كتاب عربي 21

استياء المعارضين من قوائم المرشحين

تقدم مرشحو الأحزاب الصغيرة على قوائم الشعب الجمهوري- جيتي
سلمت الأحزاب السياسية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية في 14 أيار/ مايو القادم بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، قوائم مرشحيها إلى اللجنة العليا للانتخابات. وأثارت القوائم المعلنة موجة استياء واسعة في صفوف مؤيدي أحزاب المعارضة، على رأسها حزب الشعب الجمهوري، وأبدى مؤيدو هذا الأخير انزعاجهم من ترشح منشقين عن حزب العدالة والتنمية وأسماء مقربة من جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني ضمن قوائم الحزب.

رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو رشح عشرات من أعضاء الأحزاب الأربعة الصغيرة في الطاولة السداسية كما وعد ليضمن ترشحه للانتخابات الرئاسية. وكان معظم هؤلاء قد تعرضوا لانتقادات شديدة من قادة حزب الشعب الجمهوري وأنصاره حين كانوا منتمين إلى حزب العدالة والتنمية، كوزير العدل الأسبق، سعد الله أرغين، الذي تم ترشيحه ضمن قائمة العاصمة أنقرة لحزب الشعب الجمهوري. ويتهم أنصار الحزب أرغين بأنه مسؤول عن افتعال قضايا لتصفية الأتاتوركيين من الجيش التركي لصالح الموالين لجماعة غولن.
كليتشدار أوغلو يتوقع أن يحصل على مزيد من أصوات الناخبين بفضل دعم الأحزاب الأربعة، إلا أن حساباته قد تخطئ، فيخسر نسبة أكثر مما يكسبها بسبب غضب الناخبين المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري من ترشيح أعضاء تلك الأحزاب ضمن قوائم حزبهم،

كليتشدار أوغلو يتوقع أن يحصل على مزيد من أصوات الناخبين بفضل دعم الأحزاب الأربعة، إلا أن حساباته قد تخطئ، فيخسر نسبة أكبر مما يكسبها بسبب غضب الناخبين المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري من ترشيح أعضاء تلك الأحزاب ضمن قوائم حزبهم، في الوقت الذي تشير فيه نتائج استطلاعات الرأي إلى ارتفاع شعبية حزب البلد برئاسة محرم إنجه.

أحزاب السعادة، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم، بالإضافة إلى الحزب الديمقرطي، لا تخوض الانتخابات البرلمانية بقوائمها، بل إنه تم ترشيح عدد من أعضائها ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، ما يعني أن تلك الأحزاب ستدعو أنصارها إلى التصويت لصالح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية. إلا أن رئيس فرع مدينة كارامان للحزب الديمقراطي، أمير موسى بيديلي، قال إنهم لن يدعموا مرشحي حزب الشعب الجمهوري في المدينة بسبب ترشيح ثلاثة فقط من أعضاء الحزب الديمقراطي، في مقبال ترشيح 25 من أعضاء حزب الديمقراطية والتقدم، و24 من أعضاء حزب السعادة، و19 من أعضاء حزب المستقبل.

حزب الشعب الجمهوري في ذاكرة الشعب التركي المحافظ يعني الظلم الذي تعرض له المتدينون في النصف الأول من القرن الماضي، من إعدامات واعتقالات وحظر تعليم القرآن الكريم وفرض رفع الأذان باللغة التركية. ويلخص ما نُقل عن أحد الشخصيات الدينية والاجتماعية المعتبرة في مدينة قونيا، وهو حجي أويس زاده مصطفى أفندي، نظرة المتدينين إلى حزب الشعب الجمهوري، حيث قال، رحمه الله، إن هذا الحزب أسسه "مبنية على الكفر"، مشيرا إلى أن أولياء الله كانوا دائما يدعون عليه وأن الذين يحبون الله لا يحبونه، كما أن أعداء الله كانوا دائما يدافعون عن حزب الشعب الجمهوري. ويذكر أنه شبه حزب الشعب الجمهوري بـ"إناء فاسد يسمم ما يوضع فيه"، محذرا من الانضمام إلى هذا الحزب ولو بنية صالحة. وبالتالي، فستجد الأحزاب الأربعة صعوبة بالغة في إقناع الناخبين المتدينين بضرورة التصويت لحزب الشعب الجمهوري.

أنصار الأحزاب الأربعة الصغيرة سينقسمون في هذه الانتخابات إلى أربعة؛ فمنهم من سيصوت لكليتشدار أوغلو وحزب الشعب الجمهوري، ومنهم من سيصوت لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، فيما سيصوت بعضهم لأردوغان في الانتخابات الرئاسية ولأحزاب أخرى، مثل حزب الرفاه الجديد، في الانتخابات البرلمانية، كما أن جزءا منهم سيقاطعون الانتخابات.
أنصار الأحزاب الأربعة الصغيرة سينقسمون في هذه الانتخابات إلى أربعة؛ فمنهم من سيصوت لكليتشدار أوغلو وحزب الشعب الجمهوري، ومنهم من سيصوت لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، فيما سيصوت بعضهم لأردوغان في الانتخابات الرئاسية ولأحزاب أخرى، مثل حزب الرفاه الجديد، في الانتخابات البرلمانية، كما أن جزءا منهم سيقاطعون الانتخابات

رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، ورئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، جزم كل واحد منهما قبل فترة وجيزة بأن حزبه سيخوض الانتخابات البرلمنية بشعاره وقوائمه الخاصة به، كما أنهما اتهما القائلين بأن الأحزاب الأربعة ستخوض الانتخابات ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، بترويج إشاعات وأكاذيب. ومن المؤكد أن عدم خوض الحزبين للانتخابات البرلمانية بقوائمهما الخاصة بهما بعد كل تلك التصريحات يشكل ضربة لمصداقية الزعيمين، كما أنه يشير إلى عدم تمتعهما بشعبية كبيرة في الشارع التركي كما يزعمان.

الحزب الجيد برئاسة ميرال آكشينار هو الآخر يعاني من تململ وانزعاج واستقالات في صفوفه بسبب قوائم المرشحين. وأعلن القيادي في الحزب وكبير مستشاري رئيسته، إيتون تشيراي، انسحابه من الترشح قبيل تسليم القوائم إلى اللجنة العليا للانتخابات، واعترف بأن شعبية الحزب في تراجع، كما أنه أعلن احتجاجه على ترشيح مقربين من جماعة غولن ضمن قوائم الحزب، كوزير الداخلية الأسبق، إدريس نعيم شاهين، الذي جاء اسمه على رأس المرشحين في مدينة أوردو، علما بأنه متهم بتسهيل تغلغل أعضاء الجماعة في مؤسسات الدولة.

وفي المقابل، يسود هدوء في أحزاب تحالف الجمهور إلى حد كبير. وكان حزب الحركة القومية أول حزب سلم قوائم مرشحيه إلى اللجنة العليا للانتخابات. وأما حزب العدالة والتنمية فطبق قاعدة عدم ترشيح أحد أكثر من ثلاث مرات متتالية، ما أدى إلى تجديد كبير في قوائم المرشحين. كما أن خوض أحزاب تحالف الجمهور للانتخابات البرلمانية بشعارها وقوائمها الخاصة بها، باستثناء حزب الدعوة الحرة "هدى- بار" وحزب اليسار الديمقراطي، يمنح الناخبين المؤيدين لتحالف الجمهور فرصة الاختيار من بين تلك الأحزاب.

twitter.com/ismail_yasa