دأب
قادة
الاحتلال في أحاديثهم السياسية والصحفية، لاسيما تلك الموجهة للرأي العام
العالمي، على الزعم المتكرر بأن جيشهم هو "الأكثر أخلاقية"، فيما تفنّد
الوقائع اليومية هذه المزاعم، بل تثبت أنه الجيش الأكثر وحشية، واللافت أن هذا الانفلات
من أي قيم ومبادئ لم يقتصر على دمويته مع الفلسطينيين، بل وعلى الإسرائيليين
أيضاً، وهو ما لم يصل الى القارئ العربي والدولي بعد.
ورصد إيتاي
لاندسبيرغ-نيفو، مؤسس منتدى الاحتياط، والمخرج والمنتج التلفزيوني، "عددا
من الحوادث الغريبة التي تورط فيها جيش الاحتلال، أهمها المعركة القانونية التي
تخوضها عائلة الجندي في الاحتياط ألون شامريز ضد الجيش، وقد تم تجنيده في الاحتياط
يوم هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لكن لم يكن لديه الوقت لارتداء الزي العسكري،
وقُتل بالخطأ على يد الجنود عندما حاول الهروب من أسر مقاتلي حماس، وما زال الجيش يرفض
الاعتراف به كأحد جنوده".
وأضاف
في
مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21"، أن "الحالة ذاتها تكررت مع طيار سلاح الجو آساف داغان، الذي عانى لسنوات خلال
خدمته العسكرية من ظاهرة ما بعد الصدمة، ما أدى لانتحاره".
وأشار إلى أن "حادثة ثالثة تكشف عن زيف الادعاء بأن جيش الاحتلال هو الأكثر أخلاقية في
العالم، تمثلت بسماحه لعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرليخ من ذوي المهنة غير
العسكرية بالتجول في مسجد بجنوب لبنان، دون إذن ودون مرافقة مناسبة، ما أدى
لمقتله مع جندي آخر على يد مقاتلي حزب الله"..
وأوضح، "الآن يكذب قادة الجيش على عائلتيهما بشأن
ملابسات الحادثة، بما يتعارض مع مدونة الأخلاق العسكرية، التي تفرض قيودا على
أنشطة الجيش، وتدفعه لمزيد من الاهتمام بحياة الإنسان، وطهارة السلاح، واللاعنف".
وأكد أن "الحوادث التي تفضح هذا الجيش، واستهتاره بالقيم الأخلاقية المتعارف عليها
بين جيوش العالم، وصلت إلى يوم هجوم حماس في السابع من أكتوبر، حين تخلى عن جنوده،
وترك مستوطني غلاف
غزة يواجهون مصيرهم
المحتوم، وأخذ ثلث القوة المقاتلة على الحدود لقضاء عطلة، وما تبقى هناك من معدات
لم يزد على 14 دبابة فقط، بعضها غير صالح، وكتيبتين صغيرتين من المشاة على طول حدود
65 كم، وهو إجراء انتحاري تسبب بمقتل العشرات من المستوطنين الذين تركوا بلا دفاع
خلال هجوم حماس".
وأوضح
أن "هذا الجيش المزعوم بأنه الأخلاقي أرسل ضباطا متغطرسين للاستماع لتحذيرات
المراقبين على حدود غزة، لكنهم استهانوا بهم، ولم ينقلوا معلومات التحذير الحرجة، وهنا
يحق للإسرائيليين طرح السؤال: أين ذهبت قيمة المصداقية لدى الجيش وهو يمزّق جنود
الاحتياط في مئات الأيام من الخدمة العسكرية، بسبب النقص في قوته البشرية، ما يضطر
الجيش لاستخدام أوامر الاحتياط، وعندما تطلب منه المحكمة العليا تجنيد عشرات آلاف اليهود
المتشددين، يرسل فقط 3000 من الضباط والمجندين".
وأكد
أن "هذا الجيش المزعوم بأن الأكثر أخلاقية في العالم يخشى مواجهة ساسة الدولة
وقادة أحزابها، لكنه يعرف جيدًا كيفية استغلال ممن تطوعوا للخدمة الاحتياطية
الخطرة مرارًا وتكرارًا، وهو يواجه مشكلة منذ عدة أشهر لتحديد هوية من اقتحم قواعده
في مركز التوقيف سيئ الصيت "سديه تيمان"، وتسليم صورهم وأسمائهم للشرطة،
خشية منه من الوقوف أمام المستوى السياسي الفاشل، وهو نفس الجيش الذي تخلى طوال
عشر سنوات عن جندييه في غزة؛ هدار غولدين وأورون شاؤول".
وختم
بالقول إن "الجيش الذي يصف نفسه زورا بأنه الأكثر أخلاقية يتخذ قادته قرارات
دنيئة وكاذبة أمام العوائل الثكلى والمختطفين، ويخشى التحقيق في إخفاقاته، ما
يكشف عن فشله بإثبات مزاعمه عن طهارة السلاح".