أعلن
الجيش السوداني، مساء اليوم الجمعة، الموافقة على
هدنة لمدة 3 أيام، في مبادرة تقدمت بها قوى مدنية محلية، من أجل السماح للسودانيين بالاحتفال بعيد الفطر.
وقال بيان للجيش السوداني، إن "وافقت القوات المسلحة على هدنة لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم الجمعة الموافق ٢١ أبريل لتمكين المواطنين من الاحتفال بعيد الفطر، وانسياب الخدمات الأنسانية".
وأضاف البيان: "تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".
وكانت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد دقلو المعروف بحميدتي؛ قالت صباح الجمعة إنها وافقت على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ في السادسة صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.
وأضافت قوات الدعم في بيان: "الهدنة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم".
وتابعت أنها أجبرت على الدفاع عن النفس للتصدي إلى ما وصفته بأنه "انقلاب قيادة القوات المسلحة"، وذكرت أنها ملتزمة "خلال فترة الهدنة المعلنة بالوقف الكامل لإطلاق النار".
البرهان يصدر خطابا
بدوه، قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في خطاب متلفز الجمعة؛ إن "هذه الأزمة سيتم تجاوزها بالحكمة والقوة، بما يحافظ على أمن واستقرار البلاد، وصولا إلى الحكم المدني"، مقدما التهاني للسوادنيين بمناسبة العيد.
ولم يصدر الجيش السوداني أي تعليق حتى الآن، لكن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان صرح الخميس، أنه سيدعم هدنة بشرط السماح للمواطنين بالتحرك بحرية.
انفجارات تهز الخرطوم
ورغم الهدنة، هزت انفجارات وقصف مدفعية العاصمة السودانية الخرطوم صباح الجمعة، الأمر الذي يشكك في مدى التزام أطراف الصراع بها.
وقالت مصادر محلية، بينها لجنة أطباء السودان المركزية؛ إن مناطق عدة في الخرطوم تعرضت للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع، مخلفة دمار طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة.
وذكر تحالف القوى المدنية المعروفة بقوى الحرية والتغيير على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أنه قدم اقتراحا بهدنة لمدة ثلاثة أيام لطرفي الصراع، مضيفا أنهما رحبا بالاقتراح.
وذكر التحالف في بيان: "نرحب بالموقف الإيجابي لقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وسنواصل الجهود أملا في إسكات صوت البنادق وترجيح الخيارات السلمية"، مضيفا أنه سيواصل العمل على بقية التفاصيل.
وناشد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الخميس بوقف إطلاق النار، للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة.
وفر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات أمس الخميس، وعبرت أعداد كبيرة الحدود إلى تشاد هربا من القتال الدائر في منطقة دارفور بغرب السودان.
ولقي ما لا يقل عن 350 شخصا حتفهم حتى الآن في الصراع العنيف على السلطة الذي اندلع مطلع الأسبوع بين الزعيمين، اللذين كانا حليفين في مجلس السيادة الحاكم في السودان: قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وذكرت جماعة أطباء في سياق منفصل أن ما لا يقل عن 26 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 33 في مدينة الأبيض غربي الخرطوم أمس الخميس. وتحدث شهود عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريعة وأعمال نهب واسعة النطاق. وفق رويترز.
وقال غوتيريش للصحفيين بعد اجتماع عبر الإنترنت مع رؤساء الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى: "كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية باعتبار ذلك أولوية فورية".
وأضاف أنه يتعين السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالخروج من هذه المناطق، والحصول على العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأخرى.
ويتهم البرهان حميدتي بالرغبة في "الاستيلاء على السلطة". وحميدتي كان حتى الأسبوع الماضي نائب البرهان في مجلس السيادة الذي يحكم البلاد منذ انقلاب قبل عامين.
وصمد إلى حد كبير التحالف بين الرجلين منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل أربع سنوات. وشهد حكم البشير تحول السودان إلى دولة منبوذة دوليا ومدرجة في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
واندلعت أحدث أعمال العنف بسبب الخلاف على خطة مدعومة دوليا لتشكيل حكومة مدنية جديدة. ويتبادل الجانبان الاتهامات بإحباط عملية الانتقال.
منذ اندلاع العنف، تركز معظم القتال على المنطقة التي تضم مقر الجيش ومقر إقامة البرهان. كما كانت منطقة السفارات والمطار مسرحا لاشتباكات.
وشهدت الخرطوم وأم درمان وبحري تجمع السكان في محطات الحافلات مع حقائبهم، بعد مزيد من الانفجارات وإطلاق النار أمس الخميس.
وانتشرت سيارات محترقة في الشوارع وأحدثت القذائف ثقوبا في المباني، بما في ذلك مستشفيات مغلقة حاليا، حيث بقيت هناك جثث دون أن تُدفن.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي الخميس؛ إن ما بين عشرة و20 ألف شخص فروا من القتال، لجؤوا إلى القرى الواقعة على طول الحدود داخل تشاد.
وكان حوالي ربع سكان السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد حتى قبل اندلاع الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من كبرى عمليات المساعدات العالمية التي يقدمها في السودان يوم السبت بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.
ويقع السودان على حدود سبع دول، ويقع بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في أفريقيا، ولذا يحتمل أن تفاقم الأعمال القتالية التوترات الإقليمية.