كشفت وسائل الإعلام العبرية، عن تفاصيل جديدة حول عملية إطلاق النار التي وقعت الجمعة قرب مستوطنة "نفيه يعقوب" بالقدس المحتلة وأدت إلى مقتل ثمانية مستوطنين على الأقل وإصابة آخرين بجروح بالغة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "
كان"، أن منفذ العملية الشهيد
خيري علقم (21 عاما)، من سكان حي الشيخ القريب من حي الطور بمدينة المحتلة، "يحمل بطاقة هوية إسرائيلية، ولا ينتمي لأي تنظيم، انتظر خروج المستوطنين من الكنيس، وأطلق النار عليهم فور خروجهم، كما أنه أطلق النار على المستوطنين في الطريق".
وأوضح قائد شرطة لواء القدس المحتلة، الميجر جنرال دورون تورجمان، أن علقم وصل بسيارته إلى شارع "نفيه يعقوب" وأطلق النار على المستوطنين قرب الكنيس، واستمر في القيادة باتجاه مفترق "بيت حنينا"، وعند تلقي عناصر الشرطة الإسرائيلية التقارير عن العملية حيث كانوا في مواجهة أعمال شغب في المنطقة، تمكنوا من تحديد سيارة منفذ العملية، الذي بدأ أيضا بإطلاق النار نحوهم، وخلال المطاردة نزل من السيارة محاولا الفرار فتمكن عناصر الشرطة من إصابته وقتله".
وقال مفوض الشرطة كوبي شبتاي، الذي وصل إلى مكان العملية: "هذه واحدة من أسوأ الهجمات التي واجهناها في السنوات الأخيرة، جاء المنفذ وأطلق النار على كل من في طريقه، الأشخاص الذين جاؤوا للتحقق ورؤية ما حدث تم إطلاق النار عليهم أيضًا في تلك المرحلة، ثم صعد إلى السيارة وابتعد مسافة 300 متر، وعند التقاطع قام رجال الشرطة بإطلاق النار عليه وتحييده"، وفق ما أوردته القناة "12" العبرية.
وأفادت القناة، بأن التحقيقات الأولية لجهاز الشرطة، تفيد بأن منفذ العملية قام بتغيير عدة مخازن للرصاص، استخدمها في إطلاق النار على المستوطنين.
وأكد مسؤول كبير في شرطة الاحتلال، أنه "بعد الهجوم صدرت تعليمات بزيادة القوات في القدس، وتقرر اتخاذ إجراءات إضافية سيتم الإعلان عنها بعد مناقشة مجلس الوزراء، وقرر رئيس الأركان هرتسي هاليفي، تعزيز القوات في الضفة الغربية وفي خط التماس، والاستعداد لسيناريوهات التصعيد في المنطقة".
ولفتت القناة إلى أن الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية، "تحاول الآن الوصول إلى محيط منفذ العملية بالكامل، سواء في عائلته أو في دائرة أصدقائه، من أجل التحقق مما إذا كان قد تلقى أي مساعدة من أي منهم، وما إذا كانوا كان لديهم علم مسبق بنيته تنفيذ العملية، حيث إن خيري علقم ليس لديه أي سجل أمني".
وبينت أن "المعضلة الآن في النظام الأمني هي بين الحاجة إلى اتخاذ خطوات أيضا لزيادة الشعور بالأمن، وحقيقة أن منفذ الهجوم ربما تصرف بمفرده ومن تلقاء نفسه، أي إنه لا توجد منظمة يمكن اتخاذ خطوات ضدها".
وفي تعليقه على العملية، قال رئيس حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، بنيامين نتنياهو: "هذه من أصعب العمليات التي شهدتها إسرائيل خلال السنوات الأخيرة"، معربا عن أسفه لتأخر وصول قوات الشرطة إلى مكان العملية.
وأضاف: "لقد عقدت جلسة الآن لتقييم الوضع مع كافة الأجهزة الأمنية، واتخذنا قرارا بشأن بعض الإجراءات الفورية، ومع خروج يوم السبت سأعقد جلسة للمجلس الأمني المصغر لمواصلة ردنا، أود أن أشدد بأنه يجب العمل هنا بعزم وهدوء".