كشفت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية عن مشروع جديد لوزير الخارجية إيلي
كوهين، سيعمل بموجبه ستة مذيعين على شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز مواقف
دولة الاحتلال؛ بهدف محاربة المنظمات التي تقاطعها حول العالم.
آنا بيرسكي، مراسلة صحيفة
معاريف، ذكرت أن "كوهين يقوم حاليًا بالترويج لمشروع توعوي يسمى "
السفراء الرقميين"، حيث سيشارك فيه مؤثرون في شبكات التواصل الاجتماعي للترويج للمواقف الإسرائيلية في الخارج، وسيكون المرشح الأول لهذا الموقع الجديد هو الكاتب الصحفي يوسف حداد، الذي يتبنى مواقف دولة الاحتلال على طول الخط، ودون تحفظ، وقد بدأت وزارة الخارجية تجري اتصالاتها معه باتجاه انخراطه في المشروع".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "دافع وزارة الخارجية الإسرائيلية للشروع في هذا المشروع ما تكتسبه شبكات التواصل الاجتماعي من زخم كبير في التسويق لمواقفها السياسية والدبلوماسية، مع قدرتها على الوصول إلى جمهور من ملايين المشاهدين حول العالم، حيث تمتلك وزارة الخارجية مئة سفارة حول العالم تنفذ التوعية المستمرة للأنشطة في البلدان التي يتواجدون فيها".
وأكد أن "المبادرة الجديدة للوزير كوهين ووزارة الخارجية سيعين بموجبها خلال العام المقبل حوالي ستة سفراء رقميين، سيعملون على الشبكات الاجتماعية للترويج لمواقف دولة الاحتلال، بهدف محاربة منظمات المقاطعة، ونزع الشرعية عنها".
تجدر الإشارة إلى أن حداد هو من فلسطينيي48، وهو مسيحي خدم في جيش الاحتلال، وقاتل في لواء غولاني، وأصيب في إحدى الهجمات العدوانية للجيش، وقد نشط في السنوات الأخيرة في مجال الدفاع عن دولة الاحتلال في جميع أنحاء العالم.
يكشف هذا المشروع الدعائي الإسرائيلي الجديد عن التحدي الذي يواجهه الاحتلال الإسرائيلي في العالم الافتراضي، ما يجعله يستعين بمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمواجهة
الرواية الفلسطينية، ومن أجل ذلك نظم الصندوق القومي اليهودي ووزارة الخارجية حملة دعائية من مجموعة من نشطاء شبكات التواصل الإسرائيلي ممن أجروا جولات سياحية، في محاولة لاستعادة زخم تأييد الاحتلال، من خلال استخدام شعبيتهم على منصة تيك توك تحديدا، وتتركز مهمتهم في الرد على المنشورات المعادية لإسرائيل، وتخفيض العداء لها.
في الوقت ذاته، تزعم دولة الاحتلال أن مثل هذه الحملة الدعائية تعدّ "السلاح الأمضى" الذي تملكه فيما تسميه "حرب المعلومات"، وهي ساحة المعركة الوحيدة التي ما زال يخسر فيها، باعترافه هو، ما دفعه للاستعانة بمن يصفهم بـ"المحاربين الرقميين"، وعدد متابعيهم الهائل، لإيصال الرسالة التي فشلت الهيئات الرسمية في نقلها للعالم، من خلال رسالتهم الموحدة أن للاحتلال الحق في الدفاع عن نفسه أمام الفلسطينيين.
مع العلم أن هذا الفريق الإسرائيلي من المؤثرين يحظى بجلسات تدريبية، وإيجاد صلات بينه وبين المؤثرين اليهود من الخارج، لمواجهة تراجع صورة الاحتلال لدى الرأي العام العالمي، واعتباره يرتكب جرائم حرب، وينفذ نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين، لاسيما مع النشاط الذي يبذله المدونون الفلسطينيون وأنصارهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.