في الوقت الذي تتعثر فيه
العلاقات الإسرائيلية الخارجية بشكل عام، فإن عرقلة مسار
التطبيع بين الاحتلال والسعودية يحتل أولوية متقدمة، وسط تقديرات بأن التطبيع بين الجانبين يبرد مع تفاقم التصعيد مع الفلسطينيين، بسبب سياسة الحكومة اليمينية في
الضفة الغربية.
صحيفة "
يديعوت أحرنوت" أكدت أن "جهود الاحتلال لإقامة علاقات دبلوماسية مع
السعودية، تراجعت مؤخرا بسبب التصعيد مع الفلسطينيين، والسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعمليات الجيش الإسرائيلي ضد المسلحين الفلسطينيين، وموافقة الحكومة اليمينية على المزيد من بناء المنازل في المستوطنات، فضلا عن التصريحات الإسرائيلية التي أدلى بها المسؤولون والوزراء ضد الفلسطينيين، والإدانات الصادرة من القادة العرب".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مسؤولين سعوديين وإسرائيليين كبار، أعربوا بالتزامن عن عدم تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع السعودية في غضون أشهر، بوساطة أمريكية، على خلفية التخوف الإسرائيلي من التقارب الخليجي من إيران، مما دفع مسؤولا إسرائيليا للقول صراحة بأن "الظروف القائمة برّدت الحماسة بينهما".
وأشارت إلى أنه "بينما يستمر التعاون الهادئ بين إسرائيل والسعودية في مجالات الأمن والاستخبارات والأعمال التجارية، وتتواصل الجهود لتوسيعها، لكن التواصل السياسي والتطبيعي مع المملكة ودول إسلامية أخرى تباطأت، ولعل من المؤشرات الواضحة على عدم الرضا من جانب السعودية عن السلوك الإسرائيلي صدور عدد الإدانات الرسمية، التي أصدرتها منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو إلى منصبه، وحتى اليوم".
وأحصت الصحيفة أنه "منذ كانون الأول/ ديسمبر 2022 حين وصل نتنياهو إلى مكتب رئاسة الحكومة للمرة السادسة، فقد صدرت 12 إدانة سعودية للممارسات الإسرائيلية، بين توسيع المستوطنات بالضفة الغربية إلى الرد على دعوة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لـ"محو بلدة حوارة"، في حين أن العام الماضي بأسره أدانت السعودية إسرائيل في حالتين فقط، بينما يرى نتنياهو أن توسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، هدف مركزي قد يعزز جهود إسرائيل ضد طموحات إيران العسكرية، ويقلل الدعم العالمي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأوضحت أن "نتنياهو الذي يعتبر أن إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية أولوية له، فقد أعلن في ديسمبر أنني "أريد أن أذهب بأكبر قدر ممكن تجاهها، ولكن في بعض الأحيان، فإن القيام بهذه الرحلات يستغرق زمنا طويلا، وهناك حاجة لخطوات أصغر، وهذه ليست مشكلة، هناك بالفعل أشياء تحدث"، وذكرت الصحافة الغربية أنه في إطار محادثات الولايات المتحدة مع السعودية، لتعزيز اتفاقية التطبيع، فقد طالبت الأخيرة بضمانات أمنية من واشنطن للمساعدة بتعزيز برنامجها النووي المدني، والدعم الأمريكي لتخصيب اليورانيوم".
من الواضح أنه من أجل التوصل إلى اتفاق تطبيع دراماتيكي بين الاحتلال والسعودية، فإن الاحتلال يبدي رغبة بتجاوز عدد من الصعوبات، مثل خوف الرياض من رد فعل قاس تجاهها من العالم العربي والإسلامي، في حال أعلنت علاقاتها السرية حتى الآن مع تل أبيب.
في الوقت ذاته، فقد شكل إعلان إيران والسعودية عن علاقات دبلوماسية جديدة بينهما تحديا جديدا للاحتلال، وعن إعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين، مما يعني بالنسبة له خطوة دراماتيكية بعد سنوات من الانفصال بينهما منذ يناير (كانون الثاني) 2016.