نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا كشفت فيه عن كيفية استغلال الموظفين والعاملين في شركات كبرى لبرنامج "
ChatGPT" الذي يعتمد على تكنولوجيا
الذكاء الاصطناعي، في المهام الوظيفية الموكلة إليهم في عملهم.
واعترف الموظفون بأنهم يستخدمون روبوت الدردشة الثوري المدعوم بالذكاء الاصطناعي للعمل في
وظائف متعددة بدوام كامل، واصفين أنفسهم بأنهم "عاطلون عن
العمل" لأن الأداة تسمح لهم بإكمال عبء العمل لكل دور في نصف الوقت على الأقل.
وتتضمن معظم الوظائف التي يقومون بها قدراً لا بأس به من الكتابة، مثل إنشاء مواد تسويقية، والتي أثبت روبوت المحادثة أنها بارعة بشكل ملحوظ.
والبرنامج الذكي "تشات جي بي تي" هو نموذج لغة كبير يقوم على نظام ذكاء اصطناعي تم تدريبه على كميات هائلة من البيانات النصية لتوليد استجابات شبيهة بالبشر لمطالبات معينة. وعندما تم إصداره مجاناً من قبل شركة "OpenAI" الناشئة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فتحت أعين الجمهور على مدى قوة التكنولوجيا التي أصبحت عليها في السنوات الأخيرة.
وخطف روبوت المحادثة "ChatGPT"، الأضواء خلال الفترة الماضية، بعدما أحدث ثورة غير مسبوقة في عالم الذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة إلى التكنولوجيا الهائلة التي يتمتع بها "ChatGPT"، وقدرته على إنشاء محادثات تبدو كأنها حقيقية، إضافة إلى تمتعه بمواهب عدة، فإن الروبوت التابع لموقع "OpenAI" تفوق على تطبيقات شهيرة مثل "إنستغرام" و"تيك توك" و"فيسبوك"، من حيث المدة التي احتاجها للوصول إلى 100 مليون مستخدم.
وبحسب الصحيفة، فإنه يتم استخدام البرنامج الذكي بسرعة لاجتياز الاختبارات، وإلقاء الخطب، وكتابة البرامج، وإعداد المستندات القانونية وتقديم المشورة بشأن العلاقة، على سبيل المثال لا الحصر.
وبن، موظف يقول إنه أصبح أشبه بالعامل العاطل عن العمل وإن "الروبوت تشات جي بي تي يقوم بـ80 بالمئة من وظيفتي". ويعمل بن في التسويق لشركات التكنولوجيا المالية، وقد سمع لأول مرة عن فكرة العمل بأكثر من دور أثناء الوباء.
وبدأت التقارير بالظهور في النصف الأخير من عام 2021 عن الموظفين الذين استفادوا من التحول الهائل نحو العمل عن بُعد للحصول على وظيفة إضافية. لكن هذا لم يكن دائماً بسبب الجشع، حيث كان العديد من الناس يفتقرون إلى الأمن المالي في مواجهة حالات التسريح الجماعي وعدم اليقين الاقتصادي.
ولم يتمكن بن، وهو من تورنتو في كندا، من الانضمام إلى مجتمع العمالة الزائدة في ذلك الوقت لأن وظيفته كانت متطلبة للغاية، ولكن عندما اكتشف "ChatGPT" تغيرت الأمور.
وتمكن هو والعديد من زملائه الآخرين في عالم التسويق من استخدام الذكاء الاصطناعي للعثور على معلومات محددة بسرعة، أو إنشاء مواد مكتوبة لا يمكن تمييزها تقريباً عن تلك التي كتبها الإنسان.
وبعد أن أدى ذلك إلى تقليل الوقت المستغرق بشكل كبير لتجاوز عبء العمل، تساءل عن ما إذا كان بإمكانه الحصول على وظيفة أخرى والقيام بالمثل. وبالتأكيد، أنه في وقت سابق من هذا العام، فعل ذلك بالضبط، حتى إنه استخدم الروبوت ذاته لكتابة الخطابات الخاصة به أثناء التقديم للوظيفة.
ويقول بن إن النص الذي يولده الروبوت سيحتاج عادة إلى بعض التعديلات الطفيفة، لأنه قد يخطئ في بعض الأحيان. وهذا العنصر هو ما يعتقد بعض العمال أنه سيمنعهم من فقدان وظائفهم أمام الذكاء الاصطناعي، حيث لا تزال خبرتهم ضرورية للتحقق مما تم إنشاؤه.
ويستخدم بن أيضاً الروبوت لكتابة رسائل لمديره، والتي حددها على أنها يجب أن تكون بأحرف صغيرة، بحيث تبدو وكأنها قد كتبها عامل مشغول.
ويعتقد بعض قادة التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك والمؤسس المشارك لشركة آبل ستيفن وزنياك والراحل ستيفن هوكينغ، أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي تشكل "خطراً عميقاً على المجتمع والإنسانية".
لكن آخرين، مثل بيل غيتس والرئيس التنفيذي لشركة غوغل، سوندار بيتشاي، وصفوه بأنه "أهم ابتكار في عصرنا" قائلين إنه يمكن أن يحل تغير المناخ، ويعالج السرطان، ويعزز الإنتاجية.
ويحقق مهندس برمجيات حالياً أكثر من 500 ألف دولار أمريكي من خلال العمل في وظيفتين بمساعدة "ChatGPT" حيث يساعده ذلك في كتابة التعليمات البرمجية ومذكرات العمل المتماسكة.
ولمساعدته في الوصول إلى هدفه المتمثل في الحصول على صافي ثروة بقيمة 10 ملايين دولار بحلول الـ35 من عمره، يريد أيضاً إيجاد طريقة لطرف ثالث لتقليد صوته وصورته، حتى يتمكنوا من "القيام بعملي من أجلي"!
وقال العاملون في مجال التكنولوجيا أيضاً إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكتابة رسائل بريد إلكتروني تبدو احترافية لأنهم "ربما لا يجيدون كتابة الأشياء مثل معظم الأشخاص الآخرين".