كشفت أوساط سياسية إسرائيلية أنه في صباح اليوم التالي لإقالة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو لوزير حربه يوآف
غالانت، قرر البيت الأبيض إيصال رسالة شخصية من الرئيس
بايدن إلى نتنياهو عبر السفير توم نايديس في تل أبيب، تضمنت صياغة أقسى من التي نُشرت علنا، وتم التأكيد على أن بايدن يتوقع انسحاب نتنياهو من التشريعات القانونية.
باراك رافيد، المراسل السياسي لموقع "
ويللا" العبري، أكد أنه "في صباح اليوم التالي للإطاحة بغالانت، سلم بايدن رسالة شخصية وسرية إلى نتنياهو، يطالب فيها بوقف تشريع الثورة القانونية، ومحاولة إيجاد حل وسط، وفقًا لمصدرين أمريكيين مطلعين على الأمر، وبعد ذلك بقليل قرر الأخير تأجيل التشريع، وتُظهر رسالة بايدن السرية لنتنياهو أنه منخرط بشكل مباشر في حملة الضغط التي أجراها البيت الأبيض بشأن هذه القضية علنًا، وعبر قنوات هادئة، لإقناع رئيس الوزراء بوقف التشريع".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أن "قرار نتنياهو إقالة غالانت صدم البيت الأبيض، الذي أطلق سلسلة مشاورات عاجلة بين مستشاري الرئيس بشأن رد أمريكي محتمل، وإحدى الأفكار التي أثيرت في المشاورات هي إلغاء مشاركة نتنياهو في قمة البيت الأبيض للديمقراطية التي تعقد هذا الأسبوع إذا لم يوقف التشريعات، لكن الفكرة لم تحظ بتأييد واسع من مستشاري بايدن، وقد تحدث نتنياهو في القمة، زاعما أنه يعمل على التوصل إلى حل وسط بخصوص الإصلاح القانوني".
وأشار إلى أنه "في نفس النقاش في البيت الأبيض، تقرر أخيرًا خطوتان: علنية وسرية، أولاهما قرار مستشاري بايدن إصدار بيان صحفي نيابة عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، تم التأكيد فيه على قلقهم بشأن الوضع، ودعوة نتنياهو للترويج لحل وسط، وقالت مصادر أمريكية إن البيت الأبيض قرر تسليم رسالة شخصية وسرية من بايدن إلى نتنياهو، وطلب مستشاروه موافقته على الخطوة، وأعطى "الضوء الأخضر"، وقد نقل نايدس الرسالة السرية لمكتب نتنياهو".
وأوضح أن "هذه الرسالة السرية صيغت بشكل أكثر حدة من الرسالة العامة التي أُعطيت لوسائل الإعلام، وأكد فيها بايدن لنتنياهو أنه يتوقع منه وقف التشريع، وقال إنه "لا يمكنهم الاستمرار بهذا الطريق، وقد أوضحت ذلك لنتنياهو، لم أخبره بشكل مباشر، بل نقلت رسالة عبر سفيرنا، وتمحورت الرسالة طوال الوقت على حث القيادة الإسرائيلية على إيجاد حل وسط في أسرع وقت ممكن".
ونقل عن السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب دان شابيرو، الذي يعمل اليوم باحثًا في المجلس الأطلسي في واشنطن، أن "بايدن صديق قديم لنتنياهو، وملتزم بالتحالف مع إسرائيل، لكن الرئيس يدرك أنها على المحك بسبب الخطة القانونية على صعيد أمنها واقتصادها وسمعتها، وإذا تضررت هذه فإنها ستضر بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهذه هي الرسالة التي نقلتها واشنطن إلى تل أبيب بانتظام في الأيام الأخيرة، وساعدت بإقناع نتنياهو بوقف التشريع".
وأشار إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض للشؤون الخارجية والأمنية جون كيربي أكد في إحاطته اليومية للصحفيين أن "إسرائيل دولة ذات سيادة، وستتخذ قرارات سيادية، لكننا نريد أن نرى القرارات تُتخذ بالإجماع، وبقاعدة عريضة من الدعم قدر الإمكان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتغييرات التي تؤثر على نظام التوازن، وقد حثت الإدارة قادة إسرائيل على إيجاد حل وسط يحافظ على الكوابح".
وأكد أن "بايدن قرر تحويل رسالته الخاصة لنتنياهو لرسالة عامة، آملا أن ينسحب من خطته لإضعاف نظام القضاء، وأوضح أنه من غير المتوقع أن تتم دعوته للبيت الأبيض في المستقبل القريب، ما أظهر حدة الأزمة بينهما، وتسبب بإثارة موجات انتقادات سياسية في إسرائيل بزعم أنها دولة مستقلة تتخذ قراراتها بناء على إرادتها، وليس على أساس ضغوط خارجية، حتى أن عددا من أعضاء الكنيست ووزراء الليكود هاجموا بايدن، وأن عضو الكنيست ناسيم فاتوري من الليكود زعم أن إسرائيل لا تحتاج الولايات المتحدة للحفاظ على أمنها".
وأشار إلى أن "نتنياهو حاول البدء بتهدئة التوترات، وأصدر توجيهاً لوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود بعدم التعبير عن أنفسهم في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، لأنه غير مهتم بأزمة مع إدارة بايدن، ويريد التوصل لاتفاق مع المعارضة بشأن الخطة القانونية لوضع هذه القضية وراءه، لأنه يتفهم الواقع الذي نشأ، والتهديدات الأمنية التي يجب التركيز عليها الآن".
وختم بالقول إن "هناك احتمالا بألا يتمكن الائتلاف والمعارضة في تل أبيب من التوصل إلى اتفاق واسع حول الإصلاح القانوني، بحيث يمكن أن تطرح خطة إضعاف المحكمة العليا للتصويت في أي لحظة، وفي ظل هذه الظروف فإن لقاءً بين نتنياهو وبايدن سيكون أمرا صعبا للغاية".