تجددت الاشتباكات بين
الجيش السوداني وقوات
الدعم السريع في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، صباح الخميس، على الرغم من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع موافقتهما على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة، بدأت في تمام السادسة من مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي، وذلك وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار وبدء حوار، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار النظام الصحي في السودان.
وقبيل الإعلان عن الهدنة الجديدة، تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة الأولى التي بدأ العمل بها مساء الثلاثاء.
وفي وقت سابق، تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة حول القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش ومطار الخرطوم الدولي.
واحتدم القتال في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، وتجددت الاشتباكات في منطقة جبرة (جنوب العاصمة السودانية) بالقرب من منزل قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالتزامن مع تجدد المواجهات في أم درمان.
وسُمع دوي قصف مستمر وانفجارات وسط الخرطوم، في المنطقة المحيطة بمقر وزارة الدفاع، والمطار الذي جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه.
وتصاعدت أعمدة دخان كثيف من مواقع الاشتباكات في مركز الخرطوم، وغطى الدخان أجزاء من حي "حلة حمد"، بمدينة الخرطوم بحري، وهو مقابل للقصر الجمهوري.
حصيلة القتلى
وأعلنت منظمة الصحة
العالمية ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة الاشتباكات الدائرة في السودان، إلى 330
قتيلا، وإصابة 3200 سوداني.
وأشارت إلى أن هناك
عجزا كبيرا في الأطقم الطبية وإمدادات الأكسجين وأكياس الدم في مستشفيات الخرطوم،
ونقصا حادا في إمدادات المياه والوقود بالمنشآت الصحية وتوقف العديد من محطات
تزويد المياه في الخرطوم.
وطالبت المنظمة
الأطراف في السودان، بمنح المواطنين استراحة إنسانية، من أجل عمليات الإجلاء.
كما اندلعت اشتباكات
عنيفة بين الجيش والدعم السريع، في مدينة الأبيض، بولاية شمال كردفان جنوبي
السودان.
وأعلن الجيش السوداني، الخميس، سيطرته على قاعدة عسكرية تابعة لقوات "الدعم السريع"، شمال غرب البلاد.
وأفاد الجيش في بيان مقتضب، بأن "القوات المسلحة استولت على قاعدة الشيفرليت في الحدود الشمالية الغربية للبلاد"، مشيرا إلى أن القاعدة "تعتبر من أكبر خطط الإمداد للعدو".
ونشر الجيش عبر منصة "فيسبوك" فيديو قال إنه لـ"استيلاء قواته على القاعدة الهامة". وتقع قاعدة "الشيفرليت" العسكرية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.
في المقابل، لم يصدر تعقيب فوري من الدعم السريع حول بيان الجيش.
قوات حفتر
وفي سياق آخر، نفى "الجيش الوطني الليبي" المعروف باسم "قوات شرق ليبيا" التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر، الخميس، تقارير تحدثت عن تقديمه الدعم لطرف ضد الآخر في الصراع المستعر في السودان.
جاء ذلك بعد تقارير صحفية أشارت إلى أن الجنرال الليبي خليفة حفتر أرسل طائرة مساعدات عسكرية واحدة على الأقل لقوات الدعم السريع في السودان.
وقال المتحدث باسم جيش حفتر، أحمد المسماري، في بيان: "القيادة العامة تنفي نفيا قاطعا ما تتناوله بعض وسائل الإعلام الرخيصة والمأجورة بقيام القوات المسلحة العربية الليبية بتقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر"، في السودان.
وتابع المسماري: "نحن كنا وما زلنا وسنظل مع استقرار دولة السودان وأمنها وسلامة شعبها العربي الأفريقي الأصيل"، وقال: "نقوم حاليا بإجراء الاتصالات العاجلة مع الأطراف المعنية، ونحن مستعدون للقيام بدور الوساطة بين الأشقاء في السودان لوقف القتال فورا وفتح المجال للحوار بالطرق السلمية".
ودعت قوات شرق ليبيا إلى ضرورة الوقف الفوري للاقتتال بالسودان، وشدد على أهمية توفير الظروف المناسبة للتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية العليا.
مجموعة الرباعية
إلى ذلك، أصدرت دول مجموعة الرباعية (السعودية- الإمارات- المملكة المتحدة- الولايات المتحدة) بيانا مشتركا حول الأحداث في السودان مع استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيان الرباعية، الذي جاء فيه: "دعا سفراء دول مجموعة الرباعية، طرفي الصراع في جمهورية السودان إلى وقف إطلاق النار والعودة للحوار، والالتزام بحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية والعاملين في المجال الإنساني، وتوفير الممرات الآمنة للعمليات الإنسانية".
وفي وقت سابق، أدانت سفارة واشنطن في السودان، في بيان مشترك مع 14 بعثة دبلوماسية أجنبية، استمرار القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وحثت البعثات في بيان مشترك الجيش وقوات الدعم السريع على تجنب المزيد من التصعيد وبدء محادثات لحل القضايا العالقة، قائلة إنه "يجب على القادة العسكريين السودانيين الدخول في حوار دون تأخير"، مشيرة إلى أن أفعال هؤلاء القادة في جميع أنحاء السودان "عرضت عددا لا يحصى من الناس للخطر، وأبطلت دعوة الشعب السوداني المشروعة إلى انتقال ديمقراطي سلمي".
ودعا البيان الأطراف المقاتلة على وجه التحديد إلى التقيد الصارم بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والدبلوماسيين والجهات الفاعلة الإنسانية.
وناشدت البعثات الدبلوماسية الممضية على البيان قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية احترام حقوق المدنيين المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها السودان والقانون الدولي العرفي، والتي تنص على الامتناع عن إجلاء الناس بشكل غير قانوني من منازلهم؛ وقطع البنية التحتية والمرافق المدنية؛ وتسهيل شراء المدنيين للإمدادات الأساسية والحصول العاجل على الرعاية الطبية للمرضى والجرحى.
وشدد البيان على أن التسوية الشاملة والدائمة للخلافات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع هي أولوية ملحة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الحوار السياسي السلمي، وفي سياق الجهود الوطنية للتصدي للتحديات التي يواجهها السودان في إطار عملية سياسية.
وأدان البيان استمرار العنف - بما في ذلك الهجمات الموجهة ضد المدنيين والدبلوماسيين والجهات الفاعلة الإنسانية - بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ودعا الأطراف إلى إنهاء الأعمال العدائية على الفور ودون شروط مسبقة.