قدم عدد من جنرالات
الاحتلال قراءة متشائمة لمستقبل المواجهة مع
غزة، وسط قلق من تمددها لتشمل
ساحات أخرى.
الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، زعم أن عملية الاغتيال لقادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة
الجهاد الإسلامي، "جاء في وقت يستعجل فيه أعداء إسرائيل الاحتفال بتفككها من الداخل".
"ويبقى السؤال الرئيسي في استمرارها متعلقا بردّ حركة
حماس، وهنا يأتي اختبار فصل الساحات المشتعلة، والأمر كله يرتبط بمدى الردع الذي حدّدته عملية الاغتيال، وكي تحقق العملية هدف تعزيز الردع، في غزة وخارجها، فإن على إسرائيل الاستعداد للرد بقوة ضد حماس إذا تدخلت في المواجهة" وفق قوله.
وأضاف الجنرال الإسرائيلي في
مقال نشره موقع القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "إذا أعربت إسرائيل عن استعدادها لاستيعاب ردود حماس لإبعادها عن رحى المواجهة، فإن هدف استعادة الردع سيتآكل، ما يستدعي من إسرائيل تعزيز دفاعها واستعدادها للرد في ساحات إضافية، وبالتالي فإن الصراع الحالي هو اختبار للقدرة على عزل غزة وفصلها عن ساحات العمليات المختلفة".
الجنرال تامير هايمان الرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "السؤال الرئيسي الذي سيحدد حدة المواجهة القائمة في غزة يتعلق بأن الجهاد الإسلامي سيردّ، ولا ينبغي الاستهانة بقدرته على تحدي إسرائيل، لكن المعضلة الحقيقية التي ستقرر استمرار الحملة هي ما إذا كانت حماس ستعمل وفقًا لاعتباراتها، أم إنها ستخضع للضغوط وتنضم للقتال ضد الاحتلال".
وأضاف في
مقال نشره موقع القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "الاحتلال مطالب بالاستعداد لسيناريو تعرض فصائل المقاومة لضغوط داخلية شديدة، خاصة إذا استمرت المواجهة، وإذا حدث هذا السيناريو فمن المتوقع أن تكون هناك حملة أوسع بكثير، وإمكانية حقيقية لربط ساحات إضافية، كإطلاق النار من لبنان أو الجولان السوري".
الخلاصة الاسرائيلية أنه رغم المزاعم الاسرائيلية التي تتحدث عن أن حماس ليست لديها مصلحة بالانضمام للحملة، فإن الاحتلال تعلم من الأحداث الماضية أن المنطق في الشرق الأوسط هو نتيجة للديناميات على الأرض، والضغوط الداخلية، لذلك فمن المناسب له الاستعداد لذلك.
تكشف هذه القراءات أن هناك مطالبات إسرائيلية بضرورة الاستعداد لسيناريو دخول جبهات إضافية على المواجهة الوشيكة في غزة، الأمر الكفيل بتهشيم صورة الردع التي سعى الاحتلال لتحقيقها من جريمة الاغتيال في غزة، ما يؤكد لجميع الإسرائيليين أن مسألة غزة ستستمر في مواجهتهم على الدوام، طالما أنه لم يتم حلها برفع الحصار عنها، ومنح الفلسطينيين حقوقهم بالتحرر من الاحتلال.