نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" مقالا للصحفي جوش روجين قال فيه، إن
الصين اختبرت ونشرت صاروخا جديدا أطول مدى تفوق سرعته
سرعة الصوت، وقد يكون قادرا على التهرب من الدفاعات الأمريكية، وفقا لوثيقة شديدة السرية من بين الوثائق التي تم تسريبها مؤخرا "
وثائق البنتاغون".
وقالت الوثيقة، إن الصين تعمل بسرعة على تحسين قدرتها على استهداف أماكن تقع على بعد آلاف الأميال من شواطئها بهدف منع الولايات المتحدة من التدخل.
وتحقق وزارتا العدل والدفاع في تسريب مئات من وثائق المخابرات الأمريكية، والتي تشمل كشفا مخيفا عن نقص المعدات الأوكرانية، وصفقات أسلحة مصرية روسية خلفيّة، ووكالات تجسس إسرائيلية يُزعم أنها تعمل ضد قادة البلاد المنتخبين، ومداولات أمنية داخلية في كوريا الجنوبية (تقول الحكومات المصرية والإسرائيلية والكورية الجنوبية إن هذه المعلومات خاطئة).
وفقا لتقرير سري صدر في 28 شباط/ فبراير من قبل إدارة استخبارات هيئة الأركان المشتركة، كان جيش التحرير الشعبي الصيني قد اختبر بنجاح صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت يسمى DF-27 (لم تؤكد وزارة الدفاع صحة الوثيقة).
وذكرت الوثيقة أنه "تم تصميم DF-27 لتعزيز قدرة الصين على الاحتفاظ بأهداف معرضة للخطر خارج سلسلة الجزر الثانية ولديها احتمال كبير لاختراق دفاعات الولايات المتحدة" ضد الصواريخ الباليستية.
وكشفت أيضا أن جيش التحرير الشعبي نشر في العام الماضي نسخا من
الصاروخ الجديد يمكنها مهاجمة أهداف أرضية وسفن.
وكشفت الوثيقة المسربة أن الصاروخ الباليستي متوسط المدى طار لمدة 12 دقيقة وسافر 2100 كيلومتر (1300 ميل). ولكن وفقا لتقرير وزارة الدفاع لعام 2021، فإنه يبلغ مدى DF-27 ما بين 5000 و 8000 كيلومتر، ما يعني أنه يمكن أن يضرب أي هدف في شرق أو جنوب شرق آسيا وأجزاء كبيرة من المحيط الهادئ، بما في ذلك جزيرة غوام. وبالإضافة إلى النطاق الإضافي، فإن الصاروخ الجديد يتمتع بقدرة "طيران فوق صوتية"، ما يعني أنه يمكن المناورة به للتهرب من الدفاعات الصاروخية الأمريكية والحليفة ويُتوقع أن يكون "أخطر على الحاملات" من سابقيه.
ويقول روجين، إن السيناريو الأكثر وضوحا، وإن لم يكن الوحيد، الذي قد تجد بكين فيه هذه القدرة مفيدة هو محاولة غزو تايوان. وإذا كان من الممكن تحييد السفن الأمريكية ويمكن استهداف القوات الأمريكية في آسيا بحسب الرغبة، فإن أي تدخل للحلفاء في الدفاع عن تايوان سيكون أكثر صعوبة وتكلفة.
يُعد الصاروخ الجديد قطعة واحدة فقط في ترسانة سريعة التوسع التي تنشرها بكين حيث تقوم بعسكرة المزيد من بحر الصين الجنوبي، وتبني أسطول المياه الزرقاء الخاص بها، وتوسع نطاق وجودها في جزر المحيط الهادئ، وتشارك في أكبر عملية حشد نووي منذ الحرب الباردة.
وتقوم الصين ببناء ما يقرب من 350 صومعة جديدة للصواريخ النووية، ومئات من الرؤوس الحربية النووية الجديدة، والعديد من القواعد الجديدة لمنصات إطلاق الصواريخ المتحركة التي يمكنها التعامل مع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، وفقا لتقرير صادر عن اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) في آذار/ مارس.
وذكر التقرير أن "الصين تواصل برنامج تحديث الأسلحة النووية الذي بدأته في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنها تقوم بتوسيعه بشكل كبير من خلال نشر أنواع وأعداد أكبر من الأسلحة النووية أكثر من أي وقت مضى".
وفي واشنطن، يدرك المخططون العسكريون أن الصين (وبدرجة أقل روسيا) قد تفوقت على الولايات المتحدة في التكنولوجيا العسكرية التي تفوق سرعة الصوت. لكن لا يوجد اتفاق بشأن ما يجب فعله حيال ذلك.
وتقوم الولايات المتحدة بتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت خاصة بها، لكنها تفتقر إلى الوسائل الكافية للدفاع ضد الأسلحة التي تستخدمها الصين بالفعل.
وفي الحرب الباردة، طورت الولايات المتحدة قدرات غير متكافئة لإلغاء ميزة الاتحاد السوفييتي في امتلاك ترسانة صواريخ أكبر. والآن تستخدم الصين هذه الاستراتيجية ضد أمريكا. وبدلا من مواجهة التطورات الصاروخية في الصين، فإنه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تحويل الموارد لإلغاء التهديد الجديد وتعزيز قدرتهم على حماية أصولهم.