اصطدمت الجهود التي تقودها السعودية لإعادة
سوريا إلى
الجامعة العربية، برفض عدد من الدول، من بينها
اليمن، لأسباب عدة أبرزها موقف دمشق من الأزمة اليمنية.
وكان اليمن واحدا من 5 دول أعضاء في جامعة الدول العربية، عارضت قبول عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، منذ تجميد عضويتها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.
ولم يبدُ الموقف اليمني غريبا بعض الشيء من هذه الخطوة، بسبب موقف دمشق من الحرب اليمنية، واصطفافها إلى جانب جماعة
الحوثي.
وقد سلم النظام السوري مقر البعثة الدبلوماسية اليمنية في العاصمة دمشق، لجماعة الحوثيين، وتسلم أوراق اعتماد سفير للجماعة هناك في العام 2016.
وكان القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي المتحالف مع جماعة "أنصار الله" ( الحوثي) في صنعاء، نائف القانص، قد عين سفيرا في دمشق عام 2016.
وفي عام 2020، عين رئيس المجلس السياسي التابع للحوثي، مهدي المشاط، سفيرا جديدا للجماعة في دمشق، رغم إدانة هذه الخطوة من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي اعتبرت هذا الموقف من سوريا خرقا للأعراف الدبلوماسية الدولية.
وخلفا للقانص الذي أمضى أربع سنوات في دمشق، تولى عبدالله صبري، المنصب، بعد تعيينه من قبل المشاط في آب/ غسطس 2020.
دمشق خالفت المواثيق والاتفاقيات الدوليةوفي السياق، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد عوض بن مبارك، إن اليمن كان من الدول العربية القليلة جدا التي عارضت تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011.
وأضاف ابن مبارك في تصريح خاص لـ"عربي21": "ومع ذلك، سلمت سوريا سفارة اليمن في دمشق لمليشيا الحوثي الإرهابية في مخالفة لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة" على حد قوله.
وحول موقف اليمن من إعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية، أكد وزير الخارجية اليمني أن بلاده تطرح بإلحاح معالجة هذا الأمر من قبل دمشق، قبل إبداء موقفها النهائي.
وقال الوزير ابن مبارك إنه سبق للحكومة اليمنية أن طرحت ما أقدمت عليه سوريا بشأن مقر سفارتها في دمشق على النظام السوري عبر قنوات عدة، مؤكدا أن "السوريين لم يردوا على ذلك".
"تبادل سفراء مع الحوثي"
ولم يتوقف نظام بشار الأسد عند خطوة تسليم مقر السفارة اليمنية في دمشق إلى الحوثيين، بل تبادل السفراء مع الجماعة في صنعاء التي تسيطر عليها منذ خريف 2014.
ففي العام 2017، عين النظام السوري سفيرا له في صنعاء، لكنه لم يتمكن من الانتقال إلى مقر البعثة الدبلوماسية السورية في اليمن، نتيجة الحصار الذي يفرضه التحالف الذي تقوده السعودية على المطارات والمعابر البرية والبحرية في البلاد.
" فيتو على عودة نظام الأسد"
فيما أفاد مصدر حكومي آخر بأنه من الطبيعي أن يتخذ اليمن موقفا معارضا لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
وقال المصدر لـ"عربي21" مشترطا عدم ذكر اسمه، إن اليمن سيضع فيتو على عودة نظام الأسد إلى مقعده في الجامعة، ما لم يقم النظام ذاته بتبادل السفراء مع الحكومة الشرعية المعترف بها.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، انعقد اجتماع في مدينة جدة السعودية بمشاركة دول عربية، وذلك لبحث مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، قبل نحو شهر من انعقاد قمة عربية في المملكة.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، منتصف نيسان/ أبريل الجاري، إن الوزراء المجتمعين أكدوا أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية"، مشددين على "أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود".
وأضاف البيان أنه تم خلال اجتماع الوزراء أيضا "التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق".