تتجه الطاولة السداسية للمعارضة التركية إلى تسمية مرشحها الرئاسي المشترك الخميس المقبل، في الوقت الذي كثف فيه قادتها لقاءات ثنائية، مع ترقب لإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إجراء موعد الانتخابات في 14 أيار/ مايو المقبل.
والأحد، التقى زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال
كليتشدار أوغلو برئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار، في اجتماع مغلق بينهما استمر ساعة ونصف.
واكتفى كليتشدار أوغلو بوصف اللقاء مع أكشنار بـ"الإيجابي"، في حين أكدت زعيمة حزب الجيد أن موضوع المرشح المشترك لم يتم التطرق إليه في الاجتماع.
والخميس، سيُعقد اجتماع لقادة الأحزاب الستة "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"السعادة" و"المستقبل" و"ديفا" و"الديمقراطي" بضيافة زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو.
ونقلت "بي بي سي" التركية عن مصادر في حزب الشعب الجمهوري، أن كليتشدار أوغلو رفض في اجتماع الهيئة التنفيذية لحزبه الإفصاح عن تفاصيل لقائه مع أكشنار، لكنه أبدى إشارة بأن المرشح المشترك سيتم تحديده يوم الخميس.
وذكر مسؤول في الحزب المعارض، أن المرشح سيتم تحديده في اجتماع قادة الطاولة السداسية الخميس، ولكن قد يتم الإعلان عنه للجمهور في وقت لاحق، مرجحا أن يكون المرشح الرئاسي هو كليتشدار أوغلو.
وأضاف: "لا أعتقد أنه ستكون هناك أي مشاكل بشأن المرشح على الطاولة بعد الآن، وسيتم حل المسألة في 2 آذار/ مارس.. السيد كليتشدار أوغلو أكد أن اجتماعه مع أكشنار كان إيجابيا، وكان بحالة مزاجية جيدة، وأعتقد أنه سيكون هو المرشح، قد تعرب السيدة ميرال أيضا عن انتقاداتها على الطاولة، ولكن في النهاية سيتم التوصل إلى حل وسط".
وذكر مصدر من حزب الجيد لـ"بي بي سي" بالنسخة التركية، أنه "لم يتطرق السيد كمال إلى مسألة ترشحه باجتماعه مع رئيستنا، وخلال الاجتماع جرى النقاش بشأن الأجندة السياسية والأوضاع بعد الزلزال وطريقة إدارتها".
بدوره، قال المتحدث باسم حزب الجيد كورشات زورلو، الثلاثاء، إن "القادة سيحددون المرشح الذي سيصبح الرئيس الثالث عشر لتركيا في اجتماع الخميس، سوف نظهر هذه الإرادة ونشاركها مع شعبنا بمجرد أن يصبح الأمر مؤكدا".
الحديث عن ثلاثة مرشحين
زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، أكد في لقاء على قناة "TV100" أن قضية المرشح لم تكن على جدول أعمال الطاولة في الفترات الماضية، وقد تم التطرق إليها في إطار جانبي، ولكن لم يتم الحديث بشكل جدي بشأنها.
وأضاف، أن بعض قادة الأحزاب أشاروا إلى هذه المسألة، وكان كليتشدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش على الأجندة وسنناقش ذلك في الاجتماع المقبل، وسنحدد كيفية الإعلان عن المرشح المشترك.
وذكرت قناة "سي أن أن" التركية، أن حزب الجيد عقد اجتماعا موسعا لهيئته التنفيذية، جرت فيه مناقشة كافة الخيارات بشأن المرشح الرئاسي.
وأوضحت أنه تم إجراء تقييم بشأن أسماء ثلاثة، وهم: كليتشدار أوغلو، وأكرم إمام أوغلو، ومنصور يافاش.
وأشارت إلى أن التقييمات أشارت إلى أن هناك من يعتقد بأن يافاش لم يرغب في الترشح، لذلك فقد أصبح خارج جدول الأعمال، وهناك من ذكر أن إمام أوغلو يواجه قرارا قضائيا، وإذا تم إقراره فستكون هناك إشكالية، لذا فقد لا يكون ترشيحه مفضلا كثيرا بعد الآن.
وأما بالنسبة لكليتشدار أوغلو، فإن هناك من رأى أنه لا يمكن رؤية نهج من خلاله يجعل
المعارضة قوية في الميدان.
وأكدت مصادر لـ"بي بي سي" النسخة التركية، أنه في اجتماع الهيئة التنفيذية الذي عقد في مقر حزب الجيد، تمت مناقشة مسألة ترشح كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو ويافاش.
وقال قيادي في حزب الجيد: "هناك ثلاثة أسماء جرى الحديث بشأنها، والسيد كمال لم يكن يقول إنه المرشح، ولكن يجري التداول بشأنه الآن، وجرى تقييم ذلك، أعتقد أن القادة سيجلسون ويتخذون قرارا ويتوصلون إلى اتفاق، بعد هذه المرحلة لن تكون هناك أسماء مفاجئة، والطاولة لن تتفكك".
لكن الرأي العام لدى حزب الجيد يؤكد على الذهاب إلى الانتخابات بمرشح مشترك عن الطاولة السداسية، مع احترام القرار الذي ستتخذه الطاولة السداسية بهذا الشأن، بحسب قناتي "سي أن أن" التركية، و"بي بي سي".
كليتشدار أوغلو على الطاولة ويافاش يعلق
ولفتت القناة التركية إلى أن زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو أو زعيم الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال، قد يقوم أحدهما بوضع اسم كليتشدار أوغلو على الطاولة في الاجتماع المقبل ليكون المرشح المشترك، وفقا لمصادر.
وكان لافتا الرد المفاجئ لرئيس بلدية أنقرة منصور يافاش الذي نأى بنفسه عن الحديث عن مسألة الترشح للرئاسة طوال الفترة الماضية، ليرد على تساؤل في مقابلة تلفزيونية، بشأن طرح اسمه كمرشح، وقال: "قادة الطاولة السداسية سيتخذون القرار المناسب، وإذا قرروا ترشيحي فسيكون ذلك من واجبي وسألتزم به".
وفي السياق، قال زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، بأنه حزبه سيشكل تحالفا مع حزب "البلد"، وسيكون مرشحهم الرئاسي هو محرم إنجه.
وفي حوار مع الصحفي فاتح ألتايلي في صحيفة "خبر ترك"، فقد أكد أوزداغ أن حزب النصر سوف يجتاز العتبة المطلوبة في البرلمان بشكل مريح.
وفي رده على تساؤل بشأن تخليه عن ترشح يافاش، أوضح أوزداغ: "لا يمكننا كحزب ترشيحه، إذا فعل ذلك حزب الشعب الجمهوري ورشحه فلن نقدم مرشحا، وسندعمه".