يواصل مؤرخ إسرائيلي بين الحين والآخر، إثارة قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة
حماس في قطاع
غزة المحاصر منذ 17 عاما، مشددا على ضرورة معالجة هذه المسألة وأن تتبنى تل أبيب نهج "المبادرة والهجوم" في تعاملها مع فصائل المقاومة في غزة.
وقال أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة "
إسرائيل اليوم": "منذ نحو عقد من الزمان وحماس تأسر في غزة 4 جنود إسرائيليين خلال حرب 2014 التي أطلق عليها "الجرف الصامد"، وحتى يومنا هذا فشلت حكومة إسرائيل في إعادتهم، ويبدو أن الموضوع ليس في رأس سلم أولوياتها، أو ربما ليس للضغط الجماهيري الممارس عليها ذاك المدى الذي لا يمكنها الصمود أمامه".
واعتبر أن "من يمتنع عن معالجة مسألة الأسرى الإسرائيليين في غزة، يكتشف الآن أن عموم الجمهور الإسرائيلي وبالتأكيد سكان الجنوب، أصبحوا "رهائن" لدى حماس والجهاد الإسلامي، وفي واقع الأمر أدوات لعب لإنزال الأيادي بين غزة وإسرائيل، الأمر الذي لا ينتهي أبدا".
وأوضح الكاتب، أنه "في جولة المواجهة الأخيرة مع غزة، أطلق أكثر من 100 صاروخ نحو إسرائيل، لكن لشدة الحظ لم تقع خسائر في الأرواح، الأمر الذي سمح لإسرائيل بأن تحتوي الحدث وتعمل على إنهائه، ولكن مع نهاية هذه الجولة بدأ العد التنازلي للجولة التالية؛ متى بالضبط ستقع؟ لا يمكن أن نعرف، لكن واضح أنها مسألة وقت، بل في وقت قريب؛ ربما عقب مواجهة بين مقاومين وبين الجيش الإسرائيلي، أو بعد حادثة في المسجد الأقصى أو داخل السجون".
وأضاف: "إسرائيل كعادتها، "قوية على الضعفاء"؛ فهي تمتنع عن الصدام مع حزب الله وتتردد في العمل تجاه حماس وحذرة في سلوكها تجاه إيران، لكنها تضرب بقوة سوريا بشار الأسد الذي أصبح ضحية للإحباط المتزايد وللأعصاب الممزقة في أوساطنا، والذي عبره نحاول، ليس بنجاح زائد، إطلاق رسالة ردع وتحذير للمجال الذي يحيط بنا".
وأكد زيسر، أن "النشاط الإسرائيلي في سوريا لا يؤثر على أحد؛ لا على الأسد، ولا على حزب الله وإيران"، منوها إلى أن "المنطق الذي قبع في أساس منح الحصانة الجارفة لحزب الله وحماس، أن فيه ما يضمن الهدوء على طول الحدود، لكن هذا المنطق توقف عن العمل لسبب ما".
وتابع: "يمكن للكثيرين في المحيط حولنا؛ أن يلاحظوا ضعف الحكومة الإسرائيلية المشغولة بمشاكل داخلية ولا يشعرون بأنها قوة وواثقة بنفسها حيث تتصدى للتحدي، والنتيجة أن إسرائيل أصبحت رهينة في كل حدث أو حادثة، سواء اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، أو نشاط للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، أو استشهاد أسير فلسطيني مضرب عن الطعام (خضر عدنان)".
وذكر أنه "في أفضل أيام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، كان يحذر المستوطنين في الشمال من نيته إطلاق هجوم على إسرائيل ويدعوهم للدخول إلى الملاجئ، وكانت هذه البلاغات تستقبل من سكان الشمال بمصداقية أكثر بكثير من بلاغات الحكومة والجيش، أما الآن، فيسعى الجهاد الإسلامي للسير في أعقاب نصرالله. فهو يطلق التهديدات والتحذيرات، وفي الغالب يقف عند كلمته ويهاجم، ولن يبعد اليوم الذي سيبدأ فيه بدعوة المستوطنين في الجنوب للدخول إلى الملاجئ".
ورأى أستاذ دراسات الشرق، أن "هذه الدائرة يجب كسرها، فعندما نخاف كل الوقت من الحرب ونمتنع عن وضع حد لدائرة العنف التي لا تتوقف، فإن نهايتنا أن نصل رغم أنفنا إلى التصعيد".
ولفت إلى ضرورة أن "تتبنى إسرائيل فكر المبادرة والهجوم؛ الأمر الذي يبدو أننا نسينا عمله في غزة ولبنان، علينا الاستعداد كما ينبغي والضرب، شريطة أن يكون للضربة جدوى؛ تؤدي لتعزيز الردع وضمان الهدوء، وفي هذه الأثناء، فإن الاحتكاك في الضفة الغربية متواصل بلا انقطاع، وبانتظارنا صيف حار".
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، في 20 تموز/ يوليو 2014، أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016.