أعلنت زعيمة حزب الجيد ميرال
أكشنار، ضمنيا الانسحاب من
الطاولة السداسية للمعارضة، مشددة على أنها أصبحت لا تمثل "إرادة الشعب"، ما يثير التساؤلات حول تأثير الخلافات بين
المعارضة على
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.
وعقد قادة الطاولة السداسية، اجتماعهم الـ12 بضيافة زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو في أنقرة أمس الخميس، وانتهى بالإعلان عن موعد جديد من أجل الكشف عن المرشح المشترك، لكن الكواليس أشارت بعد ذلك إلى رفض أكشنار لترشح كليتشدار أوغلو.
وعقدت أكشنار بعد انتهاء اجتماع الطاولة السداسية، لقاءات مع قادة حزبها، انتهت بإعلانها رفض ترشح كليتشدار أوغلو رسميا، وأن الحزب يفضل خوض الانتخابات بأحد رؤساء البلديات أكرم إمام أوغلو أو منصور يافاش.
وأوضحت أكشنار أن اجتماع الخميس، ناقش المرشح الرئاسي المشترك، وأعربت خمسة أحزاب قبولها بترشح كليتشدار أوغلو، لكننا اقترحنا أسماء رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وتابعت بأنها في الاجتماع طرحت فكرة تحديد المرشح الرئاسي المشترك وفقا لتقديرات استطلاعات الرأي، لكن المقترح رفضه الآخرون.
وشددت على أنه اعتبارا من يوم الخميس، لم تعد الطاولة السداسية تمثل "إرادة الشعب"، بل تحولت لطاولة تعمل لمصالح شخصية.
ولفتت إلى أنها ستجري اتصالا بيافاش وإمام أوغلو لدعوتهما إلى الترشح للرئاسة لمنافسة
أردوغان.
وهاجم زعيم "الحزب
الجمهوري"، ميرال أكشنار، معتبرا أنها استخدمت "لغة أردوغان"، في
إعلانها مغادرة طاولة المعارضة السداسية.
وقال كيلتشدار
أوغلو في مقطع مصور نشره عبر تويتر، إن الشركاء الآخرين في تحالف المعارضة لم يخرجوا
إلى وسائل الإعلام ويوجهون الإهانات، متعهدا بتوسيع طاولة المعارضة.
وأضاف: "يجب
ألا تكون لغة أردوغان على هذه الطاولة.. لم أر أيا من قادة الطاولة السداسية يحاول
جمع الأصوات من داخل التحالف"، في إشارة إلى تصريحات أكشنار الأخيرة، التي دعت
فيها أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش للترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
صحفي تركي: خمسة أحزاب قد تعلن ترشح كليتشدار أوغلو الاثنين
الكاتب الصحفي إسماعيل صايماز، ذكر أن قادة الأحزاب الأربعة أعلنوا موافقتهم على ترشح كليتشدار أوغلو، لكن أكشنار أصرت على موقفها وطالبت بتأجيل الاجتماع من أجل التشاور مع هياكل حزبها.
وتفضل الغالبية العظمى في حزب الجيد ترشح منصور يافاش، وتعتقد بأنه إذا أصبح كليتشدار أوغلو مرشحا فسيخسر الحزب 5 بالمئة من الأصوات، لكن قسما آخر لا يعترض على ترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري، وفقا لصايماز.
واعتقد صايماز أن تعقد الطاولة اجتماعها الاثنين المقبل، بالإعلان من خمسة أحزاب على ترشيح كليتشدار أوغلو.
وشارك رئيس الشؤون المالية في حزب الجيد، أوميت ديكباير تغريدة على حسابه في "تويتر" كتب فيها: "الأمة أكبر من خمسة"، ليقوم بعد ذلك بمسح التغريدة.
الطاولة السداسية انتهت
المحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، قال لـ"
عربي21"، إن الطاولة السداسية انتهت، وسيعمل حزب الجيد على ترشيح يافاش أو إمام أوغلو بشرط الاستقالة من حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف ياشا لـ"
عربي21"، أن المشكلة أن هناك صراعا بين إمام أوغلو ويافاش، مستبعدا استقالة أي منهما.
ورأى أن كافة أحزاب الطاولة السداسية الآن في موقف حرج كبير، بعد انهيار تحالف الطاولة، وسنشهد تلاسنات بين الكماليين والأكرميين والمنصوريين.
وأشار إلى أن المعارضة ستنشغل الآن بالصراع الداخلي بين مرشحيها، معتقدا بأن حزب الجيد قد يتحالف مع أحزاب أخرى مثل حزب البلد الذي يقوده محرم إنجه.
وتوقع الكاتب أن تبقى الأحزاب الأربعة الصغيرة ضمن التحالف مع "الشعب الجمهوري"، لتصبح الطاولة خماسية، لأنها تعلق آمالها على هذا التحالف، ولا ترى مشكلة بترشح كليتشدار أوغلو.
