كشفت أوساط دبلوماسية
إسرائيلية، جانبا من كواليس الغضب الأمريكي، من
حكومة
نتنياهو، والضغوط التي مورست عليها، على خلفية تفاقم الاحتجاجات على خطط
التغييرات القضائية.
وتحدثت الأوساط الدبلوماسية، عن "تسريبات وصلت
إلى حد وصف الرئيس الأمريكي جو
بايدن، للمحيطين به بأنها أيام عاصفة مرت على دولة الاحتلال خلال
الاحتجاجات على التغييرات القانونية، مؤكدا أننا قلقون للغاية مما يحصل فيها، ولا
يمكنهم المضي في هذا الطريق، وأنه لا ينوي دعوة نتنياهو للبيت الأبيض في المستقبل
القريب".
وأشارت صحيفة
يديعوت أحرونوت في تقرير ترجمته
"عربي21" إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أكد أنه لا توجد
خطط حاليًا لدعوة نتنياهو لزيارة واشنطن، فيما ردّ وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي
زوهار على الكلام المنسوب لبايدن بزعمه أنه "من المحزن أن يكون الرئيس ضحية
الأخبار الكاذبة التي انتشرت في إسرائيل ضد إصلاحنا القانوني المبرر، فيما ذكرت
صحيفة "نيويورك تايمز" أن نتنياهو تعرض لضغط شديد من الولايات المتحدة
في الـ48 ساعة التي سبقت بيانه المتراجع عن خطته القانونية".
وأوضحت أن "حكومة نتنياهو تعرضت للقصف
بتحذيرات من الإدارة الأمريكية التي أعربت عن مخاوفها من الإضرار بصورة إسرائيل،
من خلال الإعلان غير العادي الذي نشره البيت الأبيض في ذروة التظاهرات العفوية
التي اندلعت إثر إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، وهو تحذير علني مخالف لتوجيهات
واشنطن، التي بموجبها تمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية لحلفائها".
وأكدت أنه "في المحادثات الخاصة فقد بدا أفراد
إدارة بايدن حازمين للغاية، وصريحين بسبب الخوف من عواقب التغييرات القانونية،
وأعربوا عن قلقهم بشأن إقالة غالانت الذي يعتبر حليفًا للأمريكيين عندما يتعلق
الأمر بالقضايا الأمنية، وبالنسبة لهم فهو محاور موثوق به، وهو نوع من المسؤولين البالغين
بالتأكيد أمام وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فيما ظهر السفير
الأمريكي في تل أبيب توم نايدس عاملاً مهمًا بنقل الرسائل الأمريكية في الأيام
الأخيرة".
يمكن قراءة مؤشرات الغضب الأمريكي من حكومة
الاحتلال بسبب خطواتها الأخيرة، بعد أيام فقط من قمة شرم الشيخ، وعشية دخول شهر
رمضان، حيث افتعلت أزمة مع الأمريكيين، ما دفعهم لاستدعاء سفيرها لديهم، وهو أول
استدعاء منذ 13 عامًا، ما يكشف عن تدهور حقيقي في علاقاتهما منذ سنوات طويلة.
إلى ذلك قالت أوساط سياسية إسرائيلية إن رون ديسانتيس
المتنافس مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على قيادة الحزب الجمهوري في
انتخاباته التمهيدية سيزور دولة الاحتلال نهاية نيسان/أبريل المقبل بمناسبة مرور
75 عامًا على تأسيسها، على أن يكون المتحدث الرئيسي في الحدث، بحضور أربعمائة ضيف
من داخل إسرائيل وخارجها، منهم 120 من رجال الأعمال اليهود الأمريكيين، مركزا على
أهمية العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت
أحرونوت، أكد أن "ديسانتيس سيلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقوم
بجولة في الضفة الغربية، ما قد يؤدي لإثارة غضب ترامب، الذي يعتزم خوض الانتخابات
التمهيدية للحزب الجمهوري، رغم أن الضيف الأمريكي سيزعم توجهه لتعزيز العلاقة مع
الاحتلال من خلال زيادة الاستثمارات من قبل الشركات الإسرائيلية، ومحاربة حركة
المقاطعة العالمية BDS ،
بزعم أن السكان اليهود هم الأسرع نموًا في الولايات المتحدة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن
"ديسانتيس الذي يزور دولة الاحتلال وسط توتر العلاقات معها، سبق له أن أعلن
في 2018 أنه سيكون أكثر حاكم مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، شارحا كيف أنه
ساعد بتمهيد الطريق لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وأن
الضفة الغربية ليست أرضا محتلة، بل هي أرض متنازع عليها".