أعلنت رئيسة الحزب الجيد التركي المعارض، ميرال أكشنار، رفضها ترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو للانتخابات الرئاسية، مشددة على أن الطاولة السداسية بعد الآن لا تمثل "إرادة الشعب".
وقالت ميرال أكشنار في خطاب الجمعة، إن "الحزب الجيد عالق بين كفي كماشة، نحن مجبرون على الاختيار بين الموت والملاريا".
ولفتت ميرال أكشنار إلى أنها وحزبها كانا يدعمان ترشح رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، أو رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش للرئاسة،لكن الطاولة السداسية مؤخرا فقدت قدرتها على عكس إرادة الأمة.
وأضافت: "الطاولة خرجت عن مسار العقل المشترك حيث يمكن مناقشة المرشحين المحتملين، وتحولت إلى "كاتب عدل" تعمل للتصديق على مرشح معين".
وتابعت: "نحن نقف خلف وعدنا، لكننا لن نراهن، ولن نكون على طاولة نكون فيها "كاتب عدل"، ولن نقضي على أمل أمتنا في الفوز.
وذكرت أنها في الاجتماع طرحت فكرة تحديد المرشح الرئاسي المشترك وفقا لتقديرات استطلاعات الرأي، لكن المقترح رفضه الآخرون.
ولفتت إلى أنها ستجري اتصالا بيافاش وإمام أوغلو لدعوتهم إلى الترشح للرئاسة لمنافسة
أردوغان.
وهاجم زعيم "الحزب
الجمهوري"، ميرال أكشنار، معتبرا أنها استخدمت "لغة أردوغان"، في
إعلانها مغادرة طاولة المعارضة السداسية.
وقال كيلتشدار
أوغلو في مقطع مصور نشره عبر تويتر، إن الشركاء الآخرين في تحالف المعارضة لم يخرجوا
إلى وسائل الإعلام ويوجهون الإهانات، متعهدا بتوسيع طاولة المعارضة.
وأضاف: "يجب
ألا تكون لغة أردوغان على هذه الطاولة.. لم أر أيا من قادة الطاولة السداسية يحاول
جمع الأصوات من داخل التحالف"، في إشارة إلى تصريحات أكشنار الأخيرة، التي دعت
فيها أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش للترشح إلى
الانتخابات الرئاسية.
وذكر المتحدث باسم حزب الجيد كورشات زرولو، أنه جرى التصويت داخل الحزب بشأن قبول أو عدم ترشح كليتشدار أوغلو، وصوت بـ"لا" كافة الأعضاء في الهيئة التنفيذية ورؤساء المقاطعات.
كليتشدار أوغلو يعلق
وردا على تصريحات أكشنار قال كليتشدار أوغلو، في تعليق مقتضب للصحفيين: "لا تقلقوا كافة الأحجار ستتموضع في مكانها، وسنواصل طريقنا".
وتوجه زعيم حزب الشعب الجمهوري إلى المبنى الرئيس لحزبه، لعقد اجتماع طارئ مع الهيئة التنفيذية بعد تصريحات أكشنار.
ما موقف إمام أوغلو ويافاش؟
وفي تصريحات لقناة "HALK" صباح الجمعة، شدد أكرم إمام أوغلو على أنه ليس مرشحا للرئاسة، مضيفا أن كل أعضاء حزب الشعب الجمهوري مرشحهم رئيس الحزب.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن إمام أوغلو ويافاش، وقعا ضمن 11 رئيس بلدية كبرى على تأييدهم ودعمهم لترشح كمال كليتشدار أوغلو.
حملة استقالات في حزب الجيد
وذكرت صحيفة "
جمهورييت" أن شخصيات في حزب الجيد أعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي استقالاتها بعد تصريحات أكشنار.
وكانت أكشنار أربكت المشهد داخل المعارضة الخميس، بعد انتهاء اجتماع الطاولة السداسية دون الإعلان عن مرشح، بسبب طلب أكشنار التشاور مع أعضاء حزبها، إذ أن "حزب الجيد" يشهد انقساما حول قبول كليتشدار أوغلو كمرشح عن المعارضة.
وكانت أحزاب "الطاولة السداسية"، وهي أكبر تكتل للمعارضة التركية، أعلنت إرجاء إعلان المرشح التوافقي الذي سينافس رجب طيب أردوغان على انتخابات الرئاسة منتصف أيار/ مايو المقبل، إلى يوم الإثنين المقبل.
ومع شبه إجماع بأن المرشح التوافقي للطاولة السداسية هو زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، قال بيان مشترك لـ"الطاولة السداسية" عقب اجتماع في مقر حزب السعادة بأنقرة، إنه جرى التوصل إلى تفاهم بشأن المرشح المشترك، ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، سيجري الإعلان عنها وعن اسم المرشح يوم الإثنين السادس من آذار/ مارس الجاري.
وبعد إصدار الطاولة السداسية بيانها، خرجت وسائل إعلام مقربة من حزب الشعب الجمهوري الذي يقوده كمال كليتشدار أوغلو، للقول إن الإرجاء عن اسم المرشح، جاء بسبب طلب ميرال أكشنار، إعطائها مهلة لمشاورة أعضاء حزبها بشأن التوافق على كليتشدار أوغلو مرشحا، وهو ما أكدته أكشنار الجمعة.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن أكشنار خاضت مفاوضات ومناقشات مطولة مع قادة حزبها، من أجل اتخاذ قرار نهائي بشأن قبول ترشح كمال كليتشدار أوغلو من عدمه.
وقال الصحفي ميران ينارداغ، المحسوب على حزب الشعب الجمهوري، إن ما قامت به ميرال أكشنار من خلق ارتباك في "الطاولة السداسية" بشأن المرشح، سيمنح رجب طيب أردوغان الفوز بالانتخابات المقبلة.
وقال الصحفي يانارداغ، في مداخلة على قناة "تيلي1"، إن اللوم سيقع على ميرال أكشنار في حال فوز أردوغان، كما قال إن لوما سيطال رئيسا بلديتي اسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة، منصور يافاش، في إشارة إلى تقارير أشارت حول سعيهما لمنافسة كمال كليتشدار أوغلو للترشح عن حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.
إلا أن رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، قال في حوار تلفزيوني جديد، إنه لا يسعى على الإطلاق لخوض غمار الانتخابات الرئاسية.
وأوضح في لقاء عبر قناة "هالك"، إنه وكافة أعضاء حزب الشعب الجمهوري، اختاروا كمال كليتشدار أوغلو مرشحا رئاسيا لهم.
إلى ذلك، واصل كمال كليتشدار أوغلو نشاطه عقب اجتماع "الطاولة السداسية"، إذ عقد صباح الجمعة اجتماعا مع رئيس "حزب اليسار"، أوندر إشنلر.
كما أظهر لقطات كليتشدار أوغلو وهو يدخل إلى استديو تصوير فوتوغرافي، في إشارة إلى التقاطه صورا لإعلان الترشح للرئاسة.
وفي سياق متصل، أعلن "حزب الرفاه الجديد"، أنه سيختار فاتح أربكان، نجل السياسي الراحل نجم الدين أربكان مرشحا للرئاسة.
كما أعلن زعيم حزب "الظفر" أوميت أوزداغ، أنه سيتوجه إلى أنقرة، لدعوة رئيس البلدية منصور يافاش للترشح للرئاسة، بدلا من كليتشدار أوغلو.