قالت مجلة "
إيكونوميست" إن
الصين تعتمد سياسة لا ترحب بالمهاجرين، رغم أن البلاد ستواجه مشكلة في ملء ما يقرب من 30 مليون وظيفة في مجال التصنيع بحلول عام 2025.
وشددت المجلة على أن الصين لا تطرح على نفسها ملف
الهجرة، رغم أهميته لحل مشكلة نقص
العمالة، حيث لا يتجاوز عدد المهاجرين في البلاد مليون شخص، ما يمثل حوالي 0.1 بالمئة من عدد السكان البالغ 1.4 مليار نسمة.
وعلى الرغم من أن أرقام الهجرة صغيرة أيضا في البلدان الآسيوية الأخرى، إذ إن نسبة الأجانب في اليابان لا تتجاوز 2 في المئة و 3 في المئة في كوريا الجنوبية، فإنها تظل أكبر من النسبة في الصين، وحتى في كوريا الشمالية، يعيش أجانب أكثر من الصين، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
بحسب الأرقام الصينية الرسمية، فإن البلاد ستحتاج حوالي 30 مليون عامل في غضون عامين، فيما لا تبذل
الحكومة جهودا لجذب المهاجرين من الخارج، ويعد نظامها للبطاقة الخضراء الذي أصدر في 2004 محدودا ومعقدا.
ولا تشجع الصين على الهجرة، بحسب المجلة، رغم أن السلطات أنشأت وكالة وطنية للهجرة، وحاولت تسهيل عملية تقديم طلبات الإقامة، لكن العتبة لا تزال مرتفعة؛ إذ تفرض على كل متقدم استثمار 500 ألف دولار في شركة صينية لمدة ثلاث سنوات متتالية.
واعتبرت "إيكونوميست" أن بكين لا مصلحة لديها في أن تتحول إلى "بلد مهاجرين"، وهي رؤية تغذيها مزاعم نقاء العرق الصيني التي يروج لها القوميون منذ فترة طويلة.
وحتى في نظامها للهجرة، تخصص حصة كبيرة من البطاقات الخضراء للأجانب من أصل صيني، كما أن الجنسية الصينية بعيدة المنال عن الأجانب في حال لم يكونوا من آباء مواطنين صينيين.
وقدمت الحكومة الصينية اقتراحا في 2020 لتسهيل إقامة الأجانب، ما تسبب في ردود فعل شعبوية عنيفة، وتوعد صينيون بحماية النساء الصينيات من المهاجرين، كما حذرت حملة للأمن القومي الصيني النساء من أن أصدقائهن الأجانب يمكن أن يكونوا جواسيس.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن "الطريق الرئيسي للحصول على الجنسية الصينية يبدو الآن هو التميز الرياضي، إذ تم تجنيس حوالي 10 لاعبين لكرة القدم، معظمهم ليس لديهم روابط أجداد مع الصين، في عامي 2019 و2020، في محاولة فاشلة لمساعدة البلاد على الوصول إلى كأس العالم قطر 2022".