمتابعة الاستطلاعات كي نفهم بأن حكومة اليمين على الملأ تتحطم، كل من يعرف المزاج العام في الشارع الإسرائيلي، وأساسا في معاقل حزب "الليكود" واليمين، يشعر بهذا جيدا".
وأضاف: "بتنا نسمع مزيدا ومزيدا من خيبة الأمل على لسان مؤيدي نتنياهو، أولئك الذين على مدى السنوات الأخيرة ساروا أسرى خلفه بعمى، ويصعب عليهم في هذه الأيام أن يؤيدوا السلوك الفاشل لنتنياهو وحكومته".
ونوه إلى أن "الكثيرين ممن يؤيدون الإصلاح وفقا لنظرية يريف لفين، هم أولا وقبل كل شيء من متفرغي "الليكود" ذوي المصالح الشخصية، إلى جانبهم يدفع بالإصلاح (القضائي) أولئك الذين يفعمُ فيهم حافز الثأر والكراهية لليسار، للأشكناز ولمباي ذات مرة، ممن يرون في تنفيذ هذا الإصلاح تجسيدا لحلم الحوكمة وتحقيق الحكم، أما المؤيدون الأكثر أهمية لهذا الإصلاح في هذه
الحكومة، هم الحريديم الذين لم تكن المحكمة العليا وقراراتها في أي مرة تروق لهم".
ونبه إلى أن "تأييد الحريديم لقرار العليا يأتي أساسا لمنع تشريع قانون المساواة في العبء، الذي يقلقهم منذ الأزل، ومن يكمل معسكر المؤيدين للإصلاح هو "المعسكر الصهيوني الديني"، الذي تمنعه المحكمة العليا من تجسيد حلم بلاد إسرائيل الكاملة".
وأوضح الكاتب، أن "هذا الخليط خلق حكومة فاشلة لم تشهد إسرائيل لها مثيلا؛ حكومة تحاول أن تضع نفسها فوق القانون، تتجاهل الاحتياجات الحقيقية والعاجلة لإسرائيل، وتركز على احتياجات رئيس الوزراء وأبناء بيته؛ حكومة وعدت بالتركيز على الأمن، غلاء المعيشة، الحوكمة، التعليم، السكن وما شابه، ولكن من يومها الأول تنشغل بهوس في ماراثون تشريعي، خلق مضمونه إحساسا بانقلاب نظامي".
وبين أن "نتنياهو ولفين وروتمن، اعتقدوا أنهم سيجيزون هذا الانقلاب على عجل من تحت الرادار، لكن الجمهور خرج بجموعه لصد الانقلاب في
مظاهرات آخذة في الاتساع من أسبوع لأسبوع، انضم إليها الكثير من مصوتي اليمين ومعتمري القبعات، الذين كان لهم نصيب في إقامة هذه الحكومة".
ولفت غانور إلى أنه "بعد 100 يوم ونيف من حكمها، ألحقت الحكومة ضررا جسيما لردعنا، بالاقتصاد وبالمجتمع، وهذا سيتطلب وقتا وجهدا عظيما لأجل ترميمه"، منوها إلى أن "الحكومة تعنى فقط ببقائها، رأينا الأداء العليل لوزرائها، انعدام الوسيلة في ضوء مشاكل حرجة، الأكاذيب والاتهامات التي بثتها عن الحكومة التي سبقتها، وأساسا رأينا رئيس وزراء بعيدا سنوات ضوء عن سلوكه في الماضي، خانعا لإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) وبتسلئيل سموتريتش (ووزير المالية)، خائفا من تنفيذ بنود أساسية في برنامج "الليكود"، مثل بسط السيادة على غور الأردن، تنفيذ قرار العليا بإخلاء قرية "الخان الأحمر" أو تنفيذ خطط البناء (الاستبطاني) في الضفة الغربية".
وخلص الكاتب إلى أن نتيجة هذا الأداء من حكومة نتنياهو الفاشلة، هو ضرر لا رجعة عنه لحزب "الليكود" ولليمين، كما يمكن التقدير أنه في الانتخابات القادمة، سينتخب الجمهور حزبا وزعيما يبديان مصداقية، استقامة وبراغماتية، ويضعان إسرائيل أمام كل شأن ومصلحة".