قالت المعالجة النفسية البريطانية،
وعضو الشبكة البريطانية الفلسطينية للصحة النفسية، غوين دانيال، معلقة على إزالة
مستشفى في
بريطانيا صورا رسمها أطفال فلسطينيون، إن الأمر لا ينفصل عن العنف
المروع الذي يرتكبه المستوطنون في
إسرائيل بدعم من شخصيات حكومية.
ولفتت الكاتبة التي تدير مركز الصدمات
النفسية في قطاع
غزة، إن جمعية بريطانية مؤيدة لإسرائيل استطاعت بطريقة ما الضغط
على المستشفى الواقع في ويستمنستر، لإزالة لوحات فنية رسمها أطفال فلسطينيون من
القطاع المحاصر.
ولفتت إلى أن الجمعية قدمت شكوى للمستشفى:
"نيابة عن المرضى اليهود الذين شعروا بالاستياء وشعروا بأنهم ضحايا بسبب الصور
المعلقة".
وتابعت بأن المنزعجين من الصور
الفلسطينية التي تعبر عن آمال وأحلام الأطفال، وحب الأرض، والمعاناة، نظروا إلى
اللوحات على أنها تهديد لليهود الداعمين لإسرائيل، ويجب إزالتها.
وتابعت دانيال في مقالها المنشور في
موقع "
ميدل إيست آي" بأنه كلما كانت إسرائيل أكثر تطرفا وعنفا، وكلما
زادت انتهاكاتها لحقوق الإنسان، كان من الصعب أن تصور نفسها للعالم الخارجي أنها ضحية.
ولفتت إلى أنه من المفهوم أن العديد من
اليهود المرتبطين بإسرائيل بشكل قوي، سيشعرون بالضيق عندما يواجهون أدلة على جرائمها،
لكن من غير المقبول أن تقوم الهيئات الموالية لإسرائيل في المملكة المتحدة، بحجب صور المعاناة، والجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
وأشارت
إلى أن الحادثة ذكرتها بالعروض التقديمية التي قدمتها للمعالجين النفسيين الآخرين الذين
يعملون مع أسر المصابين بالصدمات النفسية في غزة، وفي كل مرة كان يعرب البعض
مسبقا عن مخاوفه من أن مثل هذه الأعمال ربما تكون "مثيرة للانقسام" أو ربما
تؤدي لشعور البعض بعدم الارتياح.
وأضافت
أن العنصرية متأصلة في الأنظمة الاستعمارية والاستيطانية، واصفة إسرائيل بأنها دولة
استعمارية
استيطانية في العصر الحديث.
وأكدت
أن "مستوى اليقظة المفرط الذي أظهرته بعض
الجماعات الموالية لإسرائيل في المملكة المتحدة هو الوجه الآخر للمراقبة المفرطة التي
تمارس على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة".
ولفتت
إلى أن البعض يرفض أن ينظر إلى الأطفال الفلسطينيين على أنهم بشر يمتلكون كيانهم
الخاص، وآمالهم، ومخاوفهم، ورغبتهم في الحياة.
ونوهت
إلى أن الشكوى من لوحات فنية رسمها أطفال، هو مثال ممتاز على ما سبق، لا سيما أن
البعض رأى في هذا الفن تهديدا لراحة بال مواطنين يهود!
وهذا
التصرف بحسب رأي الكاتبة، هو نهج يعكس تماما وجهة النظر الإسرائيلية القائلة بوجوب التعامل مع الأطفال الفلسطينيين كما لو أنهم ليسوا
أطفالًا على الإطلاق، وبالتالي فهم لا يستحقون أي تعاطف، بل ويجب أن يقتصر هذا التعاطف
على أولئك الذين يشعرون بالتهديد من هؤلاء الأطفال.
وجاءت واحدة من الشكاوى من اللوحات بحسب المقال، بشأن واحدة فيها تعريف عن الصيد بالشباك في التاريخ الفلسطيني، وفيها أن
الخط الساحلي يمتد من رفح جنوبا إلى رأس الناقورة شمالا، الأمر الذي أزعج اليهود
الذين اعتبروه تنكرا لوجود إسرائيل.
وجاءت ملاحظة أخرى على لوحة فيها قبة الصخرة، وعليها علم فلسطيني كبير، الأمر الذي
أثار حفيظة البعض قائلين إن هذا الموقع مبني على أنقاض معبد يهودي، ويبدو في اللوحة أنه جزء من دولة فلسطين.
وقالت
إن هذه الشكاوى تتجاهل رغبة الفلسطينيين الذين يشهدون أراضيهم وهي تتقلص يوما بعد يوم،
وتتجاهل إصرارهم على وجودهم في القدس المحتلة.
وختمت بأننا "بحاجة إلى النظر في
الصحة النفسية والجسدية لأطفال غزة وما يمكن فعله للحفاظ عليها، إنها مفارقة عميقة
أن الأعمال الفنية التي تمت إزالتها كانت معلقة في قسم الأطفال في مستشفى يوفر رعاية صحية
ممتازة، لا أمل لأطفال غزة بالحصول عليها.