وتابع بأن هناك عائقا يتعلق بتحديد القوائم الانتخابية، وهناك حديث يدور حول طلب داود أوغلو ما بين ٢٠ إلى ٣٠ مقعدا، وهو أمر من الصعب أن يتقبله حزب الشعب الجمهوري.
ورأى ياشا لـ"عربي21"، أن الصراعات بين المعارضة سترفع حظوظ أردوغان، وخاصة أن أكشنار اتهمت حلفاءها في الطاولة بالتآمر على الحزب الجيد.
ونوه إلى أن الرأي العام في البلاد، منذ فترة كان يراقب خلافات الطاولة السداسية، ويتذكر أزمات الحكومات الائتلافية، ولم يبق كثيرا لموعد الانتخابات، وقد نشهد الآن اتهامات متبادلة بين أنصار كليتشدار أوغلو وأنصار أكشنار وإمام أوغلو ويافاش.
الخميس بداية هزيمة طاولة المعارضة
الكاتبة التركية كوبرا بار، في تقرير على صحيفة "
خبر ترك" ذكرت أن هناك قراءة واحدة بشأن البيان القصير والذي لم يتطرق للأهداف المشتركة أو الزلزال، وهي أن الطاولة السداسية أفسدت مسألة المرشح المشترك.
وتابعت بأنه "مثلما لم يتمكنوا من الاتفاق خلال عام كامل، ولم يتم تحديد الطريقة لذلك، فقد كانت السذاجة الاعتقاد بأن تأجيل مناقشة المرشح المشترك إلى يوم القرار، ستحل المشكلة".
وأضافت أنه منذ أشهر كان واضحا إصرار حزب الشعب الجمهوري على ترشيح كليتشدار أوغلو، وأن حزب الجيد يوصي بترشيح إمام أوغلو أو يافاش لأنه يعتقد بأن فوز زعيم حزب الشعب الجمهوري سيكون محفوفا بالمخاطر، ولم يتراجع الطرفان عن موقفهما.
وأشارت إلى أن كليتشدار أوغلو نجح في إقناع قادة الأحزاب الأربعة الصغيرة بشأن ترشحه، عبر وعد قدمه لهم بأن يكونوا نوابا للرئيس، لكنه لم يتوصل إلى حل وسط مع الشريك الأكبر في التحالف. كما أن أكشنار أصرت على موقفها بشأن يافاش أو إمام أوغلو بما يتماشى مع مطالب حزبها وأنصاره.
وتساءلت الكاتبة: "لماذا ترك هذا الأمر حتى اللحظة الأخيرة، لماذا لم يتوصل زعيما أكبر حزبين بالمعارضة إلى اتفاق منذ أشهر، ولماذا قوضوا ثقة الجمهور في المعارضة من خلال عكس واقع وجود خلاف على الطاولة؟".
وتابعت بأن "كارثة كبيرة حصلت في
تركيا أدت لمقتل 50 ألف مواطن، لماذا لم تحسم الطاولة قضية المرشح بهدوء في هذه الأيام المؤلمة، وركزوا على تضميض الجراح في المنطقة المنكوبة؟.. ما العقبة أمام قادة الطاولة السداسية للذهاب إلى منطقة الزلزال معا؟".
وقالت: "كيف سيقنع تحالف لا يستطيع أن يسير جنبا إلى جنب حتى في أسوأ كارثة في تاريخ البلاد، ولم يتمكن من التوافق على مرشح معين حتى اليوم، أنه قادر على حكم تركيا؟".
ونقلت الكاتبة عن خبيرة الاتصال السياسي غولفام صايدان سانفر، قولها أمس على قناة تلفزيونية، إن "أردوغان يراقب الوضع الليلة بابتسامة"، وهي محقة برأيها.
وشددت الكاتبة على أن ما جرى بين الطاولة السداسية، سيسبب انخفاضا كبيرا في أصوات المعارضة، مشيرة إلى أنه لم يعد من الصعب على حزب العدالة والتنمية الفوز بعد ما جرى بين الطاولة السداسية، رغم أن الحزب الحاكم كان يواجه وضعا صعبا بسبب الزلزال.
ونوهت إلى أن أردوغان يعلن اليوم الجمعة عن خطة العمل التي طورها الحزب لمواجهة الزلزال، تحت اسم "درع المخاطر الوطنية".
وتابعت بأنه رغم الانطباع السيء الذي أبدته الحكومة في الأيام الأولى للزلزال، إلا أنها تعمل قدر الإمكان لترتيب المنطقة، وبدأت بتكييف الحملة الانتخابية مع الظروف الجديدة، مع وعود بإعادة بناء المنطقة المدمرة خلال عام واحد، في الوقت الذي تعمل فيه كتلة المعارضة على تعميق الخلاف بينها.
وانتهت الكاتبة بالقول: "الشعب التركي سيتخذ قراره النهائي، لكن 2 أذار/ مارس هو بداية الهزيمة للطاولة السداسية